النصر يستعيد عافيته ويتغلّب على الاتفاق بثلاثية في دوري روشن للمحترفين    «لاسي ديس فاليتيز».. تُتوَّج بكأس الملك فيصل    وزارة الداخلية تحتفي باليوم الوطني ال (94) للمملكة بفعاليات وعروض عسكرية في مناطق المملكة    الناشري ل«عكاظ»: الصدارة أشعلت «الكلاسيكو»    قبل ساعات من «وزن الملاكمين»... نفاذ تذاكر نزال «Riyadh Season Card Wembley Edition»    السعودية تشارك في اجتماع لجنة الأمم المتحدة للنطاق العريض والتنمية المستدامة    هاريس: أسعى لخوض مناظرة ثانية مع ترامب    الأهلي يتغلّب على ضمك برباعية في دوري روشن للمحترفين    النصر ينفجر غضباً بثلاثية نظيفة في شباك الاتفاق    غابري فيغا: عانينا كثيراً في المباراة واليوم افضل اداء لي مع الاهلي    هزة أرضية جنوب مدينة الشقيق قدرها 2.5 درجة على مقياس ريختر    رئيس جمهورية غامبيا يزور المسجد النبوي    أمانة القصيم توقع عقداً لمشروع نظافة مدينة بريدة    ضبط مواطن بمحافظة طريف لترويجه أقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي    ب 2378 علمًا بلدية محافظة الأسياح تحتفي باليوم الوطني ال94    أمين الشرقية يدشن مجسم ميدان ذاكرة الخبر في الواجهة البحرية    برعاية وزير النقل انطلاق المؤتمر السعودي البحري اللوجستي 2024    وزارة الداخلية تُحدد «محظورات استخدام العلم».. تعرف عليها    بايدن: «نعمل» على إعادة السكان إلى بيوتهم في جنوب لبنان وشمال إسرائيل    جمعية إسناد تنفذ مبادرة نسمعهم لمستفيديها ذوي الاعاقة السمعية    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تحتفي باليوم الوطني 94 بفعاليات تشكيلية وسينمائية وتراثية وثقافية    مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية ينظم مؤتمره الدولي الثالث    المراكز الصحية بالقطيف تدعو لتحسين التشخيص لضمان سلامه المرضى    نائب الشرقية يتفقد مركز القيادة الميداني للاحتفالات اليوم الوطني    جيش إسرائيل يؤكد مقتل الرجل الثاني في حزب الله اللبناني إبراهيم عقيل    المركز الوطني للأرصاد يحذر من المعلومات الفردية غير الرسمية عن مناخ المملكة    زعلة: ذكرى اليوم الوطني ال94 ترسخ الانتماء وتجدد الولاء    "الصندوق العالمي": انخفاض معدلات الوفيات الناجمة عن مرض الإيدز والسل والملاريا    الذهب يرتفع بعد خفض سعر الفائدة.. والنحاس ينتعش مع التحفيز الصيني    حركة الشباب تستغل النزاعات المحلية الصومالية    حافظ :العديد من المنجزات والقفزات النوعية والتاريخية هذا العام    خطيب المسجد النبوي: يفرض على المسلم التزام قيم الصدق والحق والعدل في شؤونه كلها    "رفيعة محمد " تقنية الإنياغرام تستخدم كأداة فعالة لتحليل الشخصيات    خطيب المسجد الحرام: أعظم مأمور هو توحيد الله تعالى وأعظم منهي هو الشرك بالله    محافظ بيش يطلق برنامج "انتماء ونماء" الدعوي بالتزامن مع اليوم الوطني ال94    أمطار متوسطة على منطقة المدينة المنورة    محافظ حفرالباطن يرأس المجلس المحلي    جمعية النشر.. بين تنظيم المهنة والمخالفات النظامية المحتملة    5 محاذير عند استخدام العلم السعودي    إسرائيل - حزب الله.. هل هي الحرب الشاملة؟    محمد القشعمي: أنا لستُ مقاول كتابة.. ويوم الأحد لا أردّ على أحد    وظيفةُ النَّقد السُّعودي    حصّن نفسك..ارتفاع ضغط الدم يهدد بالعمى    احمِ قلبك ب 3 أكوب من القهوة    احذر «النرجسي».. يؤذيك وقد يدمر حياتك    حروب بلا ضربة قاضية!    الذكاء الاصطناعي يقودني إلى قلب المملكة    قراءة في الخطاب الملكي    جوشوا ودوبوا يطلقان تصريحات التحدي    التزامات المقاولين    قصيدة بعصيدة    أدب تختتم ورشة عمل ترجمة الكتاب الأول بجدة    صحة جازان تدشن فعاليات "اليوم العالمي لسلامة المرضى"    أكثر من 5 ملايين مصلٍ يؤدون الصلوات في المسجد النبوي خلال الأسبوع الماضي    برعاية خادم الحرمين.. «الإسلامية» تنظم جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن    نائب أمير منطقة جازان ينوه بمضامين الخطاب الملكي في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى    اليابان تحطم الأرقام القياسية ل"المعمرين"    هيئتا الأمر بالمعروف في بلجرشي والمخواة تفعّلان برنامج "جهود المملكة العربية السعودية في محاربة التطرف والإرهاب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤتمر السنوي الخامس ل"الحياة" و"الوسط" بدأ أعماله في بيروت . الحص يؤكد ان لبنان "واحة للحرية نمتشقها سلاحاً في معركة التحرير" والأمير خالد بن سلطان يدعو الى الانضمام الى "ميثاق الشرف" ويعد بإطلاق صندوق للصحافيين
نشر في الحياة يوم 30 - 11 - 1999

افتتح رئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص، العاشرة قبل ظهر أمس، المؤتمر السنوي الخامس لجريدة "الحياة" ومجلة "الوسط" الذي يترأسه ناشر المطبوعتين الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، ويعقد في فندق "ريفييرا" في بيروت، وتستمر أعماله حتى الثاني من كانون الأول ديسمبر المقبل.
