أكدت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ان "المطلوب معرفة حقيقة ما حدث للطائرة المصرية" من طراز بوينغ 767 التي سقطت في المحيط الاطلسي في 31 تشرين الاول اكتوبر الماضي كون ذلك مهم جداً لعائلات الضحايا ولسلامة الطيران. وقالت في مؤتمر صحافي ظهر امس ان الادارة الاميركية على اتصال مستمر مع الحكومة المصرية وانها تحدثت هاتفياً مع وزير الخارجية المصري عمرو موسى والتقته الاسبوع الماضي في اسطنبول. "وقد تحدثنا عن اهمية التعاون النشط" في التحقيقات بين البلدين. ولاحظت ان التعاون بين واشنطنوالقاهرة "كان جيداً". وقالت ان الجهود تركز حالياً على نسخ الشريط الصوتي وترجمة ما ورد فيه. وأكدت ان مكتب التحقيقات الفيديرالي سيكون معنياً اذا ظهرت أي اشارات اجرامية في الحادث. وحضت الجميع على عدم الدخول في التكهنات بانتظار انكشاف حقيقة ما حدث. واختتم محققون أميركيون في القاهرة أمس مهمة هدفت الى جمع معلومات والإطلاع على وثائق ومستندات تساعد في كشف غموض حادث طائرة شركة "مصر للطيران" التي سقطت نهاية الشهر الماضي قبالة السواحل الشرقية للولايات المتحدة. وغادر هؤلاء القاهرة الى واشنطن لينضموا الى فريق التحقيق من الاميركيين والمصريين الذين يتابعون القضية هناك. ويبدو أن الرحلات المكوكية بين القاهرةوواشنطن من جانب المعنيين بالقضية من الطرفين ستستمر لفترة الى حين التوصل الى نتائج نهائية توضح أسباب الكارثة، إذ أفادت مصادر مصرية مطلعة ان اثنين من خبراء البصمات الصوتية المصريين من العاملين في اتحاد الإذاعة والتلفزيون سيعودان الى القاهرة في غضون أيام بعد فحص اصوات طاقم الطائرة التي سجلت على الشريط الموجود داخل الصندوق الأسود الثاني للطائرة، وكان الإثنان توجها ضمن وفد ضم محققين مصريين إلى واشنطن قبل يومين. وذكرت المصادر ان الخبيرين سيعدان تقريراً يرفع الى الجهات المعنية بالتحقيق في البلدين يتضمن تصوراً علمياً لأصوات أفراد الطاقم قبل الكارثة مباشرة لمحاولة معرفة تصرفاتهم اثناءها، والأجهزة والمعدات التي امتدت اليها أيديهم عند سقوط الطائرة. وأوضحت المصادر أن وفد المحققين الاميركيين الذي غادر القاهرة أمس اطلع على سجل كامل لتاريخ الطائرة المنكوبة. ونفت المصادر أن تكون مهمة المحققين الاميركيين ركزت على احتمال تورط أي من أفراد الطاقم في الحادث. وأكدت أن الجانب المصري شدد على ضرورة التأكد من معنى كل كلمة باللغة العربية أولاً وأن يتم الاتفاق على هذا المعنى ثم تتم ترجمتها الى الانكليزية. من جهة أخرى، وجهت صحيفة "الوفد" المعارضة أمس انتقادات حادة الى وزير النقل الدكتور ابراهيم الدميري. وكتب رئيس التحرير السيد سعيد عبدالخالق مقالاً بعنوان "وزير جديد على الصنعة"، اعتبر فيه أن الدميري "اصبح في موقف حرج جدا". وعلق على التصريحات التي أدلى بها الوزير قبل يومين في مجلس الشعب البرلمان وأثارت ضجة في شأن اجراء الرئيس حسني مبارك اتصالات مع نظيره الاميركي بيل كلينتون لمنع إحالة قضية الطائرة على "مكتب التحقيقات الفيديرالي" الاميركي اف. بي. آي الأمر الذي نفاه البيت الأبيض. واعتبرت الصحيفة ان الواقعة "تمثل إساءة لمصر وتشكيكاً في صدقية الحكومة"، واستبعدت أن يكون الاتصال بين الرئيسين حصل، ورجحت أن يكون الوزير "فعلها من باب النفاق والتزلف"، وقالت: "اعتاد الوزراء التفاخر والتباهي بأنهم يتلقون التعليمات والتوجيهات ويعملون وينجزون من خلالها. وهناك وزراء اساتذة في هذه الصنعة، لكن الدكتور الدميري جديد على المهنة ولذلك وقع في أول وصلة نفاق". ومعروف أن الدميري دخل التشكيل الوزاري ضمن الحكومة التي شكلها الدكتور عاطف عبيد في تشرين الأول اكتوبر الماضي.