أثار تصويت البرلمان العراقي أول من أمس، على تعيين رئيس كتلة بدر النيابية قاسم الأعرجي، وزيرا للداخلية، لغطا واسعا وسط التيارات السياسية، بسبب ارتباط الأعرجي الشديد بالنظام الإيراني، حيث اقترح مؤخرا إقامة تمثال وسط العاصمة بغداد، لقائد فيلق القدسالإيراني قاسم سليماني. كما أن الأعرجي هو أحد قيادات ما يعرف باسم "فيلق بدر"، الذي التحق به عام 1986، أثناء وجوده في إيران، قبل أن ينخرط في التدريبات العسكرية لمواجهة القوات العراقية آنذاك، وعاد إلى العراق بعد أن أتم دراسته الجامعية عن طريق إقليم كردستان في أوائل عام 2003. كما أصبح ممثلا لمحافظة الواسط لدورتين، ضمن قائمة ائتلاف دولة القانون، بزعامة نوري المالكي عن كتلة بدر النيابية، ثم عضوا في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية. وبحسب المقربين منه، شارك الأعرجي في تعذيب الأسرى العراقيين خلال الحرب العراقيةالإيرانية، ورسخت تصريحاته الطائفية بعد عام 2003 من التقسيم العرقي والطائفي، حيث طالب في إحدى المرات بتدمير مدينة الفلوجة، فضلا عن الحملات العدوانية التي كان يتبناها ضد الطائفة السنية. فيلق بدر يعرف عن فيلق بدر أنه فصيل تم تشكيله في إيران ليكون الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي في العراق، وقام بتنفيذ عمليات عسكرية في المناطق الحدودية جنوب البلاد، إبان حكم صدام حسين، فيما اقتصرت عملياته على اغتيال مسؤولين محليين، فضلا عن قتاله إلى جانب الجيش الإيراني وحرس الثورة أثناء الحرب العراقيةالإيرانية. وبعد الاحتلال الأميركي والإطاحة بالنظام السابق، نفذ عناصر الفيلق عمليات اغتيال استهدفت طيارين، وأساتذة جامعات، وأكاديميين، وأطباء، وإعلاميين، فضلا عن شخصيات عشائرية، بدعوى انضمامها إلى حزب البعث المنحل. وفي عام 2005، أعلن زعيم الفيلق هادي العامري، تحويله إلى تنظيم سياسي والمشاركة في الانتخابات التشريعية والمحلية، ثم انفصل عن المجلس الأعلى لينضم إلى ائتلاف دولة القانون، وما زال يبدي ولاءه المطلق للمالكي.