أعلن "لوبي الجولان" في اسرائيل حالة الاستنفار وباشر تحركاً متعدد الجوانب من أجل ربح الاستفتاء الذي أعلن رئيس الوزراء ايهود باراك عزمه اجراءه بعد التوصل الى اتفاق مع سورية. واعلن المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس ان المفاوضات السورية - الاسرائيلية قد تستكمل في واشنطن. واكد انها تتم على اساس ما ناقشه الطرفان وتحدثا عنه في السابق. وتقول معلومات "الحياة" من اسرائيل ان المفاوضات ستحصل يومي الاربعاء والخميس المقبلين في واشنطن بين باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع ستكون على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338 . ثم تستأنف المفاوضات، بعد ذلك، على مستوى اللجان بعيداً عن الاعلام. تضيف هذه المعلومات ان "تفاهمات أولية" باتت موجودة وان التفاوض سيتناول تفاصيل الترتيبات الأمنية وجدول الانسحابات وصلتها بمراحل التطبيع قبل وضع الخط الحدودي النهائي. وليس مستبعداً ان يجد باراك عند عودته من واشنطن خرائط الانسحاب من لبنان، وقد باتت جاهزة بحيث يتم تنفيذ العملية التي اطلق عليها "أفق الجليل" قبل الموعد المحدد للانسحاب من لبنان في تموز يوليو 2000. وفي سياق الاعداد لمعركة الاستفتاء ذكرت صحف اسرائيلية امس ان باراك قد يعرض حزمة واحدة على الرأي العام هي كناية عن انسحابات متفق عليها من الجنوب اللبناني والجولان السوري بحيث يصبح الرفض تصويتاً على البقاء في لبنان ودفع الثمن مقابل ذلك. وفي عمان صرح مسؤول أردني أ ف ب ان عمان مستعدة لاستضافة المفاوضات بعد واشنطن اذا اختار المتفاوضون ذلك. وأضاف: "ان الأردن لا يتردد في تقديم مساعدة من منطلق الفهم الأردني لحاجات المفاوض العربي، ودعمه ومساندته". وأوضح مصدر ديبلوماسي عربي في العاصمة الأردنية ان نقل المفاوضات الى الشرق الأوسط "لن يتم قبل منتصف كانون الأول ديسمبر أو مطلع كانون الثاني يناير". من جهة ثانية وفي لندن، عقد معاون وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط السفير مارتن انديك امس اجتماعاً في مقر وزارة الخارجية البريطانية مع مدير قسم الشرق الأوسط فيها ديريك بلاملي ومدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية السفير ايف اوبان دولا موسوزيير لوضعهما في صورة المفاوضات المرتقبة في واشنطن بين سورية واسرائيل. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان من بين المواضيع التي ينوي الجانب الفرنسي التطرق اليها للتشاور وتبادل الافكار حولها مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خصوصاً وان فرنسا مدركة لتخوف بيروت من ان يؤدي الحل في المنطقة الى توطين الفلسطينيين فيه. ففرنسا واعية لصعوبة هذه المشكلة بالنسبة للبنان وتريد تبادل الافكار مع واشنطن وشركائها الأوروبيين للتشاور والبحث في سبل مساعدة لبنان في شأنها. وفي اتصال اجرته "الحياة" مع النائب العربي في الكنيست عزمي بشارة الذي يزور دمشق حيث التقى الشرع قال بشارة ان الجانب السوري يعتبر ان الأمر استئناف المفاوضات جدي جداً، وان الوضع بات ناضجاً لبدء مفاوضات خصوصاً في ظل التسليم الاسرائيلي بأن لا بداية من جديد وانه سيتم البناء على ما حصل. ويقول مسؤول سوري ان عشر دول عرضت خدماتها ومنها بريطانيا التي اعربت عن رغبتها في لعب دور بارز ولكن الولاياتالمتحدة كانت صاحبة المهمة الحاسمة، وقد قدم الأميركيون الى السوريين تأكيدات جديدة بأن "الوديعة في جيبهم". وأشار الى ان باراك "حاول الايحاء بأنه يريد الحصول على "كل شيء" مقابل الانسحاب الكامل غير ان جواب دمشق كان واضحاً لجهة ان المتطلبات الامنية هي للجميع ويكفي لتحقيق ذلك ترجمة "لا ورقة" اهداف الترتيبات الأمنية ومبادئها. وكان الموقف في هذا المجال ان باب التفاوض حول الأمن والسلام مفتوح ولكنه مقفل تماماً في ما يخص الأرض". وأضاف ان السوريين "يريدون لاجتماع واشنطن ان يشكل انطلاقة جدية للمفاوضات لا أن يكون مجرد علاقات عامة او "مفاوضات تمهيدية" وفي اعتقادهم انه كان ممكناً لطواقم المفاوضات ان تبدأ عملها فوراً من دون الحاجة الى هذا الافتتاح الاعلامي". ولاحظ ان السوريين "يبدون حذراً شديداً في توقعاتهم وإن كان تصميمهم على اغتنام الفرصة واضحاً، فهم يرغبون في افهام من يعنيهم الأمر ان تصلبهم في ما يخص الأرض لم يتغير اطلاقاً ولذلك فهم يستعدون لمفاوضات صعبة في ما يخص هذا الموضوع وسواه". أعلن المنسق الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط السفير دنيس روس امس في واشنطن ان المحادثات بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع ستبدأ في واشنطن الأربعاء المقبل وتستمر ايضاً يوم الخميس. ولم يستبعد روس امكان ان تعقد جولات التفاوض اللاحقة بين السوريين والاسرائيليين في الولاياتالمتحدة. وكرر ذلك مرات عدة رداً على اسئلة عن احتمال انتقال المفاوضات الى الشرق الأوسط. وقال: "في ما يتعلق بالخطوة المقبلة نقل المفاوضات فان ذلك سيكون بالطبع موضوع بحث بين الجانبين ولكني لا اسقط امكان اجراء مفاوضات المرحلة المقبلة في الولاياتالمتحدة". والمعروف ان الموقف السوري السابق كان يصرّ على ان تتم المفاوضات في الولاياتالمتحدة وبمشاركة الجانب الاميركي مشاركة فعالة. وأضاف روس ان المفاوضات السورية - الاسرائيلية "ستستأنف من حيث توقفت"، وقال ان استئنافها يمثل "خطوة مهمة الآن لجهة اعادة عملية السلام في الشرق الأوسط برمتها الى سكتها ووضعنا في مركز يكون فيه العمل نحو سلام شامل، مرة اخرى، امكانية حقيقية جداً". وتابع قائلاً: "من الواضح انهما الجانبان السوري والاسرائيلي يقاربان ذلك من زاوية وضع كل شيء على اساس ما ناقشاه وتحدثا عنه في السابق، وهما يستأنفان محادثاتهما في ضوء ذلك". وسئل عن تأثير استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية في مفاوضات المسار الفلسطيني فقال ان "القضايا الفلسطينية تبقى في جوهر الصراع العربي - الاسرائيلي، وللوصول الى سلام شامل لا بد من التحرك على كل المسارات". وأضاف: "اننا نرى امكانات واعدة، ونرى في الوقت نفسه صعوبات، وسنحاول اكمال العملية". ورداً على سؤال عما اذا كانت اسرائيل وسورية ستعلنان انتهاء حالة الحرب بينهما، كما ورد في نبأ من اسرائيل، قال روس انه لم يسمع بذلك.