اغتيل صباح أمس نحو 30 شخصاً وأصيب أكثر من 20 آخرين بجروج في الطريق بين ولايتي البليدة والمدية، جنوب العاصمة الجزائرية. وفي حين أشارت أجهزة الأمن إلى أن القتلى 15 والجرحى 8، ذكرت مصادر استشفائية ان عدد الضحايا يفوق العدد الرسمي. وذُكر ان عناصر من "الجماعة الإسلامية المسلحة" الناشطة في مرتفعات الشفة 75 كلم جنوب العاصمة أجبروا قرابة الحادية عشرة صباحاً المسافرين القادمين على متن حافلات وسيارات، على الترجّل منها عند إحدى المنحدرات الجبلية قرب النفق الذي يربط بين الشفة والمدية. ثم اجهزوا عليهم، وسط أمطار غزيرة، مستخدمين السيوف والآلات الزراعية الحادة، في حين اطلق المسلحون الرصاص على الضحايا من دون تمييز بين النساء والأطفال والعجزة الذين أغتيلوا ب"دم بارد". ونُقل الضحايا بعد وقت قصير من الحادث إلى مستشفيات في البليدة 50 كلم جنوب العاصمة والمدية 80 كلم جنوب العاصمة. ولم تُقدم توضيحات رسمية عن ملابسات المذبحة التي حصلت في وضح النهار. لكن بيان أجهزة الأمن أشار الى شن عملية بحث ومطاردة للعناصر المتسببة في العملية. لكن لا يبدو ان أجهزة الأمن استطاعت ان تعثر، حتى هبوط المساء، على أثر لمنفّذي الكمين. وتأتي هذه المذبحة بعد يوم من تقليل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، الجمعة، في موناكو من أهمية تصاعد العمليات الدموية التي وقعت الأسبوع الماضي في عدد من المناطق الجزائرية. لكن الرئيس الجزائري أكد، في المقابل، أنه سيستعمل كل الوسائل من دون استثناء لاستئصال المتسببين في العنف. ووقعت مذبحة كبيرة الاسبوع الماضي في منطقة نائية في ولاية الشلف غرب الجزائر. إذ أُفيد ان مسلحين ذبحوا 19 شخصاً بينهم العديد من الأطفال.