تحولت شوارع مدينة سياتل الاميركية ساحة حرب وفوضى لمنع 135 دولة من عقد مؤتمر لتنظيم التجارة الدولية. واعتقلت الشرطة الاميركية امس عشرات المتظاهرين المناهضين لمؤتمر منظمة التجارة العالمية في المدينة التي كان رئيس بلديتها بول شيل حظر التجول من السابعة مساء الثلثاء في وسطها، حيث يعقد المؤتمر. وأعرب الرئيس بيل كلينتون عن تفهمه لغضب المتظاهرين من القوانين التي تحكم التجارة العالمية. راجع ص7 وتحولت شوارع سياتل الثلثاء الى ساحة معركة بين الشرطة والمتظاهرين الذين اعترضوا طريق الوفود المشاركة في المؤتمر، واستطاعوا تأخير انعقاده ثماني ساعات. ورفع المتظاهرون شعارات تذكر بأجواء الستينات وبداية السبعينات، عندما كان المناهضون للحرب الفيتنامية يجوبون شوارع المدن الاميركية بالآلاف، مطالبين بوقف الحرب. مما اضطر واشنطن الى ارسال مئات من عناصر الحرس الوطني الفيديرالي لمساعدة الشرطة في وضع حد للفوضى. وسارت التظاهرات بهدوء من دون عنف، الى ان اقدم عدد من المتظاهرين على كسر واجهات المحلات التجارية، وبدأوا ينهبونها، فتصدت لهم الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاط. ووصل الرئيس كلينتون الى المدينة المقفرة صباح أمس، وألقى خطاباً في المؤتمرين ابدى فيه تفهمه للاحتجاجات، لكنه استنكر اللجوء الى العنف، ودعا المتظاهرين الى ايجاد اساليب مشروعة للتعبير عن معارضتهم. ومن جهتها دعت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت المؤتمر الى أخذ "رسالة المتظاهرين في الاعتبار". وقالت أولبرايت في كلمة وزعت على المشاركين: "ان العولمة أثارت اسئلة مشروعة يجب ان نجيب عنها، فالحق بالتظاهر السلمي يجب ان يحترم". وتحسباً لأي طارئ اعلن رئيس بلدية سياتل منع التظاهرات أمس في محيط مقر المؤتمر، وتوعد بقمع المتظاهرين لكي لا يتكرر ما حصل يوم الثلثاء.