اختتم الرئيس حسني مبارك أمس زيارة لقطر وانتقل إلى البحرين في إطار جولته الخليجية التي بدأها في السعودية الجمعة الماضي. وأكد مصدر مصري مطلع أن القاهرة اتفقت مع الدوحة على "دعم الشرعية في الخرطوم"، ودعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى قمة عربية، فيما حض مبارك على انشاء تكتل اقتصادي عربي قوي. وأعرب المستشار السياسي للرئيس المصري السيد أسامة الباز عن أمله بأن يتضح الوضع في السودان خلال أيام "من دون مواجهة أو إراقة دماء"، وحذر من أن "تقسيم" هذا البلد سيؤدي إلى "تفكيكه"، مشدداً على أن القاهرة لا تريد مواجهة بين الرئيس عمر البشير والدكتور حسن الترابي. وعلمت "الحياة" من مصدر مصري مطلع أن مصر وقطر اتفقتا على دعم العلاقات بينهما وتفعيل التنسيق في شأن السودان وموضوع عقد قمة عربية. وذكر المصدر أن البلدين "تجاوزا شوائب الماضي" في علاقاتهما. وفي تصريحات بثتها "قناة الجزيرة" في وقت متقدم ليل الأحد - الاثنين قال أمير قطر: "علاقاتنا مع مصر طبيعية وجيدة" وأكد مبارك انها "غير متوترة ولن تتوتر أبداً". واضاف مازحاً: "لكن قناة الجزيرة ما توترهاش". ودعا الشيخ حمد بن خليفة إلى "قمة عربية تجمع شتات الأمة" منبهاً إلى أن "معركة القرن المقبل اقتصادية"، مشيراً إلى أن "مصر تقود الأمة العربية في مثل هذه الأمور". وحذر مبارك من أنه "اذا لم يكن هناك تكتل اقتصادي خاص بالأمة العربية ستضيع". وكان أمير قطر وضيفه عقدا جلسة محادثات ليل الأحد - الاثنين ركزت على "دعم مستوى العلاقات الثنائية وتنمية التعاون في المجالات التي تخدم المصالح المشتركة". كما عرض الجانبان العلاقات العربية و"مستجدات عملية السلام في الشرق الاوسط على المسارات المختلفة". وسألت "الحياة" المستشار السياسي للرئيس المصري السيد أسامة الباز هل تتوقع مصر مواجهة بين الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس البرلمان المنحل الدكتور حسن الترابي، فأجاب: "لا نتوقع ذلك ولا نريد مواجهة بين الطرفين. يهمنا تحقيق الاستقرار لخير الشعب السوداني بكل فصائله، وندعو الى حل هذه المسائل بما يضمن الحفاظ على هيبة السودان وشرعية الحكم". وأضاف: "كلما زادت القاعدة التي يستند اليها الحكم في السودان، كلما زادت قدرته على التحرك في الداخل والخارج بفاعلية، ونأمل بأن يتضح الوضع خلال أيام معدودة، من دون مواجهة أو إراقة دماء". ورداً على سؤال عن اتهامات الترابي لمصر بالتدخل في الشؤون السودانية ومعاداتها الإسلاميين، قال الباز: "الأفضل أن يكف السودان عن هذه اللعبة، لماذ نتدخل؟ كل ما فعلناه أننا أصدرنا بياناً قلنا فيه اننا نساند الشرعية وندعم الحكم في السودان، ونطالب الأطراف الخارجية بعدم التدخل". وتمنى "ان يعبر السودان هذه العثرة الخفيفة ويتقي التدخل الخارجي ويحافظ على وحدته الاقليمية والقومية". وحذر من أنه "اذا تم تقسيم السودان فإنه سيتفكك لأكثر من منطقة". إلى ذلك شدد الباز على اهمية "التحقق من ان عقد قمة عربية في توقيت معين يمكن أن يعطي دفعاً للقضايا العربية الرئيسية"، ورأى ان عقد القمة "لابد أن يأتي محصلة لتوافق في الرأي بين قادة الأمة". في المنامة أجرى مبارك محادثات مع أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة الذي أشاد بدور الرئيس المصري في دفع عملية السلام على كل المسارات. وقال مبارك أن المحادثات "تصب في خدمة الأمة العربية والسلام في المنطقة العربية، والتعاون لحل المشاكل والنزاعات". وأعلن في حديث إلى تلفزيون البحرين مساء أمس أن اللقاء تطرق إلى القضايا الاقتصادية والعمل لقيام "تجمع اقتصادي عربي قوي". وأعرب عن أمله بعقد قمة عربية "لمعالجة قضايا الأمة" مشيراً إلى أن عقدها يحتاج إلى وقت من أجل الإعداد الجيد. كما أعرب عن أمله بأن "يسود الاستقرار التام منطقة الخليج الحساسة". ورأى أن "أي إخلال بالاستقرار سيؤثر في كل أرجاء الوطن العربي". وأكد الرئيس المصري أنه يتطلع إلى مزيد من التعاون مع البحرين، وأقام الشيخ حمد بن عيسى مأدبة إفطار تكريماً لضيفه الذي يغادر البحرين اليوم.