تستعد جامعة القاهرة لاستقبال الألفية الثالثة، وعبر عدد من المشاريع الطموحة، لعل أبرزها التوسعات في المباني القديمة وتجديدها وإنشاء مبانٍ جديدة، كذلك تحديث معامل الكليات العملية، وإنشاء مراكز بحثية اختصاصية. يقول رئيس الجامعة الدكتور نجيب الهلالي إن الجامعة تمر بمراحل إنشائية، تشمل التحديث والإضافات، وتجمع بين الاصالة والمعاصرة، اذ تم الحفاظ على المباني القديمة ذات القيمة الأثرية والمتمثلة في برج الساعة، وقبة الجامعة، وقاعة الاحتفالات التي شهدت أحداثاً تاريخية في الحياة السياسية والاجتماعية. وتم تحديث عدد من المنشآت المقامة، وهدم عدد من المباني القديمة المنخفضة الارتفاع القليلة الفائدة وحوّل مكانها الى مسطحات خضراء، بالإضافة الى توسيع الحرم الجامعي الذي يعتبر مركز تجميع طلابي يحوي بين 80 الى 100 ألف طالب وطالبة، بالاضافة الى عدد من المشاريع الجديدة. معروف ان جامعة القاهرة انشئت العام 1908، بجهود وطنية، وتبرعت الاميرة فاطمة اسماعيل بأرض تمتلكها ليُنشأ عليها مقر الجامعة الحالي. وتطورت الجامعة من كليتين، لتضم حاليا 47 كلية ومعهداً و16 مركزاً بحثياً. اما أبرز مشاريع الجامعة التي تستعد بها لاستقبال الألفية الثالثة، فهو مشروع المعهد التعليمي للأمراض المتوطنة، ومركز علاج الروماتيزم القومي، ومركز علاج الحروق، بالاضافة الى تجديد واحلال مستشفى امراض النساء. وتعد المكتبة المركزية الجديدة - التي يجري إنشاؤها حالياً على ان ينتهي العمل بها مطلع الالفية الجديدة - اكبر المشاريع من الناحية الإنشائية والتكنولوجية، اذ سيتم تجهيز قاعتها بوسائل التكنولوجيا الحديثة، وسيكلف إنشاء هذه المكتبة 120 مليون جنيه مصري، ووضع تصميمها الدكتور علي رأفت. ومن اجل دفع النشاط العلمي في الجامعة مستقبلاً، تم الانتهاء من إنشاء وتطوير مركز المؤتمرات لعقد المؤتمرات العلمية، وهو يحوي خمس قاعات اكبرها يتسع ل210 أفراد. ويجري حاليا الإعداد لإنشاء قاعة تتسع من 500 الى 600 شخص متاخمة لمركز المؤتمرات، بالاضافة الى ما يتم تطويره في جامعة القاهرة في الفيوم وبني سويف من انشاء قاعتين للمؤتمرات تتسع الواحدة منهما ل650 شخصاً. كما تشيد الجامعة امتداداً لها في مدينة السادس من اكتوبر، بتمويل من هيئات عربية ودولية قدره 100 مليون دولار، قدم منها البنك الدولي 50 مليون دولار كقرض للجامعة، و40 مليونا من الاتحاد الاوروبي و10 ملايين دولار مساهمة من الحكومة المصرية. وسيكون الامتداد الجديد للجامعة بمثابة تجمع للمراكز الطبية المتخصصة والمتميزة، على رأسها مركز الكبد، والذي سيتولى مستقبلاً عمليات زراعة الكبد، ما يوفر خدمة طبية متميزة تقلل من اللجوء الى السفر للخارج على نفقة الدولة. كما يشيد في هذا التجمع مركز للعظام، بالاضافة الى مركز طبي للمسنين. وستلحق بهذا التجمع مزرعة على مساحة 170 هكتاراً لكلية الطب البيطري، ومزرعة اخرى للنباتات الطبية خاصة بكلية الصيدلة. وستتبنى الجامعة في الفترة المقبلة سياسة للتوسع في التعليم المفتوح، الذي يستفيد منه حالياً 30 ألف طالب. ومراعاة للطلاب يجري حالياً التوسع في مدينة استضافة الطلاب المغتربين وسيتيح هذا التوسع خلال العام 2000 استضافة 1800 طالب، كما أعيد تأهيل المدينة الرياضية الخاصة بالجامعة والتي تحوي استاد كرة القدم الرئيسي، وحمام السباحة الاوليمبي، واستاد الاسكواش، وملاعب التنس، ومبنى الملاكمة ومبنى البولينغ. ووضعت خطة لتكثيف النشاطات الرياضية للطلاب طوال العام واثناء العطلة الصيفية، كذلك إقامة اسبوع للرياضة الجامعية تشترك فيه جامعات مصر، مع الاهتمام بالتبادل الرياضي بين جامعة القاهرة والجامعات الأخرى وسيقام خلال منتصف العام الدراسي مهرجان للأسر الطالبية في المدينة الرياضية يستمر اسبوعاً، وفي شهر آذار مارس المقبل مهرجان لفرق الكشافة الجامعية.