بدأ الرئيس المصري حسني مبارك امس في الامارات جولة خليجية تحمله ايضاً الى قطر والبحرين، وأجرى محادثات مع رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في مدينة العين تناولت التطورات على الساحتين العربية والدولية والعلاقات بين البلدين. وأفاد بيان رسمي إماراتي أن الشيخ خليفة أيّد التحرك المصري لدفع الجهود المبذولة لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط والوصول بها إلى نتائج تعزز فرص الاستقرار الدائم والشامل في المنطقة. وفي القاهرة، اعتبرت مصادر مطلعة زيارة الرئيس مبارك المقررة للدوحة بداية لصفحة جديدة في علاقات البلدين ستفضي إلى إنهاء حال الجمود الذي استغرق سنوات. وأشارت إلى أن آخر زيارة للرئيس مبارك للدوحة كانت في شباط (فبراير) 2006. وقالت المصادر ل «الحياة» إن التوقيت يدل الى استجابة العاصمتين جهود مصالحة ساهمت فيها عواصم عربية عدة، حيث قاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز محاولة مصالحة في قمة الكويت الاقتصادية قبل نحو عامين، ثم جرت محاولة ليبية في القمة العربية في سرت في آذار (مارس) الماضي، أعقبتها محاولة جديدة في القمة الاستثنائية بسرت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وأوضحت المصادر أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وجّه الدعوة الى الرئيس المصري لزيارة الدوحة ووعد مبارك بتلبيتها في أقرب فرصة لإعادة العلاقات الى مسارها الطبيعي. وبحسب المصادر، سرعت في إتمام المصالحة زيارة الى قطر قام بها وزير التجارة والصناعة المصري رشيد محمد رشيد في مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري مع وفد كبير من رجال الأعمال وجرى خلالها بحث سبل التعاون الاقتصادي والتجاري، وكيفية ازالة التوتر في العلاقات الثنائية. كما جرى بحث الشكوى المصرية من قناة «الجزيرة» وما ترى القاهرة أنه «تعمّد لتشويه الحقائق والاكتفاء بإبراز الوجه السيئ من الملفات والقضايا المصرية وتحولها (القناة) منبراً للهجوم على السياسة المصرية». وتلقى رشيد وعوداًَ بالالتزم بمهنية العمل في القناة تحت أي ظروف، وأن الدوحة تنتظر زيارة الرئيس مبارك. وكان لافتاً ظهور وزير الشؤون القانونية في مصر الدكتور مفيد شهاب على شاشات «الجزيرة» في الأيام القليلة الماضية للحديث عن الانتخابات بعد مقاطعة المسؤولين المصريين للقناة طويلاً. وتؤكد المصادر المطلعة أن زيارة مبارك ستؤسس للحضور القطري في الساحة الاقتصادية المصرية والاتفاق على التنسيق السياسي والاطلاع على التحركات التي تقوم بها العاصمتان في الملفات كافة، خصوصاً الملفات الفلسطينية واللبنانية والسودانية، إضافة إلى الأوضاع في الخليج. وتوقعت المصادر ان يقوم امير قطر قريباً بزيارة للقاهرة.