واذ يتزامن المؤتمر مع اختتام الاحتفالات التي شهدتها بيروت ك"عاصمة ثقافية عربية" لهذا العام، انعقد غداة افتتاح الأمير خالد المبنى الجديد ل"دار الحياة" في وسط بيروت التجاري.
ولفت الرئيس الحص في كلمة الافتتاح، الى ان لبنان "واحة للحريات العامة، ومنها الحرية الإعلامية، وأن التعرض لها مساس بوجوده"، معتبراً "ان الحرية من اهم الاسلحة التي نمتشقها في معركتنا الدامية لتحرير ارضنا من الاحتلال الاسرائيلي"، وهو بذلك اكد العنوان الذي ينعقد تحته المؤتمر وهو "التعبير عن التلاقي بين الصرح الإعلامي الذي تمثله "الحياة" و"الوسط"، وبيروت الحريات المشغولة بكل ما يعتمل في المنطقة من تغيرات، والعصر الذي يشهد تطوراً متسارعاً في ثورة المعلومات".
أما الأمير خالد فقسم كلمته، في الجلسة الافتتاحية، اربعة محاور: الأول التذكير بمؤسس "الحياة" الراحل كامل مروّة وبالسياسة الصحافية التي اعتمدها وما زالت "الحياة" سائرة في ركابها، والثاني ماذا أعدّ العرب للحاق بقطار العصر في ظل العولمة والمتغيرات الكثيرة و"ماذا أعدّ صرحنا الإعلامي من خطط واستراتيجيات لبداية العام الأول من الألفية الثالثة، إعلامياً وثقافياً؟". والثالث "ميثاق شرف العمل الصحافي" للمطبوعتين والدعوة الى تنفيذه والتزامه، والرابع وعد "بإنشاء الصندوق الخيري للصحافيين بمبلغ اساسي مناسب يغذى سنوياً، وسيكون بفضل من الله وحده، سنداً في الشدائد وعوناً في الملمّات". وساق في هذا المجال ملاحظتين: الإفادة الكاملة من ثورة التقنية والتخطيط لاختيار افضل موقع ل"الحياة" على الانترنت، وتخصيص ركن لائق في الجريدة والمجلة للارتقاء بأساليب استخدام اللغة العربية التي تدهور مستواها في السنوات الأخيرة.
وشارك في جلسة الافتتاح مسؤولو التحرير والإدارة في "الحياة" و"الوسط" وأسرتا المطبوعتين في لندن والمكاتب الأخرى، وممثلو الوكالات الإعلانية ووسائل الإعلام، وممثلو "تهامة للإعلان" ومؤسسة "مكشف" وعدد من المدعوين هم ضيوف المؤتمر، ومحاضرون سيقدمون في اليومين المقبلين، في ندوتين محاضرات تتناول أثر "الحياة" و"الوسط" والإعلام العربي العابر للحدود في نقل المشهد العام العربي والمساهمة في صوغه وآثار التلاقح بين مؤسسة إعلامية كانت سبّاقة في معانقة التكنولوجيا الجديدة وما تضيفه الثورة المعلوماتية يومياً من مكتشفات وآفاق.
وقدّم لخطباء الجلسة الافتتاحية عريف المؤتمر مدير مكتب بيروت الزميل وليد شقير، مرحّباً بالمشاركين، ومركّزاً على دور بيروت "عاصمة الإعلام العربي"، ومعتبراً "ان مناخ الحرية هو الذي يتيح للصحافة ان تتطور وتنمي دورها".
تحدث الرئىس الحص في مستهل الجلسة الافتتاحية، مرحّباً بالأمير خالد في لبنان "أجمل ترحيب" وشاكراً له "اختيار بيروت منبراً ل"الحياة" في مؤتمرها السنوي، فهذا ما نريده لبيروت: عاصمة للرأي الحر".
