سيطرت القوات الروسية أمس على ارغون، ثالث مدينة شيشانية على بعد عشر كيلومترات الى الشرق من غروزني، وتكبد المقاتلون الشيشانيون خسائر فادحة. ووقع أول اشتباك "شيشاني - شيشاني" منذ بدء الحملة الروسية شمال القوقاز، فيما استنكرت موسكو موقف الحلف الاطلسي واتهمته ب"توتير الأجواء". وقتل حوالى خمسين من اللاجئين الشيشانيين برصاص الجيش الروسي. وأفيد عن اعتقال أحد المنظمين الاساسيين لاعمال الخطف في القوقاز. وقال النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري مانيلوف ان القوات الفيديرالية تسيطر تماماً على مدينة ارغون، وان وحدات من قوات وزارة الداخلية تقوم بعملية تمشيط واسعة في احيائها وضواحيها. وأضاف ان حوالى 200 مقاتل شيشاني بينهم أربعة من القادة المعروفين قتلوا خلال معارك ارغون، فيما بلغت الخسائر الروسية أربعة قتلى و24 جريحاً. وأفادت وكالة "ايتار - تاس" الروسية ان اشتباكاً مسلحاً وقع مساء الأربعاء غرب الشيشان بين مقاتلين من التيار "السافي" المعادي لموسكو بشدة وعناصر مسلحة تابعة لبسلان غانتميروف السياسي والقائد الميداني الشيشاني الموالي لروسيا. وتدخلت المدفعية والطائرات الروسية في الاشتباك الذي اسفر عن عدد من القتلى. ويعتبر الحادث تطوراً خطيراً في سياق الحرب الشيشانية ومؤشراً الى دخول عنصر الحرب الأهلية الشيشانية في مسألة القوقاز المعقدة. وعلى صعيد آخر، قال وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان برنامج زيارة كورت فوليبيك الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية الى شمال القوقاز "لا يشمل لقاء مع الزعيم الشيشاني اصلان مسخادوف لأن مثل هذا اللقاء لن يعمل على تحقيق التسوية في المنطقة". ووصف ايفانوف مشكلة تجديد موعد زيارة المسؤول الأوروبي بأنها فنية محضة ونصح الصحافيين بعدم تضخيمها. واستنكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية ما ورد في تصريح مجلس الحلف الاطلسي الخاص، الصادر الخميس الماضي، واتهمت الخارجية الحلف ب"توتير الاجواء" وان "هناك انطباعاً بأن الاطلسي بدأ يقيس على نفسه بزة الشرطي العالمي، في محاولة التدخل في أمور لا تعنيه" وفي تطور آخر ألقى رجال الأمن الروس القبض على تسلاؤي عبدالرزاقوف الشيشاني المتهم بضلوعه في عمليات خطف الرهائن، بينهم عدد من الصحافيين والمطالبة بمبالغ ضخمة مقابل الإفراج عنهم واعتقل عبدالرزاقوف خلال عملية أمنية داخل انغوشيا ونقل فوراً الى موسكو.