قال رئيس الحكومة اللبنانية وزير الخارجية الدكتور سليم الحص ل"الحياة" أمس إن تحديد موعد لاستئناف المفاوضات على المسار اللبناني، أسوة بما أعلنه الرئيس الأميركي بيل كلينتون على المسار السوري، يتوقف على الاجواء التي ستنجم عن جلسة المفاوضات التي ستعقد بعد اسبوع بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ووزير الخارجية السورية فاروق الشرع في واشنطن. وكان باراك أعلن أمام اجتماع لحزب "العمل" أن المحادثات مع سورية إذا كانت ايجابية فستؤدي إلى استئناف المفاوضات مع لبنان وتوافر امكانية حقيقية للتوصل إلى اتفاقات مع البلدين خلال الأشهر المقبلة. وأوضح الحص رداً على سؤال ل"الحياة" انه أبلغ السفير الاميركي ديفيد ساترفيلد هذا الموقف، اذ ان الاخير دعا لبنان، خلال لقاءات أجراها امس مع كل من رؤساء الجمهورية أميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري ومجلس الوزراء، الى اقتراح تحديد موعد لاستئناف هذه المفاوضات بينه وبين اسرائيل. وكان ساترفيلد نقل رسالة الى الرؤساء الثلاثة من وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت تناولت ما أسفرت عنه الجهود الاميركية في شأن المفاوضات. وعلمت "الحياة" ان الجانب الاميركي بدا متفائلاً بمعاودة المفاوضات الاسرائىلية - السورية. وأعلن الرئيس لحود في كلمة له استهل فيها جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت صباح امس برئاسته ان صلابة الموقف اللبناني - السوري أثمرت استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها وان هذا الوضع المستجد سيسفر عن ايجابيات لمصلحة لبنان وسورية". ونقلت مصادر مقربة من الحص عنه ارتياحه الى ان "استئناف المفاوضات على المسار السوري سيجنّب لبنان أي مشكلات يمكن ان تنجم عن انسحاب اسرائيل من الجنوب، من جانب واحد ومن دون اتفاق كما كان باراك يهدّد، اذ ان إنسحاباً كهذا في ظل استمرار المفاوضات لن يحصل على الارجح، بل يفترض ان يتم في ظل اتفاق ما دامت هذه المفاوضات مستمرة". وكان أجري اتصال هاتفي امس بين الحص والشرع اتفق خلاله على لقاء لبناني - سوري قريب لتنسيق الموقف. واستبعدت مصادر الحص مجيء موفد أميركي الى لبنان قريباً، فيما نقلت عنه قوله "إن استئناف المفاوضات من حيث توقفت كان مفاجئاً لنا، ويبدو ان الاتصالات التي قام بها الاميركيون مع اسرائيل وسورية توصلت الى مخرج ما. والمهم الآن الا تتوقف المفاوضات من حيث استؤنفت". وقال الحص ان لبنان سيشكل قريباً وفده المفاوض، رافضاً الافصاح عمن سيترأسه، مشيراً الى ان في أذهان المسؤولين أسماء معينة لعضوية الوفد ورئاسته، في وقت رجّح مراقبون ان يتم ترشيح الامين العام للخارجية السفير ظافر الحسن للمهمة، خصوصاً أنه سيحال على التقاعد بعد أسابيع وقد تمّ تعيين بديل منه امس هو السفير زهير حمدان.