وقال: "ليس مستغرباً أن ينعقد هذا المؤتمر في بيروت، لأن انعقاده هو عودة الى موقع الانطلاق، الى النبع الذي فاضت منه انجازات "الحياة" وجعلت منها جريدة رائدة في دنيا الإعلام، فأهلاً ب"الحياة" في بيروتها، وأهلاً بشقيقتها "الوسط"، وبالقيّمين عليهما، بين اهلهم في لبنان. لا يختلف اثنان على اهمية الإعلام ودوره وتأثيره وأبعاد هذا الدور وذاك التأثير، خصوصاً في زمن تجاوز المسافات، وألغى الحدود، وحوّل الدنيا كلها وحدة في المعرفة والإطلاع والمشاهدة، ومكّن الناس جميعاً، من مواكبة لحظة وقوع الحدث أو إعلان القرار". وأضاف: "ضاعفت التقنيات الحديثة والمتطورة مسؤولية الإعلام، ورفعت التحدي في وجه الإعلاميين امتحاناً لمقدرتهم على مجاراة هذه التطورات المذهلة من جهة، وعلى إبقائها تحت السيطرة العقلانية من جهة ثانية. وسيبقى التحدي قائماً مادام العقل البشري قادراً على الابتكار والإبداع. وعندما نتحدث عن الإعلام وتقنياته ودوره، ونعتبره وحدة متكاملة، فإننا نضع الإعلام المكتوب في طليعة الوسائل الإعلامية. فللكلمة المكتوبة سحر وديمومة لا يُجاريان، فالكلمة المكتوبة وثيقة ومرجع وذاكرة. وهي رفيق أنيس، وصديق مخلص، ومصباح مضيء، ودليل خبير. وفي اعتقادنا انها ستظل محتفظة بموقعها المتقدم، ما دامت تعمل على أقلمة وضعها مع التقنيات المتطورة".
وشدد الحص على ان "لبنان يفخر بكونه واحة للحريات العامة ومنها الحرية الإعلامية، حتى صار من ثوابتنا الوطنية القول: لبنان والحرية توأمان لا ينفصلان. وبوحي من هذا المبدأ، والتزاماً دقيقاً له، كان إيماننا بأن الحرية كل لا يتجزأ، وأن التعرض للحرية هو مساس بوجود لبنان، وأن المزيد من الحرية هو الذي يقي الحرية من شطط الممارسات المغلوطة. من هنا التزامنا المطلق حرية الفكر والتعبير والمعتقد كما حرية التحرك والعمل والمبادرة وحتى حرية التظاهر. أجل، عدنا فقررنا اطلاق حرية التظاهر بعد غياب دام بضع سنوات، تعبيراً عن إيماننا المطلق بالحرية وثقتنا بأنفسنا. فالحرية هي من أهم الأسلحة التي نمتشقها في معركتنا الدامية لتحرير أرضنا من العدو الإسرائيلي. إنها حريتنا في مقاومة هذا الاحتلال بأي وسيلة مشروعة متاحة، وحرية المقاومين في اختيار المكان والزمان لتنفيذ عملياتهم البطولية. إنها حريتنا المطلقة في التمسّك بالثوابت الوطنية، ومنها القرار الدولي الرقم 425، الذي يدعو اسرائيل الى الانسحاب غير المشروط من لبنان الى الحدود المعترف بها دولياً. وهذا ما سيكون مرسى موقفنا في محادثات التسوية اذا استؤنفت في يوم من الأيام. ومنها تلازم المسارين اللبناني والسوري في مفاوضات التسوية، ورفض استئنافها إلا من النقطة التي توقفت عندها عام 1996، والمتمثلة في التزام اسرائيل الانسحاب من الجولان الى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967. وهي حرية نظامنا الاقتصادي التي لا تفرض اي قيد على الاستثمار في لبنان، او على حركة تحويل العملة او على انتقال الاموال من لبنان وإليه، في ظل سرية مصرفية نرفض المساس بها، وهي التي ظلّت محترمة، ونافذة، حتى عندما استبيح كل شيء إبان الأزمة الوطنية الكبرى التي عصفت بلبنان على امتداد خمسة عشر عاماً. لقد ولّت المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان الحديث التي انتكست الحرية فيها، وحملت بعض عشّاقها وحوارييها، على حمل عصا الترحال، والبحث عنها في بلدان اخرى. وعادت الحرية زاهرة، بهية، منيعة، رحبة، مضيئة، تنادي الجميع وتدعوهم الى العودة، والإقامة، والمنافسة الشريفة على ما هو أفضل وأجدى وأزهى. نقول كل ذلك مدركين ان ممارسة الحرية تتطلب وجود أحرار. وأعظم خدمة نقدمها الى الحرية هي العمل على تحرير الإنسان في المجتمع من أغلال الجهل والتعصّب والفقر والتخلّف. وهذا ما نحن عاملون عليه، ونحن من اجل ذلك نرفع شعار التنمية ونضع خطة شاملة ومتوازنة ذات أولويات محدّدة يحتل فيها الشأن الإجتماعي موقع الصدارة". وخلص رئيس الحكومة اللبنانية الى القول: "ان لبنان يفتح قلبه وصدره للأشقّاء والأصدقاء ينهلون من معين حرياته وينعمون بأفيائها".
