أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نبيل شعث ان الفلسطينيين يبحثون عن دعم دولي لحماية مرجعية السلام من مخاطر سياسة الاستيطان واللاءات الاسرائيلية في شأن الحدود الترابية والقدسالشرقية وحقوق اللاجئين. ويجري الوزير الفلسطيني مشاورات مع المسؤولين الاوروبيين من اجل "موقف اوروبي ضاغط" لوقف الاستيطان. ووصف المحادثات التي عقدها مع وزير الخارجية البلجيكي لويس ميشيل في بروكسيل بأنها كانت "ايجابية للغاية". واستقبل وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين في باريس أمس شعث الذي عرض على الجانب الفرنسي الصعوبات المتعلقة بمفاوضات الوضع النهائي، نتيجة المواقف التي تتخذها اسرائيل في اطار هذه المفاوضات. وقال شعث الى "الحياة" ان مواصلة اسرائيل توسيع المستوطنات تهدد بنسف حظوظ مفاوضات الوضع النهائي. وأوضح ان موعد الزيارة التي يزمع الرئيس عرفات القيام بها الى واشنطن لم يحدد بعد وسيبحث خلال اللقاء الذي سيجمع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت مع القيادة الفلسطينية في غضون الاسبوع المقبل. وينتظر ان تقوم اولبرايت بزيارة كل من مصر والأراضي الفلسطينية واسرائيل وسورية والمملكة العربية السعودية. وكان الدكتور نبيل شعث شارك في بروكسيل في محاضرة مشتركة مع وزير العدل الاسرائيلي يوسي بيلين في بروكسيل حول تحديات السلام في عام الفين. وبينما ألح الوزير الفلسطيني امام الشخصيات اليهودية على ضرورة التوصل الى اتفاق مع الاسرائيليين على "المفهوم الترابي ومسألة اللاجئين" فإن الوزير الاسرائيلي عرض ما قد يوصف بقصيدة شعر حول اتفاقات اوسلو وكسرها بعض الحواجز النفسية ولكن من دون ان تردم الهوة التي تفصل اسرائيل عن الرأي العام العربي. وقال الدكتور نبيل شعث ان اتفاقاً، اذا حصل، حول مفهوم انسحاب الاسرئيليين الى حدود الرابع من حزيران يونيو سيسهل معالجة مشكلة القدسالشرقية، لأنها جزء من الأراضي المحتلة، وكذلك مشكلة المياه. كما ان الاتفاق حول مبدأ حق عودة اللاجئين وفق الشرعية الدولية سيعطي المفاوضين مرونة واسعة للتركيز على المواضيع الساخنة في مخيمات اللاجئين في لبنان والأخذ في الاعتبار طاقة الاستيعاب والقدرات الاقتصادية والاجتماعية لاحتضان اللاجئين. وبدا في المحاضرة التي نظمها "المركز العلماني اليهودي" في بروكسيل اتساع الهوة واستمرار القطيعة بين اسرائيل والرأي العام العربي بشكل عام على رغم الاتفاقات الانتقالية وذلك عبر رواية حكاها وزير العدل الاسرائيلي عن رحلة وفد رسمي اسرائيلي الى سلطنة عمان. وذكر الوزير بيلين ان وفداً اسرائيلياً كان انتقل عبر رحلة "طيران الخليج" الى مسقط وطلب من المسؤولين العمانيين خلال ساعات الراحة زيارة سوق الأسماك في مسقط. وقال بيلين: "دخلنا سوق الاسماك الطازجة التي تثير شهية الزائر فسألني احد العمانيين في السوق عن هويتنا وكان يجيد اللغة الانكليزية". وأضاف بيلين: "فوجئت بالسؤال وترددت في الاجابة لأن الزيارة كانت سرية فطلبت من المواطن العماني اكتشاف هويتنا فرد علينا: أنتم اميركيون؟ أجبته بالنفي. أنتم بريطانيون؟ قلت كلا. أنتم فرنسيون؟ قلت لا". وعقب بيلين في روايته امام الشخصيات اليهودية بأنه لم يرد التكتم على الهوية الاسرائيلية فباح بسرها امام المواطن العماني في سوق الأسماك. وأضاف بيلين: "عندما فهم المواطن العماني اننا من اسرائيل خِلْته جمد في مكانه وبدأ يخاطبني كأنما هو جهاز تسجيل قائلاً: لن احدثك بعد الآن… عودوا الى بلادكم في اوروبا واميركا فلا حق لكم في فلسطين". وكانت رواية بيلين، امام الشخصيات اليهودية والبلجيكية، بمثابة دليل على ان الاتفاقات الانتقالية لم تذب الجليد ولم تكسر جدران الكراهية بين الرأي العام العربي والاسرائيليين.