أكد الملحق الثقافي السعودي في أميركا الدكتور محمد العيسى، أن الملحقية حلت 95 في المئة من المشكلات التي طرأت عقب تطبيق نظام التعاملات الإلكترونية الجديد منذ مطلع رمضان الماضي، لافتاً إلى وجود تعويضات لمن تضرروا من الخلل عند بدء تطبيق النظام. وأضاف في حوار مع «الحياة»، أن نظام التعاملات الإلكترونية يعطي للملحقية ووزارة التعليم العالي محاسبة المقصر أياً كان، ويتيح تقديم خدمات للمبتعثين من دون حضورهم إلى مقر الملحقية. وبخصوص تأشيرات المبتعثين، انتقد العيسى السفارة الأميركية في الرياض التي «تتحفظ أحياناً على بعض الطلاب المتعثرين أكاديمياً في جامعاتها»، مشيراً إلى أن الملحقية تلقت أخيراً شكاوى من 24 طالباً، وأنهت 22 شكوى منها، ويجري العمل على حل مشكلتي الطالبين الباقيين. وأشار إلى أن عدد الطلاب السعوديين الذين تعرضوا لمشكلات وجرى إعادتهم إلى المملكة لم يتجاوز 25 طالباً وطالبة هذا العام، وكلها بسبب مخالفات أسرية أو عدم التأقلم أو عدم تقيد بالحضور في الجامعة، أو حتى لأسباب قانونية تتعلق بالهجرة وغيرها، نافياً رصد أية حالات جنائية بينهم أو علاقة أحدهم بالإرهاب. وتحدث عن عزم الملحقية التوسع في عقد اتفاقات جديدة مع مراكز طبية في أميركا. وفي ما يلي نص الحوار: طرأت على السطح أخيراً، انتقادات طلاب سعوديين مبتعثين في أميركا لنظام التعاملات الإلكترونية الجديد الذي بدأتم العمل به، بسبب وجود أخطاء فيه، كيف هي رؤيتكم لما حصل؟ - وزارة التعليم العالي طبقت نظام التعاملات الإلكترونية الجديد في كثير من الملحقيات الثقافية في دول العالم إلى أن وصل إلينا في الملحقية في أميركا، وجرى العمل به مطلع شهر رمضان الماضي، وأي نظام جديد لا بد أن يكون فيه بعض الأخطاء والإشكالات التي قد تحدث، ولسوء الحظ أيضاً فإن التوقيت لم يكن موفقاً لتطبيقه، لأسباب منها أن الدوام قصير، وأن هناك إجازة طلابية ثم عودة للدراسة مجدداً. ويجب أن يعرف الجميع أن هذا النظام شفاف ويعطي للملحقية والوزارة محاسبة المقصر أياً كان، ويمنح أيضاً الوزير ونائبه والمسؤولين في الوزارة، ميزة الدخول على حساب موظفي الملحقية وأولهم الملحق، وينظروا إلى المعاملات التي لديه، ومتى أنجزت وكم بقي منها، حتى تتم محاسبة أي مقصر، والنظام وضع لخدمة الطالب ويعطيه الحق في متابعة طلباته بنفسه، ولا يحتاج لمراجعة الملحقية، إذ يمكن النظام الإلكتروني الطالب في أي مكان من استخراج ضمان مالي، وإفادة وغيرها، ويرى أين وصل طلبه وكم يأخذ من وقت حتى أنه يرى الأمور المالية ومواعيد الصرف والحساب وغيرها. لكن، هل يمكن القول إنكم تلافيتم المشكلة نهائياً؟ - أريد أن أؤكد أن الفترة الماضية كانت مرحلة انتقالية بالنسبة للنظام، ووصلنا الآن إلى مرحلة متقدمة، ولا يزال لدينا بعض التعديلات عليه نظراً لأن التطبيق في أميركا كان هو «المحك» لكثرة الطلبة، ونتواصل مع الوزارة لتلافيه. وبالتأكيد واجهتنا مشكلات وأخطاء في النظام الجديد، ولكن الحمد لله تم تلافيها، وبدأ يستقر بنسبة 95 في المئة. ونعتذر نيابة عن الملحقية والوزارة للطلاب وأبلغناهم بأن أي طالب تضرر من ذلك فنحن مستعدين لتعويضه سواء من السكن أو الرسوم أو غيره. وكان في تناول الموضوع شيء من المبالغة. في خضم المشكلة، بعض الطلاب قال إن التواصل مع الملحقية كان مفقوداً، ما تعليقك؟ - أبداً، أنشأنا مباشرة غرفة من فريق كامل للمتابعة وأرسلنا للطلبة على عناوينهم الإلكترونية أسماء وأرقام الفريق، وكان من ضمنهم عضو متخصص بالشؤون المالية، وكان لهذا التحرك أثر ودور كبير في تخفيف المشكلات وحدة الاحتقان التي كانت لدى بعض الطلاب، والملحقية والوزارة لن تسمح بأي تقصير لأي موظف في عدم الرد على الهاتف أو البريد الإلكتروني، ويتم التعامل مع المخالف بشكل حازم وربما يصل الأمر إلى إنهاء عقده، ولا نزال ننظر إلى الفترة السابقة بأنها كانت «مربكة»، إذ كانت الاتصالات كبيرة جداً، لكن انتظمت الأمور تقريباً الآن، ونتابع ذلك يومياً. تم تخريج دفعة جديدة من الطلاب الشهر الماضي وافتتحتم المبنى الجديد للملحقية بحضور وزير التعليم العالي، ما هي اتجاهاتكم المستقبلية؟ - لدينا تركيز على التخصصات النادرة، ولدينا الآن في أميركا أكثر من 1300 طبيب وطبيب يدرسون الزمالة في تخصصات مختلفة، وأكثر من 500 طبيب وطبيبة أسنان، و300 صيدلاني وصيدلانية، ووقعنا أكثر من 125 اتفاق مع مستشفيات طبية ومراكز متقدمة، وسنسير على هذا التوجه إلى مزيد من الاتفاقات، والتوسع فيها، ونعمل على مساعدة الطلاب في عملية التوظيف بعد عودتهم، ودعونا عشرات الشركات في كل حفل تخريج لاستقطاب الخريجين في الموقع ذاته، وبعض الشركات وقعت عقوداً مع الطلبة وكان ذلك بمثابة إنجاز بالنسبة لنا. هل هناك مشكلات جنائية اعترضت المبتعثين خلال الفترة الماضية؟ - المجموع العام من الطلاب السعوديين مميزون، وعدد من تعرضوا لمشكلات وتم إعادتهم إلى المملكة لم يتجاوز 25 طالباً وطالبة هذا العام، ومن عاد إلى المملكة كان إما بسبب مخالفات أسرية أو عدم التأقلم أو عدم تقيد بالحضور في الجامعة، أو حتى لأسباب قانونية تتعلق بالهجرة وغيرها، ولم نرصد إطلاقاً حالات جنائية أو علاقة أحدهم بالإرهاب. إلى أين وصلتم في حل أزمة التأشيرات التي تعترض الطلاب السعوديين من السفارة الأميركية في الرياض؟ - تبنت الملحقية قبل عامين تقريباً حملة طلابية بعنوان «تأشيرتي تهدد مسيرتي»، واستطعنا حل كثير من مشكلات التأشيرات، وتواصلنا ولا نزال مع وزارة الخارجية الأميركية والسفارة الأميركية في الرياض، إضافة إلى السفارة السعودية في أميركا لحل هذه المشكلة، ووصلتنا أخيراً شكاوى من 24 طالباً، أنهينا 22 شكوى منها، ويجري العمل على حل مشكلتي الطالبين الباقيين. والحقيقة أن السفارة الأميركية في الرياض تتحفظ أحياناً على بعض الطلاب المتعثرين أكاديمياً في جامعاتها، ونحن ندعو ولا زلنا الطلاب الذي يواجهون هذه المشكلة بسرعة التواصل معنا وعدم التردد في ذلك. الملحق ل«المبتعثين»: ما حصل «سحابة صيف»