الأمير خالد
ثم تحدث الأمير خالد. فقال: "يسعدني أن نجتمع على ارض لبنان الشقيق، لبنان القادر على تجاوز المحن والصعاب، الصامد والمجاهد في وجه المعتدي الغاصب، تقوّيه الأحداث، وتصقله الشدائد. تاريخه في الجهاد مشرّف، وكفاحه ضد الإستعمار مجيد، وعروبته لا ينكرها إلاّ جاحد أو مغرض. كما يسعدني أن أرحب بكم في مؤتمرنا الخامس لصرحنا الإعلامي، بدولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور سليم الحص، ذي التاريخ الاقتصادي والسياسي الحافل الذي شرّفنا بحضوره وافتتاحه هذا المؤتمر، وبرجال "الحياة" و"الوسط"، وبرجال الدعاية والإعلان، وبالمحاضرين. أرحب بكل من انضم الى مؤتمرنا، مساهماً معنا في تبادل الرأي والمشورة، تحقيقاً لأهدافنا، وتطويراً لاستراتيجيتنا".
وأضاف: "نعود في هذا المؤتمر الى الارض، التي ولدت عليها "الحياة"، نتذكر مؤسسها، الجدير بكل احترام وتقدير، الأستاذ كامل مروّة. المشهود له بالكفاءة والوطنية. نتذكره ونتذكر عدد الجريدة الأول، الصادر في 28 يناير كانون الثاني 1946، ولنتطلع الى زاويته الجادة الساخرة، "قل كلمتك وامشِ". قال: "نرجو ان نثبت للقرّاء، ان هذه الجريدة، لن تكون عالة جديدة عليهم، بل عوناً لهم على ما يريدون وينشدون". ونحن نؤكد اننا بفضل من الله، عون لكل قارئ أو باحث، نحترم فكره، ولا نستهين برأيه. ويقول، كذلك: "اما في سياستنا الخارجية، فإننا لا نعترف لا بالصداقات الموروثة والتقليدية، ولا بالصداقات المستحدثة والموهوبة. نحن نعتقد اعتقاداً جازماً، عززته التجارب، بأن العلاقات الودية بين الدول، لا يمكن ان تقوم على غير المصلحة المتبادلة والفائدة المشتركة، وأن البحث في العواطف والمبادئ، في هذا الصعيد، إنما هو ضرب من الخيال". ونحن نقول، صدقت، فالصداقة موقتة، والعداوة موقتة، والمصالح دائمة. وكان هذا عنوان مقالي في الجريدة نفسها، بعد ما يقرب من خمسين عاماً. اختار كامل مروّة ل"الحياة" شعاراً، من بيت شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي، يقول فيه:
قف دون رأيك في الحياة مجاهداً
إن الحياة عقيدة وجهاد
أبدعت، يا شوقي، في نظم البيت، وأحسنت، يا كامل، في اختياره. ومن جانبنا، لقد حافظنا على التراث والإسم والشعار. وسنظل في إعلان الرأي مجاهدين، وفي سبيل إعلاء الحق صابرين".
وتابع الأمير خالد: "يهلّ علينا، بعد شهر واحد، قرن جديد، وألفيّة ثالثة. ونسمع كثيراً عن الإستعدادات لدخول هذه الألفيّة. ومنّا من يبالغ في إضفاء التسميات على هذه الإستعدادات. وكأن الفارق بين آخر يوم من هذا العام واليوم الذي يليه، هو فارق كبير. ويجدر بنا، من وجهة نظري، ألاّ نبالغ كثيراً، ولا نستكثر من أهمية مثل هذا الحدث" فاليوم الأول من القرن الجديد، هو يوم كسائر الأيام في تاريخ البشرية، يحمل آمالاً أعرض، وتفاؤلاً أكثر، وتقدماً أكبر، وتقنية أحدث. إنني لا أعارض الإحتفال بليلة الألفية الثالثة، فلن يتوقف التاريخ بين عشية وضحاها، بل سيستمر بحلوه ومرّه. ولكن أليس من الأجدر أن نسأل: ترى هل حقق العرب، في قرن مضى، ما كانوا يصبون إليه؟ أين نحن على خريطة العالم؟ وما قيمتنا الحقيقية؟ نسأل محاولين أن نكون محايدين، بعيدين عن العاطفة والإنفعال، والتمسّك بأمجاد مضت وولّت، وأمست في ذمة التاريخ. وبعد أن نهتدي إلى الإجابة، نبادر إلى السؤال: وماذا أعددنا للحاق بقطار العصر، الذي يندفع، بلا هوادة، ولا مكان فيه للمتخلّفين، علماً وثقافة وقوة؟ فالعالم، كقطار، هو قاطر ومقطور. فهل نظل ضمن المقطورات، او ننضم، بعزم وجهد وإصرار، الى القاطرة؟ هل نظل نستخدم اختراعات الآخرين وتقدمهم العلمي، او يجيء اليوم الذي ننعم فيه باختراعاتنا وتقدمنا وتفوقنا؟ ومن جانبنا، أسأل مجلس الإدارة والعاملين في صرحنا الإعلامي، ماذا أعددتم من خطط واستراتيجيات، لبداية العام الأول من الألفية الثالثة، إعلامياً وثقافياً؟ وما هي رؤيتكم لما ينبغي للأمة العربية تخطيطه وتنفيذه، إجمالاً وتفصيلاً، لكي تحتل المنزلة التي تستحقها؟ وما أسلوب عرض ذلك الإعداد عرضاً واضحاً ميسوراً؟".
