اطلق الذراعان الكنديان لشركتي "شل" و"شيفرون" وشريك محلي مشروعاً ضخماً لانتاج النفط الخام من مناجم الرمال النفطية في شمال غربي كندا بكلفة استثمارية تقدر بنحو ثلاثة بلايين دولار أميركي. وأوضح مسؤولو الشركتين الرئيسيتين في مؤتمر صحافي ان المشروع الذي سيبدأ العمل في تنفيذه فوراً يرمي الى انتاج النفط الخام بمعدل 155 ألف برميل يومياً مشيرين الى عمليات الانتاج الفعلي ستبدأ في أواخر سنة 2002. وأشار رئيس شركة "شل - كندا" تيموثي فيثفول الى أن شركته ستحتفظ بحصة أغلبية في المشروع بنسبة 60 في المئة بينما تتوزع الحصة الباقية مناصفة بواقع 20 في المئة لكل من شركة "شيفرون - كندا" وشركة كندية شكلت حديثاً تدعى "ويسترن أويل ساندز". وأكد تيموثي أن شركته متحمسة للمشروع الذي يعتبر في الواقع انطلاقة جديدة لمشروع سابق بدأته مع شركاء آخرين في نهاية السبعينات واضطرت للتخلي عنه من جراء انهيار أسعار النفط الخام في مطلع الثمانينات. وعلى رغم امتناعه عن الكشف عن الكلفة الاجمالية لانتاج الخام من الرمال النفطية الا أنه أكد أن المشروع سيكون مربحاً حتى في حال انخفضت الأسعار الى مستوى 15 دولاراً للبرميل. وقدر مسؤول شركة "شل" نفقات الانتاج السيولة في المشروع بما يراوح بين 11 و12 دولاراً كندياً للبرميل الواحد 8 دولارات أميركية في حد أقصى، ما يعكس التقدم الكبير الذي أمكن تحقيقه في العقدين الماضيين على صعيد تطوير تقنيات استخلاص الخام من الرمال النفطية وخفض نفقاتها التي كانت تناهز 20 دولاراً للبرميل. وتتم عمليات انتاج النفط من الرمال النفطية بفصل الخام عن الرمال للحصول على القار بيتومين الذي يجري في مرحلة لاحقة تكريره في مصافي مجهزة خصيصاً لهذا الغرض. ويبلغ حجم مخزون النفط الخام في موقع المشروع في شمال مقاطعة البرتا بنحو 1.6 بليون برميل بينما تقدر المصادر الرسمية حجم احتياط الرمال النفطية الاجمالي في كندا بنحو 300 بليون برميل. ويعتبر مشروع "شل" وشريكاتها الثالث من نوعه في شمال البرتا حيث تعمل شركتان كنديتان في هذا المجال منذ أواخر الستينات، الا أن رئيس شركة "شيفرون - كندا" جيم سيمبسون توقع قيام المزيد من المشاريع بسبب ضخامة الاحتياط وتقدم التقنيات المستخدمة في معالجة الرمال النفطية وقال: "اعتقد أن هذه هي البداية لمشاريع أخرى أكثر ضخامة". يُشار الى أن الذراع الكندية لشركة "موبيل اويل" تخطط لتنفيذ مشروع كبير في مناجم الرمال النفطية ورصدت له نحو بليوني دولار لكنها أعلنت تأجيل عمليات التنفيذ في نيسان ابريل الماضي بسبب انهيار أسعار النفط الخام في حينه. وقال وزير الطاقة في مقاطعة البرتا ستيفن ويست الذي حضر المؤتمر الصحافي "ان المشروع الجديد والتوسعات المعلنة في المشاريع القائمة ستساهم في رفع حصة الرمال النفطية الى نحو نصف اجمالي الانتاج الكندي في غضون سبعة أعوام". وتراوح انتاج النفط الخام في كندا في العقدين الماضيين بين 500 و700 مليون برميل سنوياً وأمكن الحفاظ على هذا المستوى من الانتاج بالاعتماد على الرمال النفطية على رغم تراجع انتاج الزيت الخفيف الذي يقدر حجم احتياطه بنحو عشرة بلايين برميل.