عاشت مصر امس يوماً حزيناً تأثراً بحادثة تحطم طائرة تابعة لشركة "مصر للطيران" سقطت في المحيط الأطلسي على بعد نحو 60 ميلاً الى الجنوب من جزيرة "نانتاكيت" قبالة ولاية ماساتشوستس الاميركية. واستُنفرت الاجهزة الرسمية المصرية منذ الصباح عقب الاعلان عن اختفاء الطائرة، وهي من طراز "بوينج 767" وكانت تُقل 197 راكباً، اضافة الى طاقمها وكانت في الرحلة الرقم 990 التي كان مقرراً أن تصل الى مطار القاهرة في الرابعة والنصف عصراً. وجرت اتصالات بين مسؤولين مصريين واميركيين للوقوف على ملابسات اختفاء الطائرة، غير ان الساعات التالية حملت نبأ الكارثة الى المصريين بعد الاعلان عن العثور على حطامها على بعد 15 ميلاً من الموقع الذي تم منه التقاط آخر اتصال لاسلكي مع الطائرة. وجاء الحادث بعد 12 يوماً فقط من تعرض طائرة تابعة للشركة للخطف على يد مواطن مصري، ذكرت السلطات المصرية أنه يعاني مرضاً نفسياً، بعد اقلاعها في رحلة عادية من مطار اسطنبول الى القاهرة بعدما اجبر الخاطف قائد الطائرة على تغيير مسارها الى مطار هامبورغ الألماني حيث استسلم. وعقد رئيس الشركة المهندس فهيم ريان مؤتمراً صحافياً اعلن فيه ان عدد ركاب الطائرة بلغ 421 راكباً من بينهم عشرة من طاقم الضيافة وخمسة طيارين وقائدهم الكابتن احمد حبشي وطفلان رضيعان. وأوضح ان الطائرة كانت اقلعت من مطار لوس انجليس في رحلة العودة عند الساعة 10،23 مساء اول من امس بتوقيت غرينيتش، ووصلت الى نيويورك في الساعة 10،5 بتوقيت غرينيتش، ثم اقلعت من نيويورك الى القاهرة عند الساعة 20،6 وانقطع الاتصال بها الساعة 15،7 بتوقيت غرينيتش صباح امس. وأكد ريان ان سلطات الامن الاميركية قامت بإجراءات التفتيش قبل اقلاع الطائرة "ولم تجد أي شيء غير عادي فأقلعت الطائرة، وكانت الاتصالات معها مستمرة حتى انقطعت بعد الاقلاع بخمس وخمسين دقيقة، وعثر عليها على بُعد ستين ميلاً جنوب نانتاكيت بعد ساعتين من انقطاع الاتصال بها"، وأضاف انه تم تشكيل وفد مؤلف من عشرة طيارين وخمسة من اطقم الضيافة وخمسة تجاريين وخمسة فنيين وواحد من شركة التأمين كان مقرراً ان يتوجه إلى نيويورك في وقت لاحق امس للوقوف على آخر تطورات عمليات البحث عن ركاب الطائرة. وأشار الى ان سلطات الطيران المدني الاميركي ستجري وفقاً لأحكام قانون الطيران المدني والدولي تحقيقات لمعرفة اسباب تحطم الطائرة، وسيحضر وفد من الطيران المدني المصري كمراقب لهذه التحقيقات، وعُلم أن ريان سيكون على رأس الوفد المذكور. وذكر ان شركة "مصر للطيران" ترتبط بعقود مع شركة "ادنيس" لتأمين البضائع والحقائب المحمولة وحقائب الترانزيت في مطار نيويورك، كما ان شركة "بوينغ" أوفدت فريقا الى نيويورك للتعاون مع البحرية الاميركية فور علمها بالحادث لمعرفة اسباب تحطم الطائرة، وأوضح ان البحرية الاميركية تحركت للبحث عن جثث الضحايا، ولاحظ ريان أن مكان الحادث هو ذاته الذي سقطت فيه طائرتا "تي. دبيلو. ايه" و"سويس اير". وشكلت "مصر للطيران" فور الاعلان عن اختفاء الطائرة غرفة عمليات برئاسة ريان وحاولت الاتصال بالطائرة والاجهزة الملاحية الاميركية. وقال رئيس قطاع المراقبة الجوية في الهيئة العامة للطيران المدني المصري اللواء ممدوح الباجوري ان الطائرة اختفت من شاشات الرادار بعد اقلاعها من مطار جون كيندي ووصولها الى مسافة 100 ميل، مشيرا الى ان كل المحاولات فشلت في الاتصال بها. وقامت السلطات الأمنية في المطار منذ الصباح باعلان الطوارئ بين الاجهزة العاملة في المطار الذي أغلقت منافذه وتشددت الإجراءات الامنية فيه. وبدا المشهد مأسويا امام ساحة المطار، اذ توافد مئات من أهالي الركاب والطاقم فور الاعلان عن اختفاء الطائرة، وفشلت محاولات السلطات في السيطرة على مشاعر أهالي الضحايا الذين وجدوا صعوبة في الحصول على معلومات عن مصير الطائرة، وتعلقت آذانهم بأجهزة الراديو لمتابعة تطورات الموقف، وارتفع الصراخ والعويل فور الاعلان عن تحطم الطائرة، واصيب عدد من المواطنين بالإغماء وانتابت بعضهم حالات هستيريا. وانتقل الى المطار وزير النقل الدكتور ابراهيم الدميري، وتابع الأنباء عن الطائرة من غرفة العمليات الخاصة بالشركة مع المهندس ريان. وأجرى الرئيس حسني مبارك اتصالات مع غرفة العمليات وطلب من المسؤولين قائمة بجنسيات ركاب الطائرة المصرية واستفسر عن تطورات الحادث، وضمت لائحة طاقم الطائرة كلا من: أحمد الحبشي قائد الطائرة، ورؤوف عزالدين مساعد وعادل أنور مساعد وحاتم رشدي قائد احتياطي وجمال البيطاش مساعد احتياطي، في حين تألف فريق الضيافة من كل من: فاروق إبراهيم، ونعمة رياض جرجس، ومها أحمد وجانيت صادق، وأمل سيد إبراهيم وحسن فاروق وهشام العوضي ومحمد جلال ومها المحروقي وعادل ريان.