لو نستبيحُ الوعدَ سرّا .. نلتقي عند الضبابِ بوردتينِ ولفتةٍ أخرى ووعدٍ لا يفيق ..!لو أن شِعري لا يزالُ الطفلَ في عينيكِ حلوى الريح في الصحراء .. أغنية الطريق ..!لو أنّ صوت الرمل في شفتيْ ..حكاياتُ السرابِ المستحيل بهذه العين الشغوفة ِلو قدرتُ الآن أن أمتدَّ فوق الماءِ كالشمسِ التي ارتعشتْ من السفر الطويلِ، ولو تركتُ الغيب يأتيني بأسرارِ العيونِ الزرقِ ...لو أني نشقتُ غبارَ تلك النجمة الأولى، وعدتُ إلى السماءِ محمّلا بالعشبِ والأسماءِ والوطن السحيق ..قد أستعيد الآن ملحَ الموتِ في شفة الغريق ..!، *** لا شيء إلا ظلّك الشفويّ يسبقني فألحقه على سورِ القصيدةِ كان خلف البابِ مختبئًا يطلُّ بشعره المبلولِ من شغف الكلام...!ساءلته عني، فجاء جوابُه المبتورُ ليليّ السلام..!قال : السماء الآن حبلى بالغيوم السمر،والمطر الذي يأتيك .. ملح الموتِ في قطراتهِ الشقراءِ فاتحة الختام ...!لا شيء إلا أن تكونَ النورَ ..فرَ من الظلامْ *** كلٌّ على مطرٍ .. يبلّلُ شعرَ هذي الليلةِ المبحوحةِ الأحلامِ ...يمضي في سؤالِ الدربِ عن عينيه ..َ..بابُ الليلِ مفتوحٌ على بهْو السكون ..!يمضي فتأخذه العيونْ ... يصطكُّ من برْد التوقّع ..كانت الكلماتُ أوسعُ من جنونِ البوحِ في عينيه .. كان ولا يكون ...!يمضي .. أكان العطر من عرقِ الأصابع ..؟!كان من ترف السكينةِ ..؟!كانَ من عهر السجائرِ ؟!كان شيئاً من جنونْ ؟!! كل على مطرٍ .. وكلٌ يحلمونْ ..! *** لا شيء إلا أنتِ والشبّاك .. والحلوى .. وعهدُ الياسمين ..!لا شيء إلا طفلةٌ كبرت فغازلها الحنينْ .. تختار ليلَ البرق يأخذني .. وأحبو للسماءِ كنخلةٍ طالتْ على سورِ السنينْ ...! لا شيء إلا أنتِ .. ضوءٌ ليلكيّ النار .. طفلٌ يسرقُ الأطفالُ لعبتَهُ .. فيغفو عند بابِ الدارِ كالظلِّ الحزينْ ..!لا شيء إلا أنت والمطرُ المبين ..! *** كانت لهُ فيروز أغنيةً..تنامُ على الرصيفْ الشارع السفليُّ أسئلةٌ بلا معنى ..أناسٌ يعبرون العمر في فلكٍ طريفْ ..!كانت له أنثى من البرقِ القديمِ .. فواعدتهُ البردَ والإعصارَ واندثرتْ كأوراقِ الخريف ..! كانت له الكلماتُ .. والحفلاتُ، والشهقاتُ، والوطنُ الشريف ..! كانت له فيروز .. حتى جئتِه بالرعدِ .والأغصانِ، والريح البعيدة واحتمال الموتِ، والولَهِ الشفيفْ ..!