سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللاجئون الفلسطينيون في مرحلة مفاوضات الحل النهائي - لتعامل السوري مع اللاجئين : مساواة كاملة لا تمس حق العودة ... والاجراءات التقشقية ل"اونروا" تضر المخيمات . نسبتهم لا تتجاوز 5.2 في المئة من التعداد السكاني 2 من 4
يختصر التعامل السوري على الصعيدين الرسمي والشعبي مع اللاجئين الفلسطينيين، النظرة السورية التي تقوم على اساس ان "فلسطين هي الجزء الجنوبي لسورية". وكانت السياسة السورية في التعامل مع الفلسطينيين لوجستياً وحقوقياً تقوم على ايجاد الحلول لمعادلة هي: الحقوق الكاملة والمساواة مع المواطنين السوريين مع التمسك بحق العودة ورفض التوطين. وعلى رغم ان نسبة الفلسطينيين لا تتجاوز ال5.2 في المئة من عدد السكان في سورية، فإن السوريين لم يكونوا أقل من اللبنانيين رفضاً للتوطين والمشاريع التي طرحت في هذا الاطار، بدءاً من مطلع الخمسينات عندما طرح مشروع توطين الفلسطينيين في شمال شرقي سورية، وانتهاءً بالمشروع الذي يتحدث عنه نائب الرئيس عبدالحليم خدام، من ان خطة "الحركة الصهيونية" تضمن توطين الفلسطينيين في شمال العراق في اطار خطة أميركية - إسرائىلية أشمل عن مستقبل العراق. ويتمسك السوريون بأن يكون حق العودة وفق القرار194هو إطار حل مشكلة اللاجئين رافضين التوطين لتقوية الموقف السياسي الفلسطيني - العربي، على رغم الخلاف مع المفاوض الفلسطيني على إدارة العملية منذ توقيع اتفاق اوسلو في العام 1993. عليه، فإن دمشق تحمل الدول الراعية لعملية السلام وكندا رئيسة لجنة اللاجئين في المفاوضات المتعددة الاطراف تقاطعها دمشق وبيروت مسؤولية ايجاد "حل عادل" لهذه المشكلة. والموقف السياسي السوري القائم على التعامل بالمساواة مع الفلسطينين من دون توطينهم، يجد انعكاساً له في ارض الواقع ومخيمات الفلسطينيين المنتشرة في معظم الاراضي السورية وخصوصاً في المنطقة الجنوبية التي تمثل الحدود الشماليةلفلسطين. إذ يعامل الفلسطيني حامل الجواز السوري معاملة المواطن من حيث السفر ذهاباً واياباً وتجديد الجواز، بينما أصبح حامل الوثيقة المصرية من غزة بعد اتفاق اوسلو في حاجة إلى موافقة مسبقة للدخول الى سورية مثل حامل الجواز الأردني - الفلسطيني الصالح لمدة سنتين الذي تدبر دخوله المنظمات الفلسطينية. ولا ينطبق ذلك على حامل الجواز لمدة ست سنوات، كما ان السلطات السورية تسمح للطلاب من الضفة الغربية وقطاع غزة الدخول بموافقة رسمية. مخيمات حلب يعيش في حلب 27500 لاجئ منهم 20500 شخص يعيشون في المخيمات و5900 يقيمون في حلب وحوالي 1242شخصاً يقيمون في اماكن اخرى في هذه المحافظة. وهناك 810 عائلات فقيرة. ويقيم نحو 16 الفاً على مساحة 148 الف متر مربع في مخيم "عين التل" على بعد 13 كيلومتراً شمال شرقي حلب، ويسكن فيه نحو 3500 شخص من لاجئي سورية في هذا المخيم الذي اسس العام 1962، وهو لا يستفيد من كل خدمات "اونروا" لأنه غير رسمي علماً انه غير مرتبط بشبكة الصرف الصحي الرئيسية. ويعتبر مخيم "النيرب" اكبر مخيم رسمي في سورية والأكثر ازدحاماً، ومعظم اللاجئين من منطقة حيفا وعدد صغير من منطقة طبريا. واقيم المخيم في منطقة زراعية قريبة من مطار حلب ويضم بين 15و 20 ألف سوري يقيمون في القرى المجاورة للمخيم. وكان اقيم بعد العام 1948 على البرّاكات التي استخدمها الجيش الفرنسي قبل سنوات، وهي