جاكارتا - بكين - رويترز - أ ف ب - تظاهر حوالى 20 ألف شخص في اريان جابا امس، رافعين علم الانفصاليين، فيما مضى الرئيس عبدالرحمن وحيد في طريقه الى زيارة الصين، مهدداً بقمع المطالبين الاستقلال في اقليم اتشاي بالقوة، واريان جايا ومدينة امبون التي يمزقها الصراع الديني بين المسلمين والمسيحيين. وأعلن زعيم الانفصاليين ذيس ألويا ان عرض جاكارتا منح اريان جايا حكماً ذاتياً مرفوض: "الاستقلال هو مطلبنا الوحيد وعلى الحكومة سحب الجيش من اراضينا". وخلال زيارته لبكين اعلن وحيد انه سيعرض على الاقاليم التي تسودها الاضطرابات حكماً ذاتياً، لكنه لم يستبعد قمع الحركات الانفصالية بالقوة "لكي لا تتمزق بلادنا". وتشهد اندونيسيا يوما بعد يوم، ومنذ احداث تيمور الشرقية، مزيداً من التجاذب بين الحركات الانفصالية التي تهدد وحدتها الهشة من سومطرة الى غينيا الجديدة. وما ان اعلنت جاكارتا تخليها رسمياً عن سيادتها على تيمور الشرقية حتى سارعت مقاطعة اتشيه شمال سومطرة بدورها الى المطالبة باستفتاء حول تقرير المصير. واعطى الانفصاليون الحكومة الاندونيسية مهلة لتنظيم استفتاء تنتهي بحلول الرابع من كانون الاول ديسمبر المقبل. ويصادف الموعد المحدد الذكرى السنوية لتاسيس حركة اتشيه الحرة في المقاطعة ذات الغالبية المسلمة والغنية في الرابع من كانون الاول ديسمبر 1976. وتطالب حركة اتشيه الحرة منذ ذلك الوقت باقامة دولة اسلامية، الامر الذي لا يلاقي اجماعاً من انصار الاستقلال الذين تجاوزوا الحركة الاسلامية. وطالب اكثر من مليون شخص في تظاهرة لاسابق لها جرت في اتشيه مطلع تشرين الثاني نوفمبر الماضي بتنظيم استفتاء. وكما حصل في تيمور الشرقية سابقاً، ادت سنوات القمع الوحشي الذي مارسه الجيش الى تصلب السكان الذين زاد من استيائهم ما يعتبرونه عمليات نهب لمواردهم تقوم بها السلطات البعيدة في جاكارتا. ولا ينوي الجيش الاندونيسي التراجع في هذه المسألة على رغم الانتقادات التي وجهت اليه في البرلمان الاندونيسي في الآونة الاخيرة. وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال سودراجات الثلثاء ان "لا خيار امام الجيش سوى سحق جميع الذين يريدون الانفصال او حمل السلاح للقيام بتمرد". وبات وحيد يواجه معضلة اذ عليه الانتباه الى مكانته الرئاسية وفي الوقت ذاته الاختيار بين اللجوء الى القمع كما يرغب الجيش اوالحوار.