ابرمت حركة "طالبان" والحكومة التركمانية اخيرا، اتفاقاً على تأسيس شركة مشتركة للكهرباء في هراة غرب افغانستان ، تزود بموجبه تركمانستان المناطق الأفغانية المحاذية لها، طاقة كهربائية. ورأى مراقبون أن هذا التطور يأتي في اطار محاولات "طالبان" تقليل تأثيرالعقوبات الدولية المفروضة عليها لحملها على تسليم اسامة بن لادن. وفي غضون ذلك، لاحظ مراقبون وجود تحرك في باكستان للشيوعيين الافغان، بهدف تأسيس حزب سياسي في المنفى. وقام عدد من الشيوعيين باتصالات مع بعض السياسيين الباكستانيين ولم يستبعد مراقبون أن يكون هذا التحرك "جزءاً من استراتيجية اميركية للضغط" على "طالبان". ووقع الاتفاق عن "طالبان" وزير المعادن والصناعة في الحركة عبدالسلام ضعيف وعن الجانب التركماني، نائب وزير الطاقة محمد أمان رؤوف . ويخفف ذلك من تأثير العقوبات على الحركة خصوصاً وأن أوزبكستان كانت أوقفت اخيراً تزويد المناطق الافغانية الشمالية، كهرباء. ومعلوم انه من دون التعاون التركماني والباكستاني في فرض العقوبات على افغانستان فإن من المستبعد أن تسفر عن إرغام الحركة على تلبية الشروط الدولية بشأن تسليم ابن لادن. و خلال اجتماع عقدته مطلع الأسبوع الجاري لجنة مساندة أفغانستان في أوتاوا الكندية، اشار مسؤول أميركي الى رفض تركمانستان التوقيع على قرار يدين "طالبان" خلال اجتماع اخيرا للدول المجاورة لافغانستان زائد اميركا وروسيا ما يعرف باسم مجموعة 6"2 . ويُرجع محللون التعاطف التركماني تجاه "طالبان" إلى رغبة عشق آباد في مد أنابيب الغاز الذي تنتظر تنفيذه من خلال الأراضي الأفغانية المحاذية لها. الى ذلك، لاحظ مراقبون في باكستان وجود تحرك أفغاني شيوعي لدى المسؤولين الباكستانيين بهدف نيل موافقتهم على تأسيس حزب سياسي افغاني في المنفى. وقام أحد الشيوعيين الكبار ويدعى مسعودي مع عدد من القيادات الشيوعية السابقة بزيارات لبعض السياسيين الباكستانيين وفي مقدمهم الرئيس السابق للحكومة المحلية في بيشاور أفتاب شيربا. ولم تستبعد مصادر أن يكون هذا التحرك جزءآً من استراتيجية اميركية لممارسة ضغوط علي "طالبان" لتسليم ابن لادن. وكان النائب الأميركي المتابع لملف حقوق الإنسان في افغانستان عباس فيضي ايراني الأصل، دعا أمام الكونغرس إلى ضرورة تعامل واشنطن مع الحزب الشيوعي جناح برشم ، مشدداً على أن الحزب أفضل بديل لحكم "طالبان" المتشدد.