لا تزال قائمة حتى الآن وتشكل العمود الفقري لبناء المخيم. وهناك العديد من المنازل التي تعاني من الرطوبة والحرارة. وهناك الف عائلة لا تزال تقيم في هذه البرّكات. وقال مسؤولون ان مشروع اعادة ترميمها "من الاولويات الرئيسية للاونروا"، بعدما انتهت أخيراً من تنفيذ مشروع صرف صحي لتعبيد شارع موّلته الولاياتالمتحدة. تدير الوكالة الدولية ثماني مدارس في حلب 2 في عين التل و6 في النيرب. وهناك مدرستان حكوميتان قرب مخيم "النيرب". وتقع أقرب مدرسة ثانوية تخدم "عين التل" في مدينة حلب، وعدد المدرسين والطلاب في مدارس "عين التل" اقل، في حين ان نسب النجاح اعلى من مخيم "النيرب" إذ تبلغ 80 في المئة. ويضم هذا المخيم حضانة، لكن تشقق السقف دفع "اونروا" الى اغلاقها ريثما يتم اصلاحها. وتدير الحكومة السورية حضانة خارج "عين التل"، ولا يوجد مركز للمعاقين في كلا المخيمين بعدما اغلقت واحدة في "النيرب" لنقص المصادر التمويلية. ويقوم "مركز تأهيل المرأة" في "النيرب" بتعليم الخياطة والتطريز وحلاقة الشعر ودورات الكومبيوتر، بينما لا يتمتع "عين التل" بهذه التسهيلات. وتدير "اونروا" مركزاً صحياً بدوام كامل في "النيرب" وبدوام جزئي في "عين التل" وهناك مستشفى حكومي واحد. وتنتشرالبطالة بنسبة عالية، بينما معظم الموظفين يعمل في القطاع الحكومي وتحديداً، يعمل شبان "النيرب" كعمال يوميين في البناء بعيداً عن الزراعة على رغم ان ارضهم زراعية. اما في "عين التل" فغالبية اللاجئين يعملون في حقل التعليم او القطاع العام. وأبلغ أهالي "عين التل" معدّي التقرير ان "الهم الرئيسي" الذي يواجهونه هو "نقص شبكة الصرف الصحي" ذلك ان الصرف الصحي لا يزال يتم من خلال خندق مفتوح ما يؤثر على صحة اللاجئين. وتقوم الوكالة بإعداد مشروع صرف صحي لهذه المنطقة، كما يشكو السكان من صعوبة ارسال اولادهم الى المدرسة لأن الباصات لا تأتي إلى المخيم من الطريق العام ولا توجد باحة للعب الاولاد. أما "الهم الرئيسي" في "النيرب"، فهو إعادة ترميم المساكن لأن حال البرّاكات تعيسة جداً. وقال الخبراء :"كل الذين تحدثنا اليهم ارتأوا ان تكون اعادة ترميم هذه البرّاكات من الأولويات الرئيسية". وأشار الأطباء الى ان سكان "النيرب" يعانون من أمراض السكري مشددين على ضرورة تأمين سيارات اسعاف لا سيما ان اقرب مستشفى تبعد 8 كيلومترات عن المخيم. وجاء في التقرير ان وجهاء المخيم اصروا على حق العودة ك"حل رئيسي لمشكلتهم". ونقل عن ممثل حزب "البعث" الحاكم في سورية منذ العام 1963، ان اللاجئين الفلسطينيين "يريدون السلام العادل وفقاً للقرارات الدولية بما فيها قرار الجمعية العامة 194"، وانهم "لن يقبلوا بالمساعدات الانسانية كبديل لحقوقهم السياسية، لذلك ريثما يتم ايجاد حل عادل فإن اللاجئين في حاجة لتحسين أوضاعهم ويحتاجون الى مساعدة دولية كي يصلوا الى هذا الحل". مخيمات الوسط يعتبر مخيم مدينة حمص ثالث أكبر مخيم في سورية، إذ يضم 12500 لاجئ وانشئ عام 1948 على مساحة 150 ألف متر مربع على برّاكات عسكرية قديمة. ومعظم اللاجئين فيه جاؤوا من صفد حيفا طبريا وعكا، ويضم 582 عائلة ذات وضع صعب. كما يقيم خمسة آلاف لاجئ خارج المخيم في مدينة حمص او المنطقة المجاورة. واقيمت في المخيم ست مدارس تابعة ل"اونروا" تخدم 2602 طالب، وسجلت نسبة النجاح فيها في العام الماضي 95 في المئة، وهي ثاني