قال مرجع رسمي لبناني ان لا ترابط بين قانون الانتخاب الجديد وما ستؤول اليه عملية السلام في المنطقة. وأشار الى ان "التريث في صوغ مشروع القانون ليس سببه الرغبة في انتظار المحاولات المبذولة لمعاودة المفاوضات، بل يتعلق بتحضير الاجواء السياسية المؤاتية لتأييد تقسيم لبنان 14 دائرة انتخابية". وأكد المرجع ل"الحياة" ان الانتخابات "ستجرى في موعدها لأن تأخيرها يعني التراجع عن التزام موعد الاستحقاق الديموقراطي، وهو الاساس في تحقيق الاصلاح السياسي". ولفت الى ان "المشكلة في القانون لا تزال محصورة بتقسيم بيروت والشمال، في ظل استمرار السجال بين الفاعليات في المحافظتين التي تتنازعها مواقف متباينة"، مؤكداً ان "الهدف من تقسيم العاصمة تحرير زعاماتها من الائتلاف في ما بينها، من خلال توسيع الخيارات امام رئيس الحكومة سليم الحص وسلفه رفيق الحريري ورئيس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية النائب تمام سلام لخوض الانتخابات في دوائر يتفادون فيها المواجهة المباشرة". وأكد ان "الإسراع في اقرار القانون يتوقف على مدى نجاح الاتصالات في تبديد الاعتراضات عليه". وقال ان "تأمين التواقف يفسح في المجال امام مصادقة المجلس النيابي عليه، قبل انصرافه الى مناقشة مشروع الموازنة، والا سيتأخر الى ما بعد ذلك". وعن موقف دمشق من التقسيم الانتخابي، قال انها "تدعم العهد والحكومة وتنصح بضرورة التوافق على القانون، ولم تتدخل في تحديد الدوائر وان دورها يقتصر على تخفيف حدة الاعتراضات". الى ذلك، اعتبر مراقب سياسي ان التقسيم الانتخابي بصورته الراهنة لا يعتبر القانون المثالي لما يتضمنه من تناقض مع وثيقة الوفاق الوطني، وانما ينظر اليه كقانون واقعي. وأكد ان اي تقسيم لبيروت يتجاوز ابقاءها دائرة واحدة، لن يحررها من معركة انتخابية. واعتبر ان قرار الحريري خوض الانتخابات في كل الدوائر البيروتية من خلال تشكيل لائحة مكتملة بمرشحين عن المقاعد ال19 لم يحل في اجتماعه الاخير مع النائب سلام دون ابداء رغبته في التحالف. وأبقى الباب مفتوحاً مع ان سلام بقي مستمعاً ولم يعلق على كلامه". وفي هذا السياق، قال الحريري امس امام زواره انه "جاد في طرحه تقسيم لبنان ست دوائر انتخابية، واذا كانت هناك صعوبة في اعتماده فلا مانع من العودة الى الأقضية ما دام المشروع المطروح لا ينطلق من معايير متوازنة ومتساوية". وجدد تأكيده ان موقفه "لن يتحول مادة خلافية تؤثر سلباً في التواصل مع رئيس الجمهورية"، لافتاً الى ان علاقته الاستراتيجية بسورية لن تتأثر بالتقسيم الانتخابي. وكشف انه يهدف من لقاءاته المفتوحة مع العائلات البيروتية التي باشرها منذ اشهر الى استيعاب الجو الرافض لتقسيم العاصمة، بدعوتها الى الاشتراك في الانتخابات. في المقابل، تحاول الاوساط السياسية سبر غور الموقف المسيحي من تقسيم العاصمة، في ضوء ما تردد اخيراً ان البعض يميل الى المطالبة بالعودة الى التقسيم المعتمد في انتخابات عام 1972 اي الدوائر الثلاث الاولى، والثانية، والثالثة، تجنباً لأن يكونوا المسيحيين امام خيارات صعبة حيال انقسام الزعامات الاسلامية، في وقت اكدت مصادر شيعية ل"الحياة" ان الاجتماع الذي عقد الاسبوع الماضي بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، انتهى الى اعلان "نيات انتخابية" بينهما يقضي بالتعاون في كل المناطق، وبينها بيروت، ما يعني ان كلاً منهما يسعى الى تجنب المواجهة من خلال خوض الانتخابات في دائرتين منفصلتين.