لم يبقَ المطرب وليد توفيق مطرباً فحسب بل دخل عالم الإنتاج الفني ليرعى أعمال المطربين الشباب. وفي جرأة تناول توفيق الساحة الفنية وما تشهده من حال فوضى وأشار الى ان تأسيسه الشركة إنما بغية احتضان كل فنان يود انتاج أعماله. عن عمله الأخير ومشاريعه والاسطوانة الجديدة التي ستصدر في الفترة القليلة المقبلة وأمور فنية أخرى كان الحوار الآتي مع الفنان وليد توفيق. حملت اسطوانتك الأخيرة التي صدرت قبل أشهر أغنيات قديمة لك أعدت تسجيلها. لماذا؟ - فكرة هذه الأسطوانة تعود الى شركة الإنتاج I.M.A والموزعين لأعمالي. والمناسبة هي اليوبيل الفضي لبداية مسيرتي الفنية وقد اقترح عليّ أصحاب فكرة الاحتفال أن تتضمن الاسطوانة أول أغنية غنيتها وهي أغنية "بهية"، اضافة الى أغنيات أخرى تعتبر بمثابة محطات فنية تلخص وتعبر عن كافة مراحل أغنيتي. وماذا عن الأغنيات الجديدة التي تضمنتها الأسطوانة؟ - حرصت على رغم أن فكرة الأسطوانة انطلقت من تقديم قديمي من الأعمال على أن تتضمن أغنيات جديدة كي لا يراها البعض فرصة لانتقادي لأي سبب من الأسباب، لذلك قدمت اضافة الى الأغنيات القديمة أربع أغنيات جديدة وضع ألحانها صلاح الشرنوبي وكاظم الساهر وأنا. وحرصت على أن تكون الاسطوانة مأخوذة من حفلات حية لاقتناعي أن ذلك أجمل وأكثر صدقاً خصوصاً وأنني شخصياً أحب الغناء على الهواء مباشرة. أنا مرتاح الى الأسطوانة وثمة أرقام تفيد أن المبيعات كبيرة. والعمل في النهاية وصل الى الجمهور وهذا أقصى ما أريده. ثمة ظاهرة اسم صلاح الشرنوبي إذ يقصده جميع المطربين من كل أنحاء العالم العربي ليلحن لهم. ألا تعتقد أن هذه الظاهرة تسيء الى الأغنية والمطربين كما أنها تؤدي الى أن تفقد ألحان الشرنوبي صدقها وتمايزها؟ - هذه هي حال الدنيا في أي مهنة مع الأسف الشديد، إذا نجح شخص في أي مجال طرق الجميع بابه ظناً أنهم ينجحون معه. في كل الأحوال ظاهرة الشرنوبي ليست عادية، فهو لم ينجح ليوم واحد أو لمدة محددة أو مع مطرب واحد، بل هو أكد نجاحه مع الكثير من المطربين وعلى مدى سنوات ولا يزال حتى الساعة يقدم، انه ملحن موهوب وحساس. بالنسبة الى مساحة لبنان وحجمه فإن لدينا الكثير من المواهب ان على صعيد الشعراء أم على صعيد الملحنين والمطربين، ولكن مشكلتنا أننا شعب متفرق لا يوجد ما يوحدنا. هكذا قال زياد الرحباني "نحن جماعة مضروبين ومقسّمين". ثمة غيرة وتنافس غير شريفين. في كل بلاد العالم يحصل تنافس وهو شرط من شروط تطور الحياة في كل المجالات. ولكن في لبنان كل من ينجح يقف في طريقه الكثيرون ويختلقون له المشكلات والمتاعب من كل صوب. وثمة أشخاص لا يناسبهم اجتماع الفنانين ووحدتهم، لذلك فأن دور نقاباتنا الفنية مهمش لا بل ملغى تقريباً. فإذا وقع الفنان في مشكلة عليه أن يواجه الأمر وحده أياً كانت النتيجة أو الثمن. الفنان في الخارج حقوقه محفوظة. في مصر تعمل النقابة لمصلحة الفنان وتحصّل له حقوقه كافة وهذا أمر معروف للجميع. في لبنان حتى مدراء أعمال الفنان باتوا سلطة يقررون عنه وباتت لهم مصالحهم الخاصة. الجميع يعمل لمصلحته الشخصية أكانت مادية أم عقائدية أم سياسية. سمعنا عن شركة انتاج أسستها علماً أنك كنت ترفض مبدأ احتكار الفنان؟ - أسست هذه الشركة رداً على الشركات الأخرى التي تحتكر الفنان ويذهب ضحيتها العدد الأكبر من الفنانين الذين يشقون طريقهم. وستتولى هذه الشركة انتاج أعمال الفنان من فيديو كليب وأفلام وحفلات وأغنيات وكانت الباكورة اسطوانتي هذه. علاقتنا بالفنان لن تكون علاقة سلطة تسعى الى البطش بالفنان أبداً. بل نهدف الى اعطاء كل فنان فرصة من دون أن يلتزم معنا بأي عقد أو شرط ولن يخضع لأي التزامات. هدفنا وحدة الصف الفني في مواجهة كل المشكلات والظروف الصعبة التي تواجهه. كيف تفسر استمرارك في ساحة الغناء بحضور مميز وطاغ على مدى أكثر من ربع قرن؟ - لكل مجتهد نصيب، لا أتكل سوى على نفسي وعلى أشخاص من حولي يعرفون مصلحتي وأثق بهم. أ نا اليوم أعمل وأتعب كأنني في بداية مشواري الفني. لا بل صدقني أتعب اليوم أكثر لأن مسؤولياتي تضاعفت. طبعاً لا أنكر بعض الأسماء التي ساعدتني وخصوصاً في البداية وعلى رأسهم المخرج الراحل محمد سلمان كما التقيت بمخرج فرنسي تونسي فأوصلني باكراً الى مهرجان قرطاج ونلت يومها أجراً خيالياً وانطلق اسمي بشكل واسع. ماذا عن مشاريعك السينمائية؟ - السينما تأثرت كثيراً بحرب الخليج وتراجع الانتاج كماً ونوعاً. السينما حالياً في غرفة الانعاش. في كل الأحوال أنا في النهاية مطرب أولاً وأخيراً. بصراحة أغنية اليوم تصمد أشهر فقط على عكس أغنية الماضي التي لا تزال تعيش حتى الساعة. ما هو تعليقك؟ - صحيح، ثمة استسهال في الإبداع. لم يعد الفنان مضطراً الى التعب والسعي الى تقديم عمل متميز لأن يدرك أن الظروف تغيرت ولم يعد هناك جمهور يحاسب ولا اذاعات وتلفزيونات تراقب، على العكس فإن الإعلام يروّج لهذه الأغنية ارضاء للتجار، هذه هي قناعاتي باختصار شديد. جديدك؟ - اسطوانة قريباً تتضمن أغنيات جديدة متنوعة.