ولاحظ الأمير خالد: "يواكب ما نقرأه ونسمعه عن الألفية الثالثة، ترديد مصطلح العولمة، الذي أصبح كل يستخدمه بالمعنى الذي يستهويه، فضاعت المعاني، وتاهت الأهداف. ومن وجهة نظري، فإن هذا المصطلح يقصد به أننا نعيش في زمن، اصبح العالم فيه قرية صغيرة" فالحدث في الشرق، يؤثر في الغرب. وما يحدث في الشمال، يتأثر به الجنوب. عالم لا مكان فيه للفردية، والإنعزال، ولا مكان فيه للتوقف والخذلان، فكلّ في حركة دائبة، وسعي حثيث الى التكامل والإبتكار، والإبداع والإنجاز، تحقيقاً للمصالح المتبادلة. فالعالم يتحول الى كيانات قوية كبيرة، ليأتي اليوم، الذي يصبح فيه كياناً واحداً. ومن يتقوقع عليه ان يدفع ضريبة تخلّفه وانعزاله، وبقائه، دوماً، عبئاً مقطوراً. ولنعد الى استيضاح المسؤولين عن صرحنا الإعلامي: ماذا أعددتم، تخطيطاً وتنفيذاً وتطويراً، لعصر العولمة؟ إذ أن الوسائل المقروءة، إن لم ترضِ قارئها، فسيهجرها الى تلك المسموعة والمرئية. وإرضاء القارئ ليس أمراً هيّناً، بل يتطلب الجهد والإبداع. فالتنافس شديد، والسوق لا ترحم. تتلقف الأفضل، وتردّ الأردأ، تحتضن الجيد، وتلفظ الرديء. فلتكن بضاعتنا هي الأجود، وكلمتنا هي الأوثق، ومصداقيتنا هي الشعار. ذلك هو سبيلنا الى البقاء في دنيا الصحافة والإعلام".
وتابع: "في هذا الصدد، نقول كان الله في عون مسؤولي الإعلام في الدول العربية، في عصر العولمة، وفي ظل المواجهات اللانهائية السابحة في الفضاء، تدعو من يرغب الى التقاطها. افكار وثقافات من جميع الاتجاهات، الراقية منها والهابطة، الناجحة والفاشلة، النافعة والضارة، الهادية الى الفضيلة والمفضية الى الرذيلة. ماذا سيفعلون؟ كانت قوانين الحظر تساعدهم، وإجراءات الرقابة تساندهم، وسلطة المنع والمنح، والحجب والتصريح تشد من أزرهم. حقاً أمسَتْ مهمتهم ثقيلة، والتحدي امامهم يستدعي حكمة بالغة، وتفكيراً عميقاً، والبحث عن جذور المشكلة، بدلاً من الإنكفاء على معالجة أعراضها. والحل يكمن في الأخذ بالقاعدة الطبية الشهيرة: "الوقاية خير من العلاج". فما دمنا نجهل اي اعداء سنواجه، وأي طريق سيسلكونها، فلا جدوى من إضاعة الوقت وتشتيت الجهد في سدّ ما اكتشفناه منها، لأن الطرق تُستحدث، كل دقيقة، بل كل ثانية. والأجدر أن نتحصّن بالحصون، ونتسلّح بالأسلحة، التي تعيننا على مواجهة أي عدو، من أي طريق يسلكها. وهذا عمل يتطلب إعمال الفكر، واحترام العقول، والإشتغال بالمفيد، والتركيز في الجوهر، والإبتعاد عن المظهر. أمانة في الرقاب، ومهام ليست هيّنة. ألم أقل لكم كان الله في عونهم؟!".
وأضاف: "في اجتماعاتنا السابقة، رسمنا منهجاً محدداً لحوارنا، بدأناه باستعراض الفترة المنصرمة، وحددنا فيه نقاط القوة والضعف، ثم حلّلنا المشاكل والمعوقات، واختتمناه برسم الخطوط العريضة لسياسة فترة مقبلة. أما مؤتمرنا هذا، فسيشمل، فضلاً عن ذلك، لقاءات ومحاضرات ذوي الخبرة العلمية الواسعة، والتجارب الشخصية الغنية، إثراءً للفكر، وتبادلاً للرأي والمشورة. تحدثنا في المؤتمرات السابقة، عن اهمية تحلي الصحافي، في صرحنا الإعلامي، بخلق قويم، وقلم رشيق، ولسان عفيف، وتجسيداً لما نأمله من كل صحافي، ومن كل مسؤول في هذا الصرح، اصدرنا "ميثاق شرف العمل الصحافي"، لجريدة "الحياة" ومجلة "الوسط"، وصدّرناه بأن شعارنا: الصحافة فن وعلم ورسالة، وأن الصحافة - في عرفنا - هي فن تقديم المعلومة، على أسس علمية صحيحة، لتبليغ رسالة سامية، تحقيقاً لأهداف نبيلة، وترسيخاً لقيم عظيمة. أرجو أن ينال الميثاق استحسانكم، ونعمل جميعاً على تنفيذه والتزامه".
