أعلنت شركة النفط الأميركية «كونكوفيليبس» التوصل إلى اتفاق نهائي لبيع حصتها في واحد من أكبر مشاريع الرمال النفطية الكندية إلى شركة «سينوبيك الدولية للتنقيب عن النفط وإنتاجه» الصينية، في صفقة قيمتها نحو خمسة بلايين دولار. ولفتت إلى أن قرار البيع جاء من ضمن خطتها للاستمرار بالتركيز على الاستثمارات الرأسمالية «المنضبطة» التي تشمل مشروعها الضخم مع «آرامكو - السعودية» لبناء مصفاة تكرير للنفط السعودي في مدينة ينبع الصناعية يُخصص إنتاجها للتصدير. وقال رئيس «كونكو فيليبس» مديرها التنفيذي جيم مولفا في بيان من مقر الشركة في هيوستن إن الصفقة المبرمة مع الشركة الصينية ويتوقع إغلاقها في الفصل الثالث من السنة الحالية بعد الحصول على موافقة الحكومتين الصينية والكندية، «ليست سوى جزء من الخطة التي أعلنتها الشركة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي للاستمرار بالتركيز على الاستثمارات الرأسمالية المنضبطة وتعزيز موقعها المالي وتحسين العوائد على رأسمالها وزيادة مخصصات حملة أسهمها». وتشمل الخطة المقرر تنفيذها خلال السنتين الحالية والمقبلة ببيع ما قيمته 10 بلايين دولار من الأصول التي تملكها «كونكو فيليبس» في مشاريع للرمال النفطية الكندية وخط أنابيب الغاز الطبيعي عبر جبال الروكيز ومنشآت التسويق في الولاياتالمتحدة في مقابل التركيز على نشاطاتها للتنقيب والإنتاج في بحر قزوين وخليج المكسيك والمياه الإقليمية الأسترالية والإندونيسية ومشاريع في أميركا الشمالية وبولندا والصين. وبموجب الصفقة المعقودة مع «سينوبك» الصينية تتخلى «كونكو فيلبيس» عن حصة تزيد قليلاً على 9 في المئة في شركة «سينكرود» الكندية التي تنتج 350 ألف برميل من النفط الخفيف الصناعي يومياً ويقدر احتياطها من الرمال النفطية، ما يعادل خمسة بلايين برميل نفطاً، وهي واحدة من أضخم مشاريع ما يسمى، النفط غير التقليدي، إذ بدأت باستغلال مناجم الرمال النفطية (البيتومين) في مقاطعة البرتا الكندية أوائل سبعينات القرن المنصرم. واعتبر مولفا صفقة سينكرود، التي بلغت قيمتها 4.65 بليون دولار، مجزية. وأعرب عن «سعادته بأن سينوبك أدركت القيمة الحقيقية لهذه الأصول ذات النوعية». وأشار إلى أن «كونكو فيليبس»، التي تستخدم 30 ألف عامل وتزيد قيمة أصولها العالمية على 150 بليون دولار وبلغت قيمة مبيعاتها السنة الماضية نحو 150 بليون دولار، عينت مصرف «كريدي سويس» مستشاراً مالياً لها في الصفقة. وبتملك حصة سينكرود التي يشارك في ملكيتها سبع شركات كندية وأميركية تقودها شركة «إمبيريال أويل» ، رفعت الشركات الصينية استثماراتها في مشاريع الرمال النفطية الكندية إلى 8 بلايين دولار ضُخ معظمها في السنتين الأخيرتين من ضمن إطار ما يصفه المراقبون بحملة عالمية لاصطياد أصول النفط والغاز، دافعها التسارع الهائل في نمو الطلب على الوقود الأحفوري في السوق الصينية التي بلغ استهلاكها من النفط 8.5 مليون برميل يومياً السنة الماضية. وجاء الإعلان عن الصفقة بينما تستعد «كونكو فيليبس» و «آرامكو السعودية» لإصدار طلب عروض لتنفيذ المرحلة الثانية والرئيسة في مشروعهما المشترك العملاق الذي يخطط لبناء مصفاة تكرير لغرض التصدير في مدينة ينبع الصناعية. وتصل الطاقات التكريرية التصميمية للمشروع إلى 400 ألف برميل يومياً من مشتقات عالية المواصفات، وتقدر كلفته بنحو 12 بليون دولار. وحدد موعد بدء التشغيل في 2014.