يبدأ الرئيس بيل كلينتون اليوم جولة خارجية تشمل اسرائيل وغزة وبيت لحم، في الوقت الذي ستصوت فيه اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب الاميركي على توصية بتوجيه الاتهام اليه لخرقه القانون بهدف محاكمته تمهيداً لعزله. وعشية الجولة، تصاعد التوتر الامني في الضفة الغربية حيث قتل شابان فلسطينيان في قلقيلية برصاص الجيش الاسرائىلي، في ما بدا انه محاولة لترجمة تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على ارض الواقع. واصيب 50 فلسطينيآً في المواجهات. وكان نتانياهو لوّح اول من امس بالقبضة الحديد ضد التظاهرات الفلسطينية. وكشفت مصادر فلسطينية ان الشابين القتيلين هما محمد امين سليمان 18 عاما الذي اصيب بالرصاص الحي في صدره ورأسه، وكمال منصور عدوان 18 عاما الذي اخترقت رصاصة عينه. واضافت ان خمسين متظاهرا اصيبوا برصاص مغلف بالمطاط، وان حال اثنين منهم خطيرة. وفي واشنطن، وصفت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت جولة كلينتون بانها تهدف الى "تنفيذ التزامات اميركا" التي قدمتها الولاياتالمتحدة في محادثات واي ريفر بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وتأكيد عزم ادارته دعم عملية السلام ومساعدة الجانبين على التغلب على التحديات التي لا تزال موجودة وتعترض عملية تفاوض مثمرة وسلام دائم. واعترفت اولبرايت في مؤتمر صحافي مشترك مع مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر، بأن المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق واي ريفر تواجه صعوبات أكثر من المرحلة الأولى. وعزت ذلك الى "الاستفزازات الكلامية المتبادلة والعنف والخلافات على قضايا أساسية كتبادل الأسرى". وأوضحت أنه لم يكن متوقعاً ان يتمكن الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي من بناء علاقات عمل قوية بسهولة وبسرعة، لكنها شددت على ضرورة تحرك الطرفين "نحو تنفيذ المرحلة الثانية"، مشيرة الى أن المطلوب هو "تنفيذ اتفاق واي كما وُقع". واعتبرت اولبرايت موافقة المجلس المركزي الفلسطيني على الغاء بنود في الميثاق الوطني بأنها "خطوة مهمة" ستتبعها خطوة أخرى الاثنين المقبل عندما يلغي المجلس الوطني البنود في الاجتماع الذي سيحضره الرئيس كلينتون في غزة الاثنين المقبل. واعربت اولبرايت عن اعتقادها بأن في الامكان التغلب على الصعوبات الراهنة وبأن الولاياتالمتحدة ملتزمة بذل كل ما في استطاعتها لتحقيق سلام آمن ودائم. وأكد المستشار بيرغر بدوره ان محادثات كلينتون مع نتانياهو غداً والرئيس ياسر عرفات الاثنين المقبل ستركز على العمل من أجل حل كل الخلافات بين الجانبين والتي تعترض تنفيذ اتفاق واي ريفر، وذلك عبر الحوار والتسويات. وتوقع بيرغر ان يركز الرئيس كلينتون في خطابه في القدس على العلاقات المتينة بين الولاياتالمتحدة واسرائيل وعلى ان أمن اسرائيل هو شرط مسبق للسلام. أما خطابه أمام المجلس الوطني الفلسطيني فمن المتوقع ان يركز على الاشادة بالخطوات التي قام بها الشعب الفلسطيني في عملية السلام والواجبات التي تعهدت بها السلطة الفلسطينية كجزء من العملية. وذكر بيرغر ان عرفات سيكون في استقبال كلينتون في مطار غزة لدى وصوله على متن طائرة هليكوبتر رئاسية. واعتبرت اولبرايت ان زيارة الرئيس كلينتون لغزة لا تشكل دعماً لقيام الدولة الفلسطينية مستقبلا، بل هي نتيجة اتفاق تم التوصل اليه في واي ريفر وأن الدولة الفلسطينية تبقى موضوعاً متروكاً للمفاوضات النهائية. ونفى بيرغر ان تكون لزيارة الرئيس كلينتون للقدس وغزة وبيت لحم حيث سيضيء شجرة الميلاد في كنيسة المهد، أي علاقة بمداولات اللجنة القضائية في فضيحة مونيكا غيت. وقال ان الزيارة تأتي في اطار قيامه بمسؤولياته في السياسة الخارجية