وختم الأمير خالد "اما الإنجازات، خلال عام مضى، ونقاط القوة والضعف، والتخطيط المستقبلي، فسأترك للمسؤولين الحديث عنها، وسأكتفي بذكر وعد قطعته على نفسي، وإبداء ملاحظتين: اما الوعد، فهو إنشاء الصندوق الخيري للصحافيين بمبلغ اساسي مناسب، يغذى سنوياً، وسيكون، بفضل من الله وحده، سنداً في الشدائد وعوناً في الملمات. اما الملاحظتان، فالأولى: علينا الاستفادة الكاملة من ثورة التقنية، للوصول الى كل ركن من انحاء المعمورة، والتخطيط لاختيار افضل موقع لجريدة "الحياة" على الانترنت، لتكون متاحة في سهولة ويسر، امام جميع القرّاء، خصوصاً في القارتين الأميركية والأسترالية، فتصل اليهم فور صدورها. والثانية: تخصيص ركن لائق في الجريدة والمجلة، للإرتقاء بأساليب استخدام اللغة العربية، عماد هويتنا، ووعاء حضارتنا. فقد تدهور المستوى، خصوصاً في السنوات الأخيرة، واستحدثت كلمات، ليس بسبب التطوير، وإنما بسبب الضعف اللغوي لمبتدع المصطلح. فليكن من أهدافنا الرقي بالأسلوب، وترغيب القارئ في استخدام لغتنا العربية العريقة، في سلاسة ويسر، من دون اشعاره بضعفه، ولا تعالٍ عليه. وهنا يكمن الإبتكار والإبداع".
وتمنى "ان نحقق ما عاهدنا انفسنا عليه. وأن يكون التفاؤل بغد أفضل، وجيل أوعى، وتقدم اكبر، ومكان أرحب، وأن تتبوأ أمتنا المنزلة السامية، بالجهد والعرق، بالعزيمة والكفاح، بالعلم والإيمان، فتلكم هي مفاتيح الألفية الثالثة، وكل ألفية".
الجعيد
ومن ثم تحدث رئيس مجلس الإدارة لمؤسستي "الحياة" و"الوسط" العميد عايض الجعيد، فشدد على "هدفهما الثابت وهو المحافظة على مكانتنا المرموقة المميزة بين زخم المطبوعات"، وعلى السياسة الواضحة التي وضعها الناشر وأركانها "الأمانة في النقل والموضوعية في المعالجة والاعتدال في المنهج"، داعياً الجميع الى "الانضمام الى ميثاق الشرف الصحافي". وتحدث عن خطة مجلس الإدارة للسنة المقبلة، من أجل تحسين الأداء، "أكثر شفافية ودقة تتلخص في ترشيد النفقات، من دون ان يعني ذلك التقشف، بل تخصيص كل بند مالي لكل عمل مجد وتطويري بلا حساب، وضبط كل إهدار في غير مكانه بحساب. فبناء على توجيه سمو الناشر، كل الأرباح من الجريدة أو المجلة تعود إليهما، ومهما اقتصد في جانب، يفتح حساب في جانب آخر".
وركز على أفضل التقنيات التي استعملت لتجهيز مبنى "دار الحياة" الجديد في وسط بيروت، وعلى "الأنظمة المالية والإدارية الواضحة المعتمدة التي تكرم المنتج وتسائل المقصر"، وعلى ريادة "الحياة" في دخول العالم الإلكتروني، معتبراً ان "لا بد من المحافظة على مركز القيادة، وسيكون ذلك هدفنا وهاجسنا". وأكد ان "الصحف ستبقى آية القرن الحادي والعشرين مستفيدة من الثورة الإلكترونية". ولفت الى "العمل على تنويع مصادر الدخل لتمويل المجموعة، من خلال زيادة الوسائل وفق خطة لسمو الناشر المعتمدة منه، مستفيدين من التكاليف الثابتة، والعمل على خلق آلية بين الإعلام والإعلان".
وشدد على "إدراك "الحياة" و"الوسط" أهمية المعلن من دون أن يكون ذلك على حساب الصدقية" وعلى "اعتماد برامج تدريبية لتأهيل أجيال صحافية تحمل المسؤولية وفق نظام يضمن نجاح تلك البرامج".
