قال الخبير في مرصد علوم الارض في ستراسبورغ مصطفى مجهراوي لوكالة فرانس برس أمس الخميس ان الهزة الارضية التي ضربت الجزائر الاربعاء وقعت في منطقة نشاط زلزالي. وردا على سؤال حول ما اذا كانت المنطقة التي وقع بها الزلزال اكثر عرضة من غيرها لهزات ارضية قال هذا الخبير ان منطقة شمال افريقيا تعتبر كلها منطقة نشاط زلزالي. لقد وقعت هزات ارضية قوية على امتداد ساحل شمال افريقيا لان هذه المنطقة تقع ببساطة على الخط الفاصل بين شريحيتين للقشرة الارضية، شريحة افريقيا وشريحة اوروبا . واوضح ان هناك حركة دائمة بين افريقيا واوروبا وعند الحدود بين القارتين تقع نقطة التلاقي بين الحركة الاتية من الجنوب وتلك المتجهة الى الشمال . وتابع انه عندما تمتد هذه الظاهرة عبر الزمن يحدث تراكم للضغوط على بعض المناطق وهي ما نسميها التصدعات ومن وقت الى اخر تتسبب هذه التصدعات في زلازل قوية . واضاف الخبير ان الجزائر شهدت هزات ارضية عدة خلال القرن الماضي وكانت المغرب وتونس اقل عرضة للهزات ولكن ذلك يعود فقط على الارجح الى توزيع الزلازل عبر الزمن وخلال بضع سنوات قد تضرب الزلازل مناطق اخرى واقعة على طول الخط الفاصل بين الشريحيتين اي جنوبايطاليا وشمال تونسوالجزائر والمغرب وجنوباسبانياوجنوبالبرتغال ايضا. واوضح مجهراوي ان زلزال الجزائر يمكن تصنيفه ما بين الهزات الارضية المتوسطة والقوية مؤكدا ان عدد ضحايا الزلازل يتوقف بشكل عام على عدة عوامل هي الكثافة السكانية ونوعية المباني وطبيعة الارض. وقال ان المباني المقامة فوق ارض طينية مشبعة بالمياه تنهار بالتأكيد مع وقوع اي هزة حتى لو كانت ضعيفة وفي الجزائر العاصمة الاراضي صخرية ولكن بمجرد ان نتجه شرقا نجد مناطق مستنقعات". وردا على سؤال اخر حول ما اذا كان يمكن حدوث العديد من الهزات الارتدادية (هزات خفيفة) لزلزال الاربعاء قال الخبير في مرصد ستراسبورغ ان هزة ارضية بهذه الشدة يمكن ان تليها هزات ارتدادية لمدة شهرين او ثلاثة ولكن الاخطر ان صدعا يمكن ان يوقظ صدعا اخر لذلك ينبغي التزام الحذر الشديد .