سان فرنسيسكو - رويترز - يقول علماء أميركيون ان الزلزال الذي ضرب تركيا الجمعة الماضي زودهم بأدلة جديدة على وجود ظاهرة "الدومينو" في الصدع الأرضي شمال الأناضول وهي شبكة من الضغوط السيزيمية تشكل تهديداً بطيئاً على المدى الطويل لاسطنبول. وأكد علماء في الجيوفيزيقا ان الزلزال الأخير كان بعيداً عن اسطنبول بدرجة كافية فلم يكن له تأثير مباشر في تلك المدينة التاريخية التي تستضيف هذا الشهر مؤتمر قمة الأمن الأوروبي. ولكن العلماء يقولون ان النشاط السيزيمي المستمر في هذا الصدع يعكس تزايد ضغوط القشرة الأرضية ويحتمل ان تضرب يوما ما عاصمة تركيا التجارية. وقال نافي تكسوز من معهد التكنولوجيا في ماساتشوستس "لا أرى خطراً مباشراً يهدد اسطنبول خلال أيام او أسابيع أو حتى شهور. ولكن للأسف لا نستطيع ان نقول هذا على المدى البعيد. أعتقد انه خلال سنوات ولنقل 30 عاماً يحتمل حدوث زلزال كبير". وكانت قوة هزة الجمعة 2.7 على مقياس ريختر دمرت المنازل في اقليم بولو شمال غربي تركيا حيث بلغ عدد القتلى أكثر من 547 والجرحى حوالى 3299. وجاءت الكارثة بعد أقل من ثلاثة أشهر من زلزال قوته 4ر7 حدث في 17 آب أغسطس وسوى آلاف المنازل بالأرض وقتل 17 ألف شخص في المنطقة المحيطة بمدينة ازميت. ويعزو العلماء الزلزالين الى تحول في ضغوط القشرة الأرضية في صدع شمال الأناضول الذي يخترق الجزء الشمالي من تركيا قبل ان يمتد الى قاع بحر مرمرة على مسافة 25 كيلومتراً جنوباسطنبول التي تضم عشرة ملايين نسمة. وآخر زلزال قوي ضرب وسط اسطنبول حدث عام 1894 وقبله في عام 1766. وقال روس شتاين العالم في هيئة المساحة الجيولوجية في الولاياتالمتحدة الذي وضع دراسات مستفيضة حول صدع شمال الأناضول انه يمكن استبعاد أي خطر عاجل يهدد اسطنبول. وأضاف: "نعرف ان زلازل قوية ومدمرة ضربت اسطنبول كل 150 عاماً. ولكن يوجد تباين كبير في هذا. في اعتقادنا ان زالزال 12 تشرين الثاني نوفمبر لا يزيد من احتمالات حدوث تمزق في القشرة الأرضية قرب اسطنبول. ولكن لا تزال الضغوط الأرضية قوية ومعدلات عالية من الهزات موجودة في قرب اسطنبول". وزادت الضغوط بحدوث زلزال 17 آب أغسطس وهو واحد من سلسلة من عشر هزات عنيفة في صدع شمال الأناضول حدثت منذ 1939 عندما قتل زلزال مدمر حوالى 30 ألف شخص في مدينة ارزنزان الشرقية. وعلى رغم ان زلزالا عنيفا تحت بحر مرمرة يمكن ان يحدث أضرارا جسيمة باسطنبول الا ان علماء يقولون ان هناك عوامل مخففة. المدينة مبنية على أرض مستقرة تمنع حدوث تموجات في التربة. كما انها بعيدة عن الصدع بمسافة 25 كيلومتراً. وعلى رغم انها ليست مسافة كبيرة الا ان خبراء يقولون انها كافية لحماية اسطنبول من أكثر الهزات تدميراً.