سمعان
ثم ألقى رئيس تحرير "الحياة" الزميل جورج سمعان كلمة اكد فيها ان "الحياة" التي كانت أولى الصحف التي طوّعت الكومبيوتر في انتاجها "ستعرف كيف تعقد زواجاً ناجحاً بينها وبين الانترنت في المنعطف العلمي الهائل، وكيف تعيد النظر في أساليب العمل والإنتاج"، مشيراً الى "نجاح التزاوج الذي أقامته "الحياة" و"الوسط" بين التقاليد الصحافية العريقة والأساليب الجديدة، تحت عنوان الصدقية والاعتدال والاتزان، لا الإثارة والصخب، وعنوان الكفاية المهنية والقيمة الأخلاقية". وقال: "انها باتت مصدراً للأخبار وشرحها، وكانت شاهداً أميناً على التحولات الكبرى في العقد الأخير، وقادت حواراً بنّاءً بين النخب لصناعة رأي عام تعددي واع، وأطلقت حواراً أوسع شاركت فيه شرائح كانت مغيبة، حتى تحولت مصدراً لا غنى عنه لمعرفة ما يدور في العالم، ومرجعاً لدوائر غربية وشرقية كثيرة لفهم المواقف العربية في كل الميادين، وقناة من قنوات الحوار الحضاري المثمر بين ثقافتنا وثقافات الآخرين، على ان تظل صلة وصل بين الداخل العربي وأبنائه في الشتات، وستظل تحرض الصحافات المحلية على مزيد من الحرية والجرأة".
وأشار الى "انتهاء الرواية الكبرى، في أوروبا وأميركا وانتهاء العصر الذهبي للأخبار في عصر الانترنت والبث الفضائي المباشر، وانتهاء السبق الصحافي بمعناه التقليدي وتركيز الغرب الذي يعيش عصر سلام على قضايا انسانية بعيداً من أخبار الحروب او الاهتمام حتى بما يدور في قمة الحياة السياسية. أما هنا، فما زلنا في خضم الرواية الكبرى العراق، الجزائر، السودان، الصومال، لبنان... التي تشغل وسائل إعلامنا عن الأمور الأخرى للإنسان العادي"، موضحاً "ان "الحياة" لن تكتفي في قابل الأيام بمتابعة مسلسل الرواية الكبرى، بل ستعتمد خطة جديدة، تحافظ على أخبارها الجدية وتعليقاتها وتحقيقاتها السياسية، لكنها ستندمج في الناس وتراقبهم في عيشهم وموقع عملهم، وتنزل الى أمورهم الصغيرة وهمومهم ومشاغلهم، وستنحاز اليهم ليكونوا فاعلين، لا مجرد ضحايا مهمشين لهذه الرواية الكبرى".
وختم ان "التحدي الاساسي ليس في الوسيلة وإنما في الرسالة وطرق طرحها وتقديمها وعرضها وممارستها واختراقها كل الحدود العربية المصطنعة انتشاراً وتأثيراً ونفوذاً. وهذا يستدعي تجديداً في أساليب العمل الصحافي ومعرفة متجددة برغبات الناس وحاجاتهم من الأخبار والمعلومات والتعليقات والمواقف. ومهما عظمت الآلة لن تحل محل الانسان، ولن يحل الكومبيوتر والانترنت محل الصحافي".
شربل
ثم كانت كلمة رئيس تحرير "الوسط" الزميل غسان شربل تحدث في مستهلها عن بيروت ودورها في عالم النشر والصحافة وعودة بعض "الحياة" اليها وإقامة بعض "الوسط" فيها. وقال ان "بيروت، وإن لم تكن السوق الاعلانية التي تحسم مصائر المطبوعات، فإنها الامتحان الأبرز للمهنية الرفيعة والقدرة على المنافسة والاستمرار". ودعا الى "الاستفادة من دروس العقدين الاخيرين، وهي ان لا حياة لمن لا يستطيع ان يتغير ويغير". وبعدما تناول ثورة الاتصالات والمعلومات، اشار الى ان "المادة السياسية لم تعد هي الاهتمام الوحيد او الاول للقارئ، لا نزعم في "الوسط" اننا عثرنا على الوصفة المفتاح لمواجهة التحدي المطروح على الأسبوعيات السياسية في كل مكان، لكننا نزعم ان هذا الهم كان دائم الحضور، واننا نحاول وسنستمر".
ولفت الى "تعزيز موقع "الوسط" حضوراً وتأثيراً وانتشاراً، وطموحها الى الوصول أبعد". وختم ان "قراءتنا لعام انقضى ليست الأهم، فالسباق في بدايات القرن سيكون أشد، فقد تغير ديكتاتور اسمه القارئ، هو كثير التطلّب والتبرّم، وعلينا الرضوخ لإرادته. وهمّنا التسلل الى عقله وقلبه ليسهل تسللنا الى عقل المعلن وميزانيته".
