أجرى الرئيس المصري حسني مبارك أمس اتصالاً هاتفياً مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وافاد بيان مصري بان الرئيس مبارك «استعرض مع رئيس الدورة الحالية للقمة العربية مستجدات الوضع العربي والإقليمي الراهن والعلاقات بين البلدين الشقيقين». ورأى مراقبون في القاهرة أن الاتصال «ربما يساعد في فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين بعد سنوات من التوتر بسبب اختلاف تعاطي البلدين مع ملفات اقليمية مهمة». وسبب العدوان الإسرائيلي على غزة في كانون الأول (ديسمبر) 2008 وكانون الثاني (يناير) 2009 قطيعة مصرية - قطرية. إذ اعتبرت القاهرة أن قطر تحرض عليها، ورأت أن تغطية قناة «الجزيرة» للحرب وتداعيتها تضمنت تجاوزات في حق مصر ومسؤوليها. ورفضت القاهرة حضور قمة طارئة في أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة دعت إليها الدوحة التي اتهمت من جانبها مصر بتحريض دول عربية على عدم حضورها. لكن القاهرة اعتبرت في ذلك الحين أن لا داعي لعقدها بسبب قرب موعد انعقاد القمة العربية الاقتصادية في الكويت في كانون الاول الماضي، وهي القمة التي شهدت لقاء مصالحة حضره الرئيس مبارك مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الاسد والعاهل الاردنى الملك عبد الله الثاني وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. غير أن القاهرة اعتبرت أن «سلوك قطر ضدها لم يتغير» بعد هذه القمة. وذكرت أنباء أن مصر تحفظت عن مشاركة قطر فى قمة عربية مصغرة عقدت في آذار (مارس) الماضي في الرياض، وضمت قادة مصر والسعودية وسورية والكويت في إطار جهود المصالحة العربية. وقاطع مبارك القمة العربية التي استضافتها الدوحة في أذار الماضي، بسبب ما وصفته القاهرة ب «مخطط للإساءة إلى مصر». واعتبرت أن غياب الرئيس عن القمة «رسالة بأن مصر لن تسمح بالعمل ضدها». وكانت القاهرة استضافت في حزيران (يونيو) 2007 آخر قمة مصرية - قطرية. واستبعدت مصادر مصرية مطلعة احتمال اجتماع، قريبا، بين الرئيس المصري وأمير قطر. ولفتت إلى أن العلاقات بين البلدين «تحتاج إلى فترة من بناء الثقة حتى تعود إلى طبيعتها».