تعثرت الحملة العسكرية الروسية على الشيشان بعدما اصطدمت بمقاومة عنيفة على مداخل مدينة اوروس مارتان، فيما لجأت موسكو الى محاولة تشكيل رأي عام اسلامي داخلي مؤيد لها، وأعلنت موافقتها على استقبال بعثة من منظمة المؤتمر الاسلامي برئاسة وزير الخارجية الايراني كمال خرازي، بناء على اقتراحه، فيما اعلن مفتي روسيا الشيخ بافيل جنة الدين "تفهم عمليات حكومتنا للتخلص من الارهابيين". راجع ص7 وأعلن ضابط روسي، رفض ذكر اسمه: "حققنا تقدماً سريعاً، لكن الشيشانيين يبدون مقاومة شرسة، خصوصاً في منطقة اوروس مارتان وقرب غروزني". وأوضح ضابط آخر أ ف ب "أردنا السيطرة على شامي ايورت والخان ايورت، لكننا لا نزال نواجه مقاومة عنيفة، اعتقدنا بأن القصف المدفعي قضى على المقاتلين، لكن اعتقادنا كان خاطئاً". وحاول الجيش الروسي امس لليوم الثالث، على التوالي، اقتحام أوروس مارتان، لكنه فشل. وفي موسكو أعلن وزير الخارجية ايغور ايفانوف انه ابلغ نظيره الايراني كمال خرازي موافقة الحكومة الروسية على "استقبال بعثة من منظمة المؤتمر الاسلامي" لمناقشة الأوضاع في الشيشان. وأعلنت الاذاعة الايرانية ان خرازي سيرأس "قريباً البعثة الى موسكو والمنطقة" القوقاز. وطالب رئيس المفتين الروس وزارة الداخلية بحماية مفتي الشيشان احمد قادر الذي اهدر دمه الرئيس اصلان مسخادوف الأحد الماضي، بعدما اتهمه ب"العمالة لموسكو". وكان قادر رفض طلب مسخادوف دعوة المسلمين الى الجهاد ضد الجيش الروسي. وأعلن مفتي روسيا الشيخ بافيل جنة الدين ان "المسلمين الروس يتفهمون عمليات حكومتنا للتخلص من الارهابيين". وقال جنة الدين للمجلس الأعلى للمفتين ان المسلمين "لا يقرون أبداً الأعمال العسكرية ولا عمليات القصف لكننا نتفهم ما تقوم به حكومتنا للتخلص من العصابات". وطالب جنة الدين الحكومة الروسية ب"الدفاع عن مصالح جميع المواطنين وعن وحدة بلادنا واستقلالها...". من جهة اخرى اعتبر الممثل الروسي في مجموعة الثماني الكسندر ليفيتش امس ان تصريحات مدير صندوق النقد الدولي ميشال كامديسو التي هدد فيها بقطع المساعدة المالية عن موسكو "ليست جديدة". وقال ليفيتش ان تحذيرات مماثلة سبق ان وجهت الى روسيا لكنها "لم تؤثر في قرارها".