الجلسة الأولى
وأعقبت جلسة الافتتاح استراحة، ثم عقدت الجلسة الاولى من اعمال المؤتمر، في مشاركة ممثلي الوكالات الاعلانية وأسرتي "الحياة" و"الوسط" وممثلي "تهامة" و"مكشف". وقدم المدير العام ل"الحياة" و"الوسط" السيد روبير جريديني مداخلة تناول فيها التداخل ما بين حقلي الاعلام والاعلان. وقال "من واجبنا العمل يداً بيد من اجل تحقيق اهدافنا وإقناع العالم بأهمية الصحافة المكتوبة في العالم العربي والدور الذي تؤديه في الرأي العام والتأثير فيه". واذ اشار الى التقدم الذي شهدته الصحافة في العقد الماضي، ومنها "الحياة" و"الوسط"، قال ان "احدى القضايا الحيوية في صناعة الاعلام والاعلان هي مستقبل الصحف المطبوعة في وجود الانترنت وهل الصحيفة المطبوعة عبر الانترنت ستؤثر في قراء الصحيفة المطبوعة". ورأى ان "لا احد يستطيع ان يقول هل تصمد الأخيرة خلال السنوات العشرين او ال25 المقبلة؟ ولكن الآن وعشية الألفية الثالثة فإنها بعيدة من التهديد. صحيح أن الانترنت يترك العالم من دون حدود، لكن هذا التحدي ليس الأول من نوعه يواجهه الإعلام المكتوب، إذ سبق ان واجه تحديات مماثلة مع ظهور الراديو والتلفزيون والتلفزيونات الفضائية".
وأكد ان "الصحافة المكتوبة لديها ميزات لا يمكن الكومبيوتر ان يحل محلها، ومنها ان قراءتها ممكنة في اي مكان وفي اي وقت وفي اي موقع". ونقل عن اختصاصيين قولهم ان "قراءة نسخة الصحيفة عبر الكومبيوتر يزيد في الواقع من قراءة نسخة الصحيفة التقليدية".
لكن جريديني نبّه الى ضرورة عدم الاستخفاف ب"ديناصور الانترنت، لأن الاستمرارية لا تكون الا لمن يجدد نفسه ويواكب التغيرات الجديدة". ورأى ان "اكثر العوامل أهمية في هذه المعادلة هو: الهوية والصدقية والنوعية في اداء دورنا في تزويد القراء الدليل الانسب للمعلومات الآنية، ومن اجل الاستمرار، على الصحافة المكتوبة الانخراط اكثر فأكثر في البحث عما يريده الزبائن وكيف يمكن خدمتهم في شكل افضل".
وأشار الى الخدمة التي يؤديها الأنترنت للصحيفة المكتوبة من خلال تزويدها المعلومات، قائلاً: ان "الحياة" "لا تقلل من اهمية الانترنت والصحف المنشورة عبره، وهي تأخذ في الاعتبار مسألتين أساسيتين: التعويل على المعلومات التي تبث عبره لتحسين مضمونها المعلوماتي وتقديم صحيفة عربية الكترونية حقيقية تظهر صحافة جيدة وحضوراً فاعلاً وسهولة في البحث عن القضايا الآنية والمساندة".
وتحدث السيد أنطوان شويري باسم "تهامة للإعلان"، معتبراً ان "لبنان والاعلان ليسا مجرد قافية، بل قصة عافية". وبعدما عرض المحطات التاريخية للاعلان في لبنان والمنطقة، سأل عن صحة الاعلان في هذه الايام، لافتاً الى "أن الانفاق الاعلاني متدنٍ عن المقياس العالمي او المقياس الوسطي والصحي، وهو في تآكل مستمر بالمقارنة مع نمو الدخل الفردي او مجموع الدخل القومي".
وعرض المعدلات العالمية بالانفاق الاعلاني للفرد الواحد، وفقاً لإحصاءات العام 1998: "410 دولارات للفرد في الولايات المتحدة، 330 في انكلترا، 357 في فرنسا، 330 في سويسرا، 223 المعدل العام في أوروبا، 275 في اليابان، 405 في هونغ كونغ، 55 في البرازيل اي اكثر من ضعفين من لبنان، 5 في مصر، 17 في السعودية، 4 في الاردن".
وعزا سبب التدني الى "خطف" الوكلاء المستوردين القسم الأكبر من الميزانيات الاعلانية الواجب انفاقها، والنفسية الخاطئة لدى التاجر او الصناعي او المعلن العربي الذي يفضل ان يبدو في صورة المفلس، وبخل الصناعة العربية على نفسها، وعدم تطور مفهوم الرعاية الاعلانية والاعلانات المؤسساتية. وأشار الى ان الانفاق الاعلاني في مجمل الدول العربية يبلغ نحو 3.1 بليون دولار اميركي، اي ان معدل الانفاق للفرد الواحد لا يتجاوز ستة دولارات، مؤكداً ان في الامكان رفعه الى خمسة اضعاف او ستة، بتطوير الاعلان المؤسساتي المحترف، والتوقف عن المنافسة السخيفة بين المعلنين، وتحفيز الاعلان العربي وتشكيل فريق عمل محترف يعتمد البحث والترويج التسويقي المحترف.
وختمت الجلسة الاولى بحوار مفتوح بين المشاركين وممثلي شركات الاعلان، ورد خلاله الأمير خالد على بعض الاسئلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.