ناقشت جلسات الملتقى العربي الأول الذي أطلقته المنظمة العربية للتنمية الإدارية، في القاهرة أمس الأول، تحت عنوان «الصحافة الإلكترونية مستقبل وسائل الإعلام في العصر الرقمي»، عددا من القضايا المتعلقة بالإعلام الإلكتروني، واستحضرت الجلسات تأثير الصحف الإلكترونية على الصحف الورقية، رافضة فكرة اختفاء الورقية قريبا. وترأس الجلسة الأولى نقيب الصحافيين في مصر مكرم محمد أحمد، والذي أشار إلى أنه لا صراع بين الصحافة الورقية والرقمية، بل إنه من الواضح وجود إمكانية للتعايش بينهما، فالكلمة المطبوعة ما زالت لها أهمية كبرى، فمن يقرأ ليس كمن يشاهد، ورفض النقيب فكرة اختفاء الصحافة الورقية قريبا أمام الانتشار الإلكتروني، ولكنه اعترف بأن المواقع الإلكترونية حققت نجاحا جعل النقابة تفكر في ضم صحافيين يعملون في صحف إلكترونية إلى جداولها، ولكن تم تعليق القرار مؤقتا لحين الدعوة إلى عقد مؤتمر لتعريف جامع للصحافي الإلكتروني، والتفريق بين ملاك المواقع والمدونين، ومدى تطبيق معايير الصحافة عليها. وقال «الكلمة المطبوعة ما زالت لها سطوتها، ويثق القارئ في الصحيفة التي يستطيع الرجوع إليها مرة أخرى لمراجعة المعلومة، ولأن طبيعة القارئ تختلف عن المشاهد للأخبار عبر الإنترنت، ويبقى للصحافة الإلكترونية أنها فتحت مجالا أوسع للحرية. ثم تحدثت الدكتورة نعايم سعد زغلول مديرة العلاقات العامة والإعلام في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء في مصر عن الإنترنت كنافذة إعلامية، ثم قدمت الدكتورة سهير عثمان الأستاذة في كلية الإعلام في جامعة القاهرة ورقة عمل عن اتجاهات الجمهور نحو الصحافة المطبوعة، وتكلم طارق عطية خبير التدريب في برنامج تطوير الإعلام عن أساليب الإدارة، وقدم الدكتور محمود تيمور مستشار رئيس مجلس إدارة صحيفة الأهرام ورقة عن التقنيات الحديثة في الطباعة، وقدم محمد رشاد ورقة بعنوان الجرائد والمجلات بين الوسيط الورقي والوسيط الرقمي. وبدأت الجلسة الثانية للملتقى، وقدم لها المهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون في مصر، وأعرب عن سعادته لتسمية الملتقى باسم الملتقى العربي وليس المصري، متمنيا أن يصبح في يوم من الأيام الملتقى العالمي، وقال نحن أمام التطبيق الحي للقرية الإلكترونية، وهناك العديد من المسميات، الإعلام الرقمي والإلكتروني، وأنا ساستخدم مصطلح الإعلام الإلكتروني في عصر تحولت فيه الحواسيب إلى قوة سياسية، وأصبحت أبرز سماته ثورة الاتصالات والشركات متعددة الجنسيات، وأصبح الإعلام الرقمي صناعة مهمة وفرصة للانتشار والتوسع وفرصة لدعم الديمقراطية، صحيح هناك سلبيات، لكن هناك العديد من الإيجابيات فلم يعد الإعلام مرسلا ومستقبلا ورسالة، بل أصبح التفاعل كاملا وفوريا من جانب المستقبل، أيضا الرسالة تطورت تطورا مهما ولم تعد مرتبطة بالمكان ويشارك الجميع في هذا الإعلام الرقمي، لكن هل نحن جاهزون لمواجهة هذا الزخم الإعلامي والزيادة المذهلة في أعداد مشتركي البرود باند والإنترنت وال DSL. كما قدمت الدكتورة منى الحديدي أستاذة الإعلام في جامعة القاهرة ورقة عمل عن اتجاهات جمهور الراديو والتلفزيون في ظل متغيرات العصر، ثم تحدث الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام في جامعة القاهرة عن نماذج التمويل الإعلان والرعاية والتشفير، وقدم الدكتور عماد مكاوي ورقة عمل بعنوان التكنولوجيا الرقمية وأثرها على الوسائل السمع بصرية، وقدم الأستاذ محمد العرب من جامعة الجنان في بيروت ورقة عمل بعنوان اتجاهات الجمهور في الصحف اللبنانية المطبوعة والإلكترونية، وتحدث الدكتور نور الدين البيار عضو الرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية عن التجربة المغربية في الصحافة الإلكترونية.