يعقد وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً في الرياض اليوم للتحضير لقمة قادة الدول الست الأعضاء في المجلس، والتي تعقد في العاصمة السعودية في السابع والعشرين من الشهر الجاري. وتوقعت مصادر مطلعة أن يلتقي على هامش الاجتماع، أعضاء اللجنة الوزارية السعودية العُمانية القطرية التي كلفت إيجاد آلية للتفاوض المباشر بين الإماراتوإيران على الجزر. وكانت اللجنة عقدت اجتماعين معلنين، لكن مصادر مطلعة أبلغت "الحياة" لقاءات أخرى لم تعلن، مشددة على أن الأعضاء يتشاورون ولو في شكل ثنائي. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن اللجنة "تواصل أعمالها في شكل جيد". وأكد في تصريحات إلى "الحياة" قبل مغادرته واشنطن، حيث رافق النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز خلال زيارته الولاياتالمتحدة، أن اللجنة "سترفع تقريرها إلى قمة الرياض الخليجية نصف السنوية" في منتصف عام 2000. ونفى أن يكون ذلك تباطؤاً في عمل اللجنة "فالمقرر منذ البداية أن ترفع تقريرها للقمة نصف السنوية، وليس القمة المقبلة" في نهاية الشهر الجاري. وسألت "الحياة" وزير الخارجية السعودي عن القمة المقبلة وهل سيغلب الهمّ الاقتصادي على الهمّ السياسي، فأجاب: "ستكون الهموم متوازنة بين الهمّ الاقتصادي والسياسي والأمني". ومن المقرر أن يتسلم الأمير سعود الفيصل خلال اجتماعات وزراء خارجية دول الخليج اليوم وغداً رئاسة المجلس الوزاري من وزير الخارجية الإماراتي السيد راشد عبدالله النعيمي. وتوقعت مصادر ديبلوماسية خليجية أن يكون تناول القمة الخليجية المقبلة الجزر الثلاث مماثلاً عما كان عليه الأمر في الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية الذين اكتفوا بالإشارة إلى عمل اللجنة الثلاثية من دون تحميل إيران مسؤولية احتلالها الجزر ومطالبتها بالكف عن "إجراءات أحادية الجانب" في الجزر و"فرض سياسة الأمر الواقع" وهي اللغة التي كانت الاجتماعات الخليجية تستخدمها قبل تشكيل اللجنة الثلاثية. ويرى ديبلوماسيون خليجيون أن استخدام هذه اللغة المرنة يرجع إلى رغبة اللجنة في ألا توصد إيران الباب أمام مساعيها لتهيئة الأجواء لحوار مباشر بين طهرانوأبوظبي. إلى ذلك قالت مصادر في أبو ظبي أن الإمارات ستوجه اليوم سؤالاً مباشراً إلى اللجنة الوزارية عن الخطوات التي قطعتها في اتصالاتها مع إيران لتحقيق مهمتها. وذكرت المصادر أن الإمارات "ليست راضية" حتى الآن عن عمل اللجنة، ولم تتلق منها أي معلومات عن الخطوات التي قطعتها مع الجانب الإيراني في شأن النزاع على الجزر الثلاث. وتعتقد الإمارات أن إيران لم تتجاوب مع اللجنة، مما جعل خطواتها محدودة في التأثير على الموقف الإيراني لبدء مفاوضات مباشرة في شأن الجزر أو إحالة القضية على محكمة العدل الدولية. وتتوقع المصادر أن تطلب أبو ظبي من وزراء خارجية دول مجلس التعاون إدراج تشكيل اللجنة الثلاثية ومهمتها على جدول أعمال قمة الرياض، للبحث فيه في إطار تقويم علاقات دول المجلس مع إيران. وكان النعيمي قال الأحد الماضي: "لا نريد أن نستبق الأحداث وسننتظر أن تقول اللجنة إذا كانت مقبولة أو غير مقبولة من الجانب الإيراني". وأكد الفريق أول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع في الإمارات أن "إيران دولة مسلمة جارة قدرنا أن نتعامل معها ونتعايش مع شعبها على أساس المصالح المشتركة وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ليعم الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة".