كان أن نظرت، فانحنت غيمة راعفة. ترش على الظمأ البدوي المحاصر بالجدب أغصانها الوارفة. - لست أذكر، اني رأيتك من قبل. - لم ترني. - بل رأيتك. - أين؟ - رأيتك إذ كان قلبي صغيراً، يسائل سرب العصافير عن عشه المتلفع بالغيب، أو بالسراب. ورأيتك إذ أصبح العمر حقلاً يحن الى القطف حتى الغصون الأخيرة قبل اليباب. ورأيتك إذ أعلن الشعر نيرانه في مدى رؤيتي، وعروتي. - في المدى كنت. لكنني لم أرك. - ولكنني رأيتك. - أضجرتني. - هكذا هو حظي المخضرم. أضجر حتى النوارس حين ترفرف والبحر يفتح زرقته ليغازلها أو تغازله - أو هلأ... شو بدك؟ بدي أجوز عا العيد