أحيت فرقة "دودي ان ديا روز" السنغالية سهرة أفريقية فريدة من نوعها في لبنان في اطار احتفالاته بحلول العام 2000. ونجح ضاربو الطبول الذين فاق عددهم العشرين من نساء ورجال في اجتذاب كل من كان جالساً على كرسيه للنزول الى الساحة المقابلة لخشبة المسرح للمشاركة رقصاً وتصفيقاً واطلاق صيحات إعجاب. وأكثر المتحمسين كانوا فتيات وشباناً أفارقة يعملون في لبنان شكلوا حلقات رقص صاخبة انضم اليها الحضور اللبناني والأجنبي. في التقديم للفرقة "اننا سنشاهد عرضاً مدهشاً لدودي روز العجوز سيد فن النقر"، وحين أطلّ بلباسه الافريقي مع اقرانه تبيّن انهم إما أولاده أو أحفاده فهو متزوّج من ثلاث نساء. وقد جاوز السبعين من عمره وهو أب لأربعين ابناً وابنة. كانوا يقفزون في كل الاتجاهات، حفاة يقرعون طبولاً ثبّتت بين أرجلهم أو على خاصراتهم. وفي فن النقر كل شيء يتحوّل ايقاعاً حتى الريح وحفيف الأشجار وتساقط الماء. صرخ دودي روز "يا سلام على الدنيا" داعياً الحضور الى غنائها معه على لحن أفريقي حيث تروح النغمات في فضاء كأنه الصحراء. قارعات الطبول لم يكنّ أقل حماسة من اخوانهن الرجال، كنّ يتراقصن بأزيائهن الافريقية المزركشة بالأخضر والبرتقالي ويضربن باقدامهن على خشبة المسرح فتدبّ الحماسة في الحضور كله صغاراً وكباراً. فال"تام تام" كما يقول دودي روز "يعطي القوة ويخفّف من الألم ويذهب بالارواح الشريرة حتى أنه يساعد على المزح مع النساء".