اعلنت دمشق امس رفضها فكرة التوصل الى "اتفاق اطار" في الجولة المقبلة من محادثات وزير خارجيتها فاروق الشرع ورئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك، لأنه سيكون بديلاً من "الاساسيات الجوهرية" التي توصل اليها الطرفان في المفاوضات السابقة. في غضون ذلك، ركزت وسائل الاعلام الرسمية مجدداً على وجوب انسحاب اسرائىل الى خط الرابع من حزيران يونيو 1967 بعدما توقفت عن ذلك عشية الجولة الاولى من المحادثات قبل نحو 10 أيام لئلا تؤثر سلباً في الاجواء الايجابية التي سادت وقتها. واعربت صحيفة "الثورة" الحكومية عن "القلق" من دعوات باراك ووزير الخارجية ديفيد ليفي إلى إنجاز "اتفاق اطار" في الجولة المقبلة التي ستبدأ في الثالث من الجاري في شيبرذتاون ولاية فرجينيا الغربية، خشية أن تكون هذه "متاهة جديدة تعد لاغراق المفاوضات بها بعيداً عن روح الجولة الاولى ونتائجها". ويتخوف المسؤولون السوريون من ان يكون "اتفاق الاطار بديلاً من الاساسيات الجوهرية لعملية السلام وبنودها المعروفة ومحاولة للقفز فوقها من اجل اعادة الامور الى نقطة البداية، الى الصفر ضارباً عرض الحائط ب"الوديعة" الشهيرة وما تعنيه واهم مضامينها وهو الانسحاب الشامل الى حدود الرابع من حزيران، وهو الخط الاحمر الذي لا يجوز الاقتراب منه". وكتبت "الثورة" ان الحديث عن اتفاق اطار بعيداً عن اعلان الرئيس بيل كلنتون وجوب التزام القرارين 242 و338 ومرجعية مدريد "الارض في مقابل السلام" يعني ان اسرائىل "تريد حرف المحادثات عن اهدافها لتضيعها في مسارب ثانوية بعيداً عن روح السلام". ودعمت مصادر سورية موقفها بان القرار 242 "لا يعترف بذلك الاطار ولم يرد فيه اي نص يتفق مع هذه الخديعة او غير ذلك من صيغ هجينة تعقد القرار وتفقده مضمونه، فالقرار ينص بوضوح على ضرورة الانسحاب من جميع الاراضي العربية المحتلة في العام 1967 بما فيها القدس والضفة الغربية". وأشارت الى ان "الخشية السورية تستند الى تجارب مرة سابقة من المناورات الاسرائيلية والتضليل وجميع محاولات التنصل من الالتزامات"... وذلك بعدما نوهت باعلان كلنتون ان القرارين 242 و388 اساس محادثات السلام السورية - الاسرائىلية "خطوة متقدمة جداً وواضحة جداً على الصيغ المعتمدة حتى الآن حينما نعرف ان القرار 242 يشمل جميع الاراضي العربية المحتلة". ولايريد المسؤولون السوريون اعادة التفاوض على "مبدأين حسما" هما: الانسحاب الى خط 4 حزيران وفق تعهد اسحق رابين و"مبادئ واهداف ترتيبات الامن" التي توصل اليها الطرفان في ايار مايو 1995. وقالت المصادر السورية :"حرصاً على الا تضيع الجولة الثانية في المتاهة الاسرائىلية لا بد ان تكون اميركا شريكاً كاملاً وطرفاً حقيقياً لتضبط ايقاع العملية والممارسات الاسرائىلية وتعيد اسرائيل كلما حاولت التملص الى اساسيات المحادثات وجوهرها". وزادت :"كل محاولة لاعادة ترتيب الاولويات والعناصر من دون الانسحاب في المقدمة، مكتوب لها الفشل. وحينما ترتب الاولويات وفق هذا التسلسل الموضوعي لعملية السلام بما ينسجم وتنفيذ القرار 242 لا يعود ثمة عائق أمام انطلاق العملية وتصبح البنود الاخرى متاحة وسهلة وتخضع لكل اشكال الحوارات السياسية من أمن ومياه وترتيبات متوازنة ومتكافئة".