بالقرب من سرنوفودسك روسيا - أ ف ب - طلب سكان قرية سرنوفودسك 45 كلم غرب غروزني من المحاربين الشيشان الرحيل عن قريتهم بعدما أرهقتهم الغارات الروسية ورفعوا الاعلام البيضاء، لكن استسلامهم لم يضع حداً للكابوس الذي يعيشونه فقد باتت قريتهم عرضة لنهب الجنود الروس. وأعلن سوبيان تاكييف 53 عاماً، أحد سكان سرنوفودسك، ان "الجنود الروس بدأوا بنهب القرية فور دخولهم اليها". وقال: "حاول أحد الرجال منعهم فقتلوه واوقفوا شخصين آخرين"، مشيراً إلى أنه يجهل مصيرهما. وأضاف: "سألني الجنود من أين لي منزل كبير كهذا؟ وكيف جمعت المال؟ وتعهدوا بالعودة لنسفه". وسيطرت القوات الروسية على المدن الشيشانية الواحدة تلو الأخرى من دون مقاومة تقريباً إذ فضل السكان الاستسلام بدلاً من ان يتركوا منازلهم وأرواحهم تحت رحمة القصف. ويختلف التكتيك العسكري الروسي كثيراً عما كان عليه خلال النزاع السابق كانون الاول/ ديسمبر 1994 - آب/ اغسطس 1996 حين كانت المواجهات المباشرة والمناوشات في الشوارع لمصلحة المقاتلين الشيشان. لكن الجنرالات الروس تعلموا من التجربة السابقة وباتوا يلجأون الى القصف المركز بالمدفعية الثقيلة والصواريخ حتى استسلام المقاتلين الشيشان أو تدمير المكان المستهدف. ولم تعد منطقة باموت غرب التي كانت رمز المقاومة الشيشانية في النزاع السابق سوى ركام. فقد قصفتها القوات الروسية على مدى اسابيع مستخدمة المدفعية الثقيلة والدبابات والطائرات والمروحيات وقاذفات الصواريخ. وقرر سكان منطقة اتشخوي - مارتان جنوب غربي غروزني وكاتير - يورت وفاليريك وساماشكي المجاورة الاستسلام. واتفق اعيان هذه القرى الذين يلعبون دوراً أساسياً في المجتمع الشيشاني مع الجنرال فلاديمير شامانوف على ان تتوقف القوات الروسية عن قصف قراهم لا بل ان تمتنع عن الدخول اليها، حسب احد المشاركين في اللقاء. وفي سرنوفودسك اشار محمد 46 عاماً أحد السكان الى ان الاعيان ناشدوا المقاتلين الشيشان الرحيل عن البلدة. وأضاف محمد ان الاعيان قالوا للمقاتلين "ستقاتلون القوات الروسية وتلوذون بالفرار، لكننا نحن من سيدفع الثمن. إذا أتيتم الى هنا سنرحل ويمكنكم عندئذ ان تقاتلوا حتى سقوط آخر مقاتل منكم".