في اليوم الثالث لوصوله الى العراق، قام النائب البريطاني جورج غالاوي بزيارة الى مستشفى الهلال الأحمر العراقي في بغداد، وقدم للمستشفى شاحنة كبيرة محملة أطناناً من الأدوية. وكان غالاوي شارك ليل أول من أمس في احتفال كبير في قاعة المؤتمرات في فندق الرشيد حضره عدد كبير من المسؤولين في الحزب والدولة وأعضاء المجلس الوطني البرلمان، وممثلون لرابطة شيوخ العشائر، اضافة الى الشخصيات والوفود المرافقة ل"قافلة مريم". وألقى نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز كلمة نوه بها ب"المبادرة الشجاعة لغالاوي"، وجدد القول إن "العراق يرفض أي قرار دولي لا يتضمن الرفع الفوري والشامل للحصار". وكان عزيز نفى، في وقت سابق، "وجود أي تقدم في المباحثات في مجلس الأمن" واصفاً ذلك ب"المناورات". وعلى الصعيد نفسه نفى السفير الروسي في بغداد، رداً على سؤال ل"الحياة"، "وجود أي تقدم فرنسي - بريطاني" كما يشاع، وأكدت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث ان "هذه الاشارة التقدم من جانب الولاياتالمتحدة تهدف الى شق الصفوف المعارضة لها، لتشعر الصين وروسيا بأنهما وحدهما معارضتان". الى ذلك، أ ف ب ندد غالاوي في كلمة له امام 250 نائباً في المجلس الوطني العراقي البرلمان بالحصار المفروض على العراق وشبهه ب"الابادة الجماعية"، وأعرب "عن الاسف لأن بريطانيا تشارك في هذه الجريمة التي تعتبر اسوأ جرائم القرن العشرين"، وحمل من جهة اخرى على المعارضة العراقية مؤكداً ان "الاميركيين يعملون على تركيع هذا البلد من خلال وضع حكومة عميلة لقيادته، حكومة تقبل الاوامر وتطيعها". يذكر ان غالاوي قطع والوفد المرافق 15 الف كيلومتر في رحلة على متن حافلة حملت اسم "قافلة مريم" انطلقت من لندن قادته الى العراق عبر احدى عشرة دولة. واعلن غالاوي امام المجلس الوطني انه سيقدم الباص البريطاني الاحمر المؤلف من طابقين والمصنوع في العام 1963 الذي جاء به من لندن هدية الى الشعب العراقي. وقال "سنسلم نهاية هذا الاسبوع مفاتيح هذا الباص الى الشعب العراقي الذي نحبه كثيراً". واعرب عن امله بأن يتحول هذا الباص "متحفاً في قلب العاصمة بغداد في محاولة لاظهار التضامن العالمي والحب للشعب العراقي".