يزور وفد عسكري تركي برئاسة نائب قائد الأركان الجنرال أديب بكير اسرائيل الاسبوع المقبل، في اطار اجتماعات دورية تعقد بين الطرفين. ويضم الوفد ثلاثين مسؤولاً من الجيش ووزارتي الدفاع والخارجية. وسيبحث الجانبان في تعزيز التعاون بينهما في مجالي الامن والتصنيع العسكري المشترك. اذ ترغب تركيا في شراء اربع طائرات "اواكس اميركية للانذار المبكر"، عن طريق اسرائيل، بصفقة تبلغ بليون دولار، وكذلك انشاء مشروع لتصنيع مشترك لمروحيات هجومية بالتعاون مع شركتين روسية واسرائيلية تصنعان طائرة "كا 50/2". كما تسعى انقرة ايضا الى شراء طائرات مراقبة بالتحكم عن بعد من اسرائيل ومنحها مشروع تطوير دبابات "إم 60" في الجيش التركي. وذكرت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان توقيت هذه الزيارة مهم للغاية لأنه يعقب جولة مفاوضات السلام الاسرائيلية - السورية الاخيرة، اذ سيطلع الجانب التركي خلال هذه الزيارة على تفاصيل هذه المحادثات وذلك تحقيقاً للوعد الذي قطعه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لدى زيارته أنقرة في تشرين الاول اكتوبر الماضي باطلاع تركيا على تفاصيل محادثات السلام مع سورية انسجاماً مع ما هو موقع في اتفاقات امنية واستخباراتية وعسكرية بين البلدين. وتخشى الاوساط السياسية التركية من ان ينعكس السلام بين سورية واسرائيل سلباً على علاقاتها مع الطرفين. اذ تردد ان سورية قد تطلب من اسرائيل تخفيف، او حتى تجميد، علاقاتها مع تركيا. وتذكر هذه الاوساط بتصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شيمون بيريز الذي قال ان اسرائيل ترجح علاقات جيدة مع سورية على مثيلتها مع تركيا. وتبدو انقرة قلقة ايضاً من ان تنهي سورية خلافاتها مع اسرائيل وتتفرغ بعدها لخلافاتها مع تركيا. وذكرت مصادر صحافية تركية ان انقرة التي تعتبر موضوع لواء االاسكندرون منتهياً ولا مجال للنقاش فيه، لا تستبعد ان تفتح دمشق هذا الملف مجدداً او ان تسعى الى احالة المسألة على محكمة العدل الدولية. ثم ان المفاوضات السورية - الاسرائيلية حول المياه قد تستدعي تدخلاً من واشنطن للضغط على تركيا لحل خلافها مع سورية حول مياه نهر الفرات، الذي لا تبدو أنقرة مستعدة لحلّه من دون مقابل. كما تتساءل انقرة عن مصير القوات السورية على حدود الجولان وفي لبنان بعد السلام، وترجح ان تعيد دمشق انتشار جيشها ليعود قسم كبير منه الى الحدود مع تركيا وهو ما قد يشكل عامل استفزاز في حال طرحت دمشق مشاكلها مع انقرة للنقاش في الوقت نفسه. ولا تخفي تركيا ايضاً قلقها من الصواريخ الروسية التي تملكها دمشق وتؤكد ضرورة عدم تقديم اي مساعدات اميركية عسكرية او مالية لسورية حتى بعد السلام، بل يرجح ان تطلب انقرة من واشنطن الضغط على سورية للتخلص من هذه الصواريخ وقطع كل علاقاتها مع ما تبقى من عاصر حزب العمال الكردستاني قبل ان تسعى واشنطن الى رفع سورية من قائمة الدول الراعية للارهاب مقابل تحقيق السلام مع اسرائيل.