شهد المؤتمر الخامس لوزراء الإعلام في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لقاءات مهمة إيرانياً - عربياً عقدها الرئيس محمد خاتمي على هامش المؤتمر مع عدد من وزارء الإعلام العرب ومنهم وزراء إعلام السعودية، الكويت، عمان، مصر، وسورية إضافة إلى استقباله رؤساء الوفود المشاركة. في الوقت ذاته وصفت طهران البيان الذي صدر عن القمة الخليجية بأنه إيجابي جداً، مؤكدة أنها سترد بالمثل، فيما شددت مصر على علاقاتها "التاريخية" مع إيران. وجاءت اللقاءات الإيرانية - الخليجية وسط ارتياح إيراني إلى بيان قمة الرياض الذي حمل معطيات رأت طهران أنها إيجابية جداً في شأن الخلاف مع الامارات حول الجزر الثلاث، طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى. العجمي وزير الإعلام الكويتي سعد العجمي قال ل"الحياة" أن هذه الأجواء الإيجابية بين إيران والدول الخلجية يُنظر إليها في الكويت نظرة استراتيجية لضرورة التعاون بين الجانبين العربي والايراني. وأوضح ان منطقة الخليج أُنهكت بالحروب والنزاعات وان الوسائل الكفيلة بانهاء أي نزاع بما في ذلك النزاع على الجزر الثلاث هو طاولة المفاوضات. وعن شأن الخطوات المقبلة لتهيئة الأرضية اللازمة للبدء بمفاوضات بين إيرانوالامارات لفت وزير الاعلام الكويتي إلى مهمة اللجنة الثلاثية المنبثقة من مجلس التعاون، موضحاً أن الامارات أبدت كل مرونة بالنسبة للجنة وعملها. وقال: "ما زلنا نراهن على العقل والتعقل والحكمة الايرانية ونعتقد أننا متفائلون بأنهم سيأتون إلى طاولة المفاوضات لحل هذا النزاع". الوفد الاماراتي رأسه القائم بالأعمال في طهران وضم في عضويته الوزير المفوض في وزارة الخارجية عبدالرحمن هادي. وقالت مصادر الوفد ل"الحياة" أنه ليس هناك سبب معين منع وزير الاعلام الاماراتي من المشاركة في المؤتمر. لكن مصادر أخرى أفادت أن الأجواء التي سبقت الاجتماع شهدت سجالاً بين ايرانوالامارات، لكن فريدون وردي نجاد رئيس اللجنة المشرفة على المؤتمر مدير وكالة "إيرنا" الرسمية وكالة الأنباء الايرانية رأى أن المشاركة الاماراتية كانت قوية وان عدم حضور وزير الاعلام الاماراتي لا يحمل أي موقف سياسي. وقال وردي نجاد ل"الحياة" ان "بيان دول مجلس التعاون تجاه طهران كان ايجابياً جداً، وان إيران سترد في شكل إيجابي". المؤتمر شهد لقاء وصف بأنه مهم بين الرئيس خاتمي ووزير الإعلام المصري صفوت الشريف، فيما تشهد العلاقات السياسية والاقتصادية بين طهران والقاهرة تقدماً ملحوظاً. الشريف وقال صفوت الشريف ل"الحياة" ان "اللقاء مع خاتمي تناول العلاقات الثنائية التاريخية". ونقل وزير الاعلام المصري عن الرئيس خاتمي تأكيده على هذه العلاقات والتاريخ الحضاري الكبير بين الشعبين والبلدين، مؤكداً ان طهران والقاهرة تستطيعان القيام بدور فاعل في المستقبل كما صنعا في الماضي تاريخاً قوياً خدم الأمة الإسلامية. وأوضح الشريف انه "لم يحمل رسالة من الرئيس مبارك الى الرئيس خاتمي". وتابع الوزير المصري ان "حضور وفد بلاده المؤتمر على مستوى رفيع كان رسالة قوية مصرية باتجاه ايران". ورفض صفوت الشريف الخوض في تحديد موعد عودة العلاقات الديبلوماسية بين طهران والقاهرة، لكنه أشار الى التطورات الحاصلة بين الجانبين على غير صعيد سياسي واقتصادي، ومنها اللقاء الذي جمع رئيسي البرلمانين المصري فتحي سرور والايراني علي اكبر ناطق نوري في روما على هامش اجتماع رؤساء برلمانات الحضارات القديمة مصر، ايران، ايطاليا واليونان.