اعلى نسبة في سورية. وفي المخيم حضانة وثلاث رياض ومركز تأهيل نسوي لتعليم التطريز والحلاقة، وكلها في حاجة لإعادة ترميم ومساحة اكبر. وهناك مركز للمعاقين وعيادة صحية ومستشفى قيد الترميم ومستشفيان حكوميان وآخر خاص. كما يضم جمعية خيرية تقدم المساعدات المالية ل180 عائلة بما في ذلك العلاج الطبي والأدوية المدرسية. أما مخيم مدينة حماة، فيضم ثمانية آلاف لاجئ اضافة الى 600 في باقي المدينة. ويعتبر المخيم فقيراً في نشاطه الاقتصادي، والعمل الرئيسي فيه هو البناء الموسمي وتبلغ نسبة البطالة 70 في المئة. هو يضم أربع مدارس تابعة ل"اونروا" تعمل بدوامين وتخدم 1300 طالب، إضافة إلى مدرستين حكوميتين قريباً منه، وتسجل هذه المدارس اعلى نسبة نجاح في البلاد قدرها 100 في المئة. اجتماعياً، اقيم في المخيم مركز لتأهيل النساء وآخر للمعاقين من دون ان يضم روضة للاطفال. وفيما يضم مركزاً صحياً بدوام، فإن اقرب مستشفى بالنسبة للاجئين تبعد 50 كيلومتراً وهو يقع في مدينة حمص. وطالب فلسطينيون في المخيم برفع مستوى المعيشة لعدد من العائلات الفقيرة، اذ هناك تسع عائلات فقيرة ولا تستلم الاعاشات بسبب السقف الذي فرضته الاجراءات التقشفية ل"اونروا". ويقيم في اللاذقية 8058 لاجئاً منهم 6500 في المخيم والباقي في طرطوس وبانياس، ذلك ان معظم اللاجئين جاؤوا من المدن الساحلية الفلسطينية مثل حيفا ويافا. ولاحظ الخبراء الكنديون وجود 165 حالة عسر شديد وارتفاع نسبة بطالة عالية وتركيز العمل في صيد السمك الموسمي والبناء. ويوجد في مخيم اللاذقية اربع مدارس بدوامين، يخدم 1500 طالب اضافة الى مدرسة سورية ثانوية بمعدل نجاح قدره 100 في المئة. واقيم في المخيم "مركز تأهيل المرأة" مولته حديثاً الحكومة الالمانية ويقدم دورات تدريبية، وروضة اطفال تضم 37 طفلاً تستخدم مساءً لمحو الامية. يذكر ان هذا المخيم ليس رسمياً، لذلك لا يحصل على خدمات "اونروا" مثل الصرف الصحي وتعبيد الشوارع. ويضع الناس في رأس الأولويات إعادة ترميم الملاجئ وتعبيد الطرقات والصرف الصحي الذي يصب مباشرة في البحر قرب المدارس. مخيمات دمشق وتضم منطقة دمشق مخيمات "اليرموك" و"خان دنون" و"السبينة" و"خان الشيخ" و"جرمانا" و"قبر السيدة زينت" و"الحسينية"، ويعيش فيها نحو 260 ألف لاجئ ذلك ان اكبرها وهو "اليرموك" يضم نحو 90 ألفاً مسجلاً ونحو 20 ألفاً غير مسجلين. ويضم "جرمانا" الفرعي 24 ألفاً، و"خان دنون" 6700 لاجئ و1200 في "السبينة" و15 ألفاً في "السيدة زينب" و16 الفاً في "خان الشيخ" و11400 في "الحسينية". وهناك 3436 عائلة ذات حالة عسر شديد في هذه المنطقة 1244 في اليرموك و 722 في جرمانا و310 في خان دنون و307 في السبينة و410 في السيدة زينب و310 في خان الشيخ و133في الحسنية. ولا يعتبر"اليرموك" رسمياً حسب تعريف "اونروا"، مع انه يضم اكبر تمركز للاجئين في الشرق الاوسط كما انه يضم مراكز اقتصادية مهمة بسبب استقباله للذين كانوا يعملون في الخليج بعد حرب الخليج. وجاء في التقرير الكندي ان المخيم "تجمع مزدهر في سورية وهو المحور الاقتصادي والسياسي بالنسبة اللاجئين الفلسطينيين، وفيه نسبة بطالة منخفضة ونسبة أمية منخفضة 20 في المئة، ويعمل عدد من اللاجئين في قطاع الخدمات مثل التعليم والخدمات الحكومية. ويدير عدد منهم اعمالاً تجارية او يعملون لدى مؤسسات خاصة في الجوار"، علماً انه يبعد