ظهرت الخلافات بين الرئيسين الاميركي بيل كلينتون والروسي بوريس يلتسن في شأن الهجوم العسكري الروسي على الشيشان الى العلن في قمة اسطنبول، ويشير هذا التطور الى مدى ما تبذله واشنطن من مساعٍ لتفادي صدام مع موسكو في ما يتعلق بالقوقاز. وتحبذ راتشيل برونسون، وهي خبيرة اميركية في شؤون الامن في الشرق الاوسط والقوقاز، استمرار الموقف الاميركي بالسعي الى منع قضية الشيشان من عرقلة التعاون مع روسيا على حساب قضايا أخرى "اكثر اهمية"، مثل نزع الاسلحة النووية والعراق ومسألة الاصلاحات والاستقرار في روسيا. وقالت برونسون، وهي زميلة في دراسات الامن القومي في "مجلس العلاقات الخارجية" في نيويورك، "انها مشكلة حقيقية بالنسبة الى الغرب خصوصاً وروسياوالولاياتالمتحدة، لأننا كنا سنفضل الاّ نتعامل مع هذه القضية في الوقت الحاضر، اذ هناك مشاكل كثيرة في العلاقات الاميركية الروسية الى درجة تجعلنا نفضل التركيز على امور اكثر ايجابية". وأضافت ان "اجتماع القمة هذا جاء، للاسف، في وقت كان لا بد ان تُدرج فيه قضية الشيشان. المشكلة الحقيقية بالنسبة الى الولاياتالمتحدةوروسيا هي ان الروس يقولون: "ما فعلته اميركا والحلف الاطلسي في كوسوفو نفعله الآن في الشيشان، فلماذا تطرحون هذا الامر للنقاش الآن؟". وحسب وجهة نظرنا، فان هذا بالضبط "ما كافحنا ضده في كوسوفو، بمعنى ان زعيماً هاجم شعبه وتسبب بنشوء مشكلة لاجئين ضخمة وخسائر كثيرة في صفوف المدنيين، او هدد بطردهم الى بلدان ومناطق اخرى، مدفوعاً بفكرة التطهير العرقي ... كوسوفو تختلف كثيراً عن الشيشان". وعلى رغم الخلافات الحادة في ما يتعلق بالوضع في الشيشان، عبّرت برونسون عن قلقها الشديد من احتمال ان تؤدي هذه القضية الى تسميم العلاقات الاميركية الروسية والحاق اضرار بمصالح اخرى مشتركة. وقالت انها تخشى ان تؤدي المواجهة بشأن الشيشان في قمة اسطنبول الى التأثير سلباً في المفاوضات الحساسة والمعقدة في مجلس الامن للتوصل الى قرار من شأنه تخفيف العقوبات المفروضة على العراق وانشاء نظام جديد للتفتيش على الاسلحة في البلاد. وأشارت برونسون الى ان "قضية العراق مطروحة على المائدة ونحن نتفاوض كل يوم مع الروس بهذا الشأن، وسيتعين على الولاياتالمتحدة في مرحلة ما ان تتخذ قراراً في شأن كيفية تحديد الاولويات". وأوضحت ان قمة اسطنبول "اجبرت الولاياتالمتحدة والاوروبيين على ان يثيروا هذه القضية الشيشان مع الروس بطريقة يفضلون كثيراً تجنبها". واكدت برونسون معارضتها القوية لقطع المساعدات الغربية عن روسيا، مثل قروض صندوق النقد الدولي، الضرورية لتمكين الاقتصاد الروسي من الصمود. وقالت "نشعر بقلق بالغ في شأن الاستقرار الداخلي في روسيا. وسيؤدي قطع المساعدات وقروض صندوق النقد الدولي الى تهديد استقرار روسيا بالذات، وهو امر لا نريد ان نشجعه".