استؤنفت حركة الطائرات في مطار عاصمة جمهورية الجبل الأسود بودغوريتسا امس الخميس، بعد توقف استمر حوالى 20 ساعة بسبب الحصار الذي فرضه الجيش اليوغوسلافي عليه بأوامر من بلغراد. وذكر تلفزيون الجبل الأسود ان التوتر لا يزال قائماً "بسبب مرابطة وحدات عسكرية يوغوسلافية في محيط المطار، فيما وضعت شرطة الحماية التابعة للجمهورية داخلة في حال تأهب قصوى لمواجهة أي تطورات". وأشار الى أن حكومة الجبل الأسود عقدت اجتماعاً أمس ناقشت خلاله هذه القضية والوسائل التي ستتخذها "للحفاظ على حقوق شعب الجبل الأسود تجاه الاجراءات الخطيرة التي أقدمت عليها سلطات بلغراد". وذكر التلفزيون ان مفاوضات جرت أمس مع بلغراد والجيش اليوغوسلافي "لتخفيف حدة التوتر ومنع وقوع مواجهة عسكرية". وكانت قوات يوغوسلافية استولت على المطار المدني الرئيسي للجبل الأسود قرب بودغوريتسا مساء أول من أمس ووضعت الحواجز في ممراته وقطعت الكهرباء عنه قبل يوم من الموعد الذي كانت حددته حكومة الجبل الأسود للسيطرة على المطارات في أراضي الجمهورية. ووصف المراقبون الوضع في مطار بودغوريتسا بأنه يمثل اسوأ ما وصلت اليه العلاقات المتوترة بين الجبل الأسود وصربيا، واثار المخاوف من نشوب حرب أهلية أخرى في البلقان. وكان نزاع شديد حدث داخل الاتحاد اليوغوسلافي في أعقاب اجراءات اتخذتها حكومة الجبل الأسود في الفترة الأخيرة للتخفيف من صلاحيات بلغراد في أراضيها، بلغ ذروته عندما قررت بودغوريتسا السيطرة على مطاراتها المدنية، فيما رفضت الحكومة الاتحادية المركزية ذلك بشدة معتبرة ان "اجواء وحدود جمهوريتي صربيا والجبل الأسود الخارجية من الاختصاصات الاتحادية التي لها وحدها حق التحكم فيها أمنياً ودولياً". وأوضحت بلغراد ان تحرك الجيش اليوغوسلافي استهدف "منع حكومة الجبل الأسود من انتهاك الدستور وفرض سيطرتها غير الشرعية على المطار". واتهم الوزير الاتحادي جيليدراغ نيكتشيفيتش حكومة الجبل الأسود بالتحرك "لاشعال حرب أهلية بتوجيه من واشنطن لتفتيت ما تبقى من يوغوسلافيا وصربيا". وأوضح في تصريح صحافي أمس في بلغراد ان وسائل اعلام الجبل الأسود المدعومة مالياً من دول غربية "نظمت منذ شهر حملة دعائية واسعة لتحميل الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش مسؤولية التوتر، من أجل توفير الذرائع لتدخل حلف شمال الأطلسي". واتهم الوزير الاتحادي رئيس الجبل الأسود ميلو جوكانوفيتش وأعضاء حكومته بأنهم "مجرد عصابات لجمع الأموال" وخص بالذكر وزير الخارجية برانكو بيروفيتش "الذي اتهمته محكمة ايطالية بعلاقات تهريب المخدرات مع عصابات المافيا في ايطاليا عبر البحر الادرياتيكي". ومعلوم ان رئيس الحكومة الاتحادية هو مومير بولاتوفيتش رئيس جمهورية الجبل الأسود السابق والمنافس الرئيسي للرئيس الحالي جوكانوفيتش