دخل موضوع السلاح الكيماوي على ساحة الحرب الشيشانية فجأة. وأفيد عن مصاعب يواجهها القادة الميدانيون الشيشان في ظروف القصف والحصار من الروس، فيما دعا وزير شؤون الطوارئ الروسي سيرغي شويغو الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف الى التعاون من "أجل تأمين خروج المدنيين من غروزني". وصرح الجنرال الكسندر بارانوف رئيس أركان حرب القوات الروسية في شمال القوقاز ان المقاتلين الشيشان فجروا صهاريج كبيرة تحوي غاز النشادر ومواد سامة اخرى، أول من امس. ونفى أية علاقة لقواته بموضوع الغازات السامة. وقال ان أوامر صدرت الى الوحدات الروسية تنص على ضرورة الاختباء واتخاد اجراءات اخرى لتجنب التعرض للغازات السامة. الى ذلك، نفت وزارة الخارجية الروسية اتهامات شيشانية بأن القوات الروسية تستخدم السلاح الكيماوي. وقال مسؤول شيشاني في غروزني لوكالة "انترفاكس" الروسية ان الرئيس اصلان مسخادوف موجود خارج العاصمة الشيشانية وان مجلس الوزراء الشيشاني لم يجتمع منذ مطلع الاسبوع الجاري نظراً لخطورة الوضع العسكري، وأضاف ان الطيران الروسي يطارد مسخادوف، اذ تعرضت مواقع عدة في غروزني، زارها الرئيس الشيشاني أو مرّ بها، للقصف والتدمير. وذكرت مصادر روسية في موزدوك، حيث مقر قيادة قوات شمال القوقاز أن بعض أعضاء القيادة الشيشانية تركوا مواقعهم وانتقلوا الى خارج الشيشان وان الجناح المتشدد في غروزني هدد بمعاقبتهم "في الوقت المناسب". وقالت المصادر نفسها، ان شامل باساييف، القائد الميداني المعروف، لا يفارق اصلان مسخادوف في كل تنقلاته وخطواته لمنعه من "عمل خياني أو استسلامي"، خصوصاً ان عائلته تقع تحت رقابة عناصر من اجهزة الأمن الروسية. وحسب معلومات "المركز الاسلامي الروسي" فإن القائد العربي الأصل خطاب ينوي مغادرة الشيشان. وأفاد مراسل وكالة "ايتار تاس" في المنطقة ان الفصائل الشيشانية تستعد الآن لشن "حرب العصابات وتتزود ببنادق قنص واجهزة مراقبة وتعمل على اقامة نظام جديد للاتصالات مقاوم للتنصت". وأضافت الوكالة ان بعض القادة الشيشانيين يستخدمون في مكالماتهم عبارات عربية لا يفهمها المترجمون الشيشان المتعاملون مع القوات الروسية مما حدا بأجهزة اعلامية روسية التحدث عن وجود كثير للعرب في صفوف المقاتلين. وعلى صعيد آخر، اعلن وزير شؤون الطوارئ الروسي شويغو ان ستة من الممرات جاهزة لفتحها أمام المدنيين خلال ال24 ساعة المقبلة، وان حافلات أعدت لنقل المدنيين من سكان غروزني، وان فترات وقف النار ستعلن لاحقاً ليغادر خلالها السكان المدينة. ودعا الوزير الروسي اصلان مسخادوف الى التفاوض مع الجانب الروسي على شروط خروج المدنيين وخاطبه قائلاً: "يا أصلان مسخادوف، اذا كنت رجلاً فدع المواطنين يخرجون". وأضاف انه مستعد ل"التفاوض مع الشيطان من أجل اجلاء الناس". الى ذلك، قال يوري لوجكوف محافظ موسكو الرئيس المشارك لكتلة "الوطن كل روسيا" المناوئ للكرملين، انه يؤيد جهود الحكومة لمكافحة الارهاب، لكنه يعارض أي عمل ضد الشعب الشيشاني، وانتقد اسلوب توجيه الانذارات والتحذيرات الى سكان غروزني.