ثماني كيلومترات من مركز المدينة، الأمر الذي يسهل الحصول على عمل خارج المخيم. يذكر ان رئىس المجلس البلدي ومعظم اعضائه فلسطينيون مع ان غالبية سكان "اليرموك" سوريون. وتدير الوكالة الدولية فيه 28 مدرسة و 14 مدرسة بدوام الفترتين ويعمل في هذه المدارس 600 مدرس لتعليم 23 الف طالب. وهناك عدد من المدارس الحكومية في المنطقة، ومركزان لتأهيل المرأة تابعان ل"اونروا" ورياض اطفال خاصة. كما يضم عدداً من المراكز الصحية منها اثنان ل"اونروا" وستين سريراً في المستشفى الملحق بالعيادة السنية، وصيدلية خاصة لتزويد مؤسساته بالادوية بسعر رخيص. وفي المخيم ايضاً "مستشفى جيش التحرير الفلسطيني" وفيه 28 سريراً، وآخر حكومي يبعد ستة كيلومترات، وهو مجاني. وتدير "الجمعية الخيرية الفلسطينية" التي أنشئت عام 1960 مستشفى يحتوي على 20 سريراً في اليرموك، بتمويل من اغنياء محليين وتقدم المساعدة ل7000 عائلة محتاجة من سوريين وفلسطينيين. واُنشئ مخيم "جرمانا" في العام 1948 على مساحة 30 ألف متر مربع. ويقسم الى قسمين:رسمي يضم ثمانية آلاف لاجئ، وغير رسمي خارج حدود المخيم يعيش فيه 16 الفاً وهو يبعد ثمانية كيلومترات عن دمشق بداية الطريق العام للمطار الدولي. وجاء معظم السكان من وادي حولة في طبريا، وهناك ستة آلاف عائلة نازحة من مرتفعات الجولان بعد حرب 1967. وقدرت "اونروا" و"مؤسسة اللاجئين" نسبة البطالة في هذا المخيم بنحو 50 في المئة. وهناك 722 عائلة ذات عسر شديد. ويعمل معظم الرجال في البناء او نادلين في المطاعم. صحياً، اقامت "اونروا" عيادة طبية في المخيم اضافة الى مستشفى حكومي سوري يبعد خمسة كيلومترات. وهناك عدد كثير من المدراس تستقبل 3666 طالباً، علماً ان نسبة الامية تبلغ 30 في المئة، خصوصاً بين النساء والمسنين. وتسجل الأرقام ان 10 في المئة من الفتيات تتركن المدارس باستثناء التعليم الالزامي، ووجود مركز لتدريب النساء وروضة لاستقبال 160 طفلاً. وكان خمسة آلاف شخص انتقلوا الى مشروع اقامته الحكومة في "الحسينية" بعد توسيع الطريق العام. ويطالب السكان بالتدخل لحل مشكلة البطالة بخلق فرص عمل جديدة. ويقع "خان دنون" على بعد 23 كيلومتراً جنوبدمشق، وانشئ في عام 1950 على مساحة 255 ألف متر مربع على ارض زراعية طبعت سكانها بهذا النشاط في حين يعمل 30 في المئة منهم في المصانع القريبة. وقدرت مصادر "مؤسسة اللاجئين" البطالة بنسبة 50 في المئة، وتدير "اونروا" مدرستين تضمان 1574 طالباً علماً ان نسبة الامية هي 40 في المئة، ومركزاً صحياً. وعلى بعد 15 كيلومتراً في جنوبدمشق، اقيم قرب قبر السيدة زينب بعد العام 1967 يضم 15 ألفاً على مساحة 23 ألف متر مربع، الأمر الذي يجعل كثافة السكان فيه عالية جداً ونسبة البطالة فيه اعلى نسبة في سورية وقدرها 70 في المئة. وبعد جولة الخبراء والمسؤولين الكنديين على هذه المخيمات، لاحظوا ان الفلسطينيين "لا يزالون يشعرون بالفخر بجنسيتهم الفلسطينية ومرتبطين بحقوقهم وخصوصاً حقهم في العودة" على رغم مرور أكثر من خمسين عاماً على قدومهم وتوافر حقوق جيدة لهم في سورية، لذلك فهم يقترحون "تزويد وكالة "اونروا" بالمصادر الوافية لتوفير المتطلبات الإنسانية التي تقع على عاتقها وتوفير برامج تعليمية وتوفير فرص عمل وتطوير المستوى الخدمي في المخيمات، من دون ان يكون بديلاً عن حقوقهم السياسية التي يتمسك الجميع فيها".