القدس المحتلة، غزة، طهران - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، د ب - اصيب 27 شخصا في انفجار قنبلة محلية الصنع في نتانيا شمال تل ابيب امس، وذلك عشية بدء المفاوضات النهائية. ولم تتبن اي جهة الهجوم، لكن السلطة الفلسطينية اتهمت "قوى في ايران" بمحاولة "افشال تنفيذ اتفاقات السلام"، فيما اكد الزعيم الروحي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ احمد ياسين ان حركته لا تستهدف المدنيين. وصرح ناطق باسم الشرطة الاسرائيلية بأن السلطات اعتقلت شخصين. وعرفتهما اذاعة الجيش بأنهما من سكان مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني. واكد نائب وزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه ان الانفجار لن يؤثر على مفاوضات السلام، مضيفا لاذاعة الجيش الاسرائيلي: "اذا اوقفنا عملية السلام برمتها فسنفعل ما يريده الارهابيون الذين وضعوا هذه العبوة الناسفة". واكد مكتب رئيس الوزراء ايهود باراك في بيان ان "الحكومة عازمة على سحق الارهاب" و"تنتظر من السلطة الفلسطينية ان تتحرك لمنع الارهابيين من الحاق الضرر بفرص احراز تقدم في عملية السلام". وقال قائد الشرطة الاقليمية دافيد ساده للاذاعة الاسرائيلية ان ثلاث قنابل انبوبية زرعت قرب سلة مهملات وانها انفجرت تباعا نحو الساعة 30،10 صباح امس 30،8 بتوقيت غرينتش. وذكر ان قنبلة رابعة لم تنفجر وابطل مفعولها. وعندما سئل هل تشتبه الشرطة في متشددين فلسطينيين، قال: "هذا هو ما يبدو في الوقت الراهن". ولم يصب الجرحى سوى باصابات طفيفة باستثناء اثنين بينهما امرأة اصابتها بالغة. واوقفت الشرطة احد الفلسطينيين المشتبه فيهما، خارج المدينة عندما كان متوجها الى الضفة الغربية الواقعة على بعد نحو 20 كيلومترا شرق نتانيا. واوضح ساده ان اوصاف المشتبه تطابق معلومات ادلى بها شهود رأوا رجلا وضع طردين وسط نتانيا. وقالت الاذاعة ان الشرطة اوقفت ايضا مئات من الفلسطينيين الذين يعملون من دون تراخيص في نتانيا والذين لم يكونوا يحملون اذونات للاقامة في اسرائيل. واضافت ان الشرطة وضعت فورا في حال تأهب في المدن الاسرائيلية الاخرى تحسبا لوقوع هجمات جديدة. السلطة الفلسطينية وفي اطار رد الفعل الفلسطيني على الحادث، اعلن الامين العام للسلطة الطيب عبدالرحيم لوكالة "فرانس برس" في غزة: "لقد كان هناك تخطيط مشترك قادته بعض القوى في ايران من خلال حركة الجهاد الاسلامي وبعض القوى في حماس وحزب الله ... للقيام بعمليات عسكرية هدفها افشال تنفيذ الاتفاقات". كذلك دان كبير المفاوضين الفلسطينيين في محادثات الوضع النهائي ياسر عبدربه "هذا العمل الذي يضر بالمناخ في الوقت الذي نستعد فيه لبدء مفاوضات الوضع النهائي". ووقع الانفجار غداة اعلان "كتائب عزالدين القسام" الذراع المسلحة ل"حماس" انها تخطط لتنفيذ هجمات جديدة. وكان باراك علق في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية قبل الهجوم، على تهديدات "حماس" بالقول ان "اي تقدم يسجل في عملية السلام يدفع باعداء السلام الى التحرك ومحاولة تنفيذ اعتداءات". لكن الزعيم الروحي ل"حماس" الشيخ احمد ياسين احجم عن الربط بين التفجير وحركته. وقال: "نحن ضد المساس بالمدنيين ومستمرون في مقاومتنا للاحتلال ما دام هناك ارض محتلة وشعب فلسطيني مشرد". وتابع: "اما قضية المدنيين فاخرجناها من قاموس الحرب الا اذا اعتدي على المدنيين الفلسطينيين"، مستطردا: "في هذه الحالة من حقنا ان ندافع عن انفسنا". وعن بيان "القسام"، قال: "نحن غير متأكدين من مصدر البيان وصحته وبناء عليه لا نستطيع ان نربط ذلك بالعملية". وفي طهران، رفضت وزارة الخارجية الايرانية بشدة اتهامات السلطة الفلسطينية بالضلوع في انفجار تل أبيب. ورداً على سؤال ل"الحياة"، قال الناطق باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي "ان هذه الاتهامات تهدف الى التغطية على ضعف مسؤولي السلطة الفلسطينية في شأن المكاسب التي قدموها للنظام الصهيوني، وهي مكاسب لا تحصى، مقابل عجزهم عن تحقيق مكاسب للشعب الفلسطيني". وجدد آصفي القول إن ايران "تكذب هذه الاتهامات بشكل قاطع وتأسف لها"