وصل وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى الرياض أمس، للمشاركة في الاجتماع ال 67 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الذي يعقد في مقر الأمانة العامة للمجلس في الرياض الىوم برئاسة الشيخ صباح الأحمد الصباح، النائب الاول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي. وقالت مصادر ديبلوماسية خليجية ل "الحياة" أن أمام المجلس الوزاري جملة من المواضيع التي تحتاج إلى دراسة مثل مراجعة توصيات اللجان الوزارية في الدفاع والاقتصاد والزراعة والبيئة والتعليم والصحة والتخطيط والمواصلات، تمهيداً لإصدار المجلس الوزاري توصيات بما يراه مناسباً إلى المجلس الأعلى قادة دول مجلس التعاون لإقرارها. ولفتت المصادر الى أن من أهم المسائل الاقتصادية التي سيبحثها وزراء خارجية الخليج تدهور الأوضاع النفطية في ضوء اجتماعات وزراء النفط في الدول المصدرة للبترول أوبك التي اختتمت في فيينا قبل أيام، إضافة إلى أن الأمين العام لمجلس التعاون جميل الحجيلان سيطلع المجلس على محادثاته أمس مع السفير النروجي لدى السعودية سفين اندرسين والتي تناولت علاقة النروج بدول المجلس وبخاصة في المجال النفطي، لكون النروج دولة منتجة للبترول من خارج أوبك، إضافة إلى علاقات المجلس بدول النامتا، ومن بينها النروج، وسبل توثيق العلاقات الاقتصادية. إلى ذلك، سيبحث الاجتماع الوزاري الخليجي على الصعيد السياسي في تعثر عملية السلام، وسبل مواجهة هذا التعثر من خلال قمة عربية للخروج بموقف موحد إزاء تدهور هذه العملية. وقالت مصادر مطلعة ل "الحياة" أن وزراء الخارجية "سيستعرضون مواقف دولهم من القمة العربية، وإن كان من غير المتوقع أن يعرض البيان الختامي للمجلس هذه النقطة تحديداً". وكشفت أن "قرار الحكومة الإسرائيلية توسيع حدود القدس، سيحظى بنصيب وافر من الدرس، تمهيدا لإعلان الوقوف الحازم ضده". وقالت المصادر أن الوزراء سيتناولون بالبحث تصريحات نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان التي شككت في قرار مجلس الأمن لترسيم الحدود بين العراقوالكويت وإشارته إلى عدم أخذ بغداد بهذا الترسيم. ويتوقع أن يستنكر البيان الختامي هذه التصريحات ويطالب العراق بضرورة احترام قرارات مجلس الأمن المتعلقة بغزوه دولة الكويت، وعلى رأسها ترسيم الحدود. كما سيعرض المجلس علاقة العراق بمجلس الأمن من خلال اللجنة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية، التابعة للأمم المتحدة. يذكر أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل انتقد الاسبوع الماضي التصريحات العراقية بشأن الحدود مع الكويت، ووصفها بأنها "ذات دلالات مقلقة على عدم تخلي نظام بغداد عن منهجه المعروف واستخفافه بقواعد الشرعية"، وطالب ان يقترن التزام العراق تنفيذ القرارات الدولية "بتوجه واضح وصريح يثبت سلامة نواياه تجاه جيرانه". وستحتل العلاقات مع إيران حيزاً هاماً من جدول أعمال المجلس الوزاري الخليجي إن لجهة العلاقات المتحسنة بين إيران ودول الخليج عموماً، وإيران والسعودية خصوصاً، والتي توجت بتوقيع اتفاق تعاون مشترك بين الرياض وطهران الشهر الماضي، أو لجهة احتلال إيران الجزر الإماراتية الثلاث: طنب الصغرى، طنب الكبرى وأبوموسى. وسيعرض الإماراتيون في الاجتماع نتائج اتصالاتهم مع الجانب الإيراني بشأن الجزر، والتي كان أبرزها زيارة وزير الخارجية الإيراني السيد كمال خرازي إلى أبو ظبي الشهر الماضي. ويتوقع أن يعرض المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي التفجيرات النووية الهندية والباكستانية وما تسببه من زعزعة لأمن المنطقة، وربما لفت المجلس إلى أهمية نزع الأسلحة النووية من المنطقة كلها، إشارة إلى إسرائيل، إضافة إلى بحثه تطورات الحرب الإريترية - الإثيوبية، واضطرابات منطقة القرن الأفريقي وانعكاسات ذلك كله على منطقة الخليج العربي