تجنب المسؤولون المصريون الخوض في اسباب سقوط طائرة شركة "مصر للطيران" قبالة السواحل الشرقية للولايات المتحدة، الا انهم لم يخفوا إستغرابهم وقوع الحادث في منطقة "مثلث الموت الجديد" التي شهدت ثلاثة حوادث مماثلة خلال السنوات الاخيرة. وكشفت مصادر أمنية وأخرى في مجال الطيران أن أكثر من 30 ضابطاً في الجيش المصري كانوا بين ركاب الطائرة المصرية، فيما اعلنت سلطات خفر السواحل الاميركية مساء امس وقف أعمال البحث عن ناجين من الحادث. واستبعد الرئيس حسني مبارك تحطم الطائرة نتيجة عملية ارهابية. راجع ص 5 ورفض التكهن حول أسباب الحادث ووصفه بأنه "قضاء وقدر"، لكنه أشار الى أنه ليس الاول الذي يقع في المنطقة ذاتها وأبدى ثقته في قدرة الاجهزة الاميركية على كشف غموض الحادث. راجع ص 5 ونقلت وكالتا "فرانس برس" و"رويترز" عن مصادر قريبة من أجهزة الامن المصرية وأخرى في مجال الطيران ان اكثر من 30 ضابطاً من الجيش المصري، بينهم ضابط برتبة عالية، كانوا على متن الطائرة. وأوضحت المصادر أن الضباط وعددهم 33 أو 34 ضابطاً كانوا يزورون الولاياتالمتحدة في مهمات مختلفة. وأوضح مصدر أمني أن بين الضباط إثنين برتبة عميد وضابط برتبة عقيد ورابع برتبة رائد. وقال ان الضباط من فروع مختلفة في الجيش وبينهم أربعة من سلاح الجو. وافادت مصادر ملاحية أن ثلاثة ضباط ركبوا الطائرة من دون أن يمروا بإجراءات التسجيل العادية. وأعلنت شركة "مصر للطيران" في نيويورك مساء أمس ان 106 أميركيين و62 مصرياً و22 كندياً وثلاثة سوريين وسودانيين أثنين وتشيلياً واحداً كانوا على متن الطائرة. وفي واشنطن أعلن أن بين الضحايا عدداً من العسكريين الذين كانوا أنهوا دراستهم في مجال طائرات الهليكوبتر من طراز "أباتشي". وأعلن الناطق بإسم وزارة الدفاع بي جي كراولي أن وزير الدفاع وليام كوهين أجرى أمس إتصالاً هاتفياً مع نظيره المصري المشير محمد حسين طنطاوي للاعراب عن أسفه وتعازيه. وأعلن الرئيس بيل كلينتون من أوسلو أمس أن أعمال البحث والانقاذ ستستمر إلى حين معرفة أسباب الحادث. ورفض كلينتون التكهن بأسباب الحادث، لكنه أوضح أنه لن يسقط أي إحتمال "وآمل من الجميع بأن لا يتعجلوا في الاستنتاج حتى ننهي عملنا". وقال أن لا علم لديه "بأي تهديدات محددة ضد شركات الطيران الاميركية أو الطائرات التي تحلق في المطارات الاميركية". في غضون ذلك ظل المشهد مأسوياً في مطار القاهرة حيث تجمع اعداد كبيرة من اسر الضحايا في احدى الصالات. وأبلغت شركة "مصر للطيران" الاهالي عن موعد طائرة خاصة ستقلع الى نيويورك وطلبت من الراغبين منهم في السفر تسجيل اسمائهم. واعلن رئىس شركة مصر للطيران المهندس محمد فهيم ريان انه سيترأس وفداً من المراقبين المصريين الى نيويورك للاشراف على جهود الانقاذ ومتابعة التحقيقات التي تجريها السلطات الاميركية. وكرر ريان في تصريحات ل"الحياة" مطالبته بالكشف عن لغز "مثلث الموت الجديد" الذي اوقع بطائرة شركته. وقال: "سأحمل معي مستندات تثبت سلامة الطائرة وصلاحيتها للطيران لسنوات اخرى مقبلة، وشهادت كفاءة حصل عليها كل افراد الطاقم واوراقاً رسمية صادرة عن مؤسسات الطيران الدولية عن كفاءة شركة مصر للطيران في ادارة اسطولها وسلامة الاجراءات والتقنية التي تتبعها في الصيانة وتجهيز الطائرات". وتعهد ريان الذي قوطع حديثه مرات عدة بصراخ أهالي المنكوبين، في حال ثبوت مسؤولية الشركة عن الحادث، بأن يكون أول ضحايا المسؤولية، في اشارة الى عزمه الاستقالة من منصبه إذا حملت جهات التحقيق الشركة المسؤولية. وبدأت أمس رحلة التحقيق الطويلة في حادث سقوط الطائرة في الرحلة الرقم 990 في وقت بات فيه مرجحاً ان ركابها ال217 في عداد الأموات. واستمرت أعمال البحث والانقاذ التي يقوم بها رجال خفر السواحل والتي لم تؤد حتى مساء أمس إلا إلى انتشال جثة واحدة. ومع تكليف مصر الولاياتالمتحدة عملية التحقيق، ركزت الوكالات الفيديرالية التقنية والأمنية جهوداً من أجل معرفة أسباب سقوط الطائرة المفاجئ وغيابها فجأة من شاشة الرادار، والإجابة على سؤال عما إذا كانت الكارثة وقعت لأسباب تقنية أم ان وراءها جريمة. وانتقل المحققون التابعون لوكالة الطيران الفيديرالية إلى مدينة بروفيدانس ولاية رود ايلاند القريبة من موقع سقوط الطائرة حيث تم انشاء مركز قيادة. وبدأت عائلات الضحايا أمس في التوجه إلى بروفيدانس.