لم تتفق "جماعة الاخوان المسلمين" التي تقود وساطة بين "حركة المقاومة الاسلامية" حماس والحكومة الاردنية في لقائها امس مع رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين إلا على "حسم مصير الوساطة في لقاء أخير سيتم خلال الايام الاربعة المقبلة". وحسب مصادر رسمية و"اخوانية" فإن الحكومة تمسكت في اللقاء الذي استمر زهاء ساعة ونصف ساعة ب "شروطها السابقة ولم تقدم أي تنازلات". وتتلخص شروط الحكومة بتجريد قادة حماس من مواقعهم التنظيمية إذا رغبوا في البقاء مواطنيين اردنيين أو خروجهم من الاردن إذا تمسكوا بمواقعهم ، وهو ما اعتبره "الاخوان" و "حماس" "إبعاداً غير مقبول دستورياً أو سياسياً". وقال نائب رئيس الوزراء الاردني وزير الاعلام ايمن المجالي ل "الحياة" ان الحكومة "لم تغير شروطها منذ بدء الوساطة" نافياَ "حصول تقدّم" خلال لقاء اول من امس. واعتبر ان اللقاء المقبل الذي سيتم في غضون الايام المقبلة سيكون "اللقاء الاخير" مع قيادة الاخوان. وحضر لقاء اول من امس من جانب الحكومة رئيس الوزراء عبدالرؤوف الروابدة ومستشار الملك عبدالله مدير المخابرات العامة سميح البطيخي ووزيرا الاعلام والداخلية، وحضره من "الاخوان" المراقب العام للجماعة عبدالمجيد ذنيبات والامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي عبداللطيف عربيات وعضوا المكتب التنفيدي سالم الفلاحات وجميل ابو بكر. من جانبه، اعتبر الناطق باسم "الاخوان" جميل ابو بكر ان القرار النهائي بوقف الوساطة أو استمرارها يعود إلى "الاخوان في حماس"، مشيراً الي ان قيادة الجماعة عندما قبلت بدور "الوسيط" كانت تسعى إلى "احتواء الازمة على رغم معارضة قواعد الجماعة لهذا الدور". ويتفق ابو بكر مع المسؤولين الرسميين على ان اللقاء الاخير لم يسفر عن "أي تقدم" وان اللقاء المقبل "سيكون الاخير". وفي حال فشل الوساطة، كما ترجح مصادر سياسية، فإن الازمة ستتصاعد لتشمل "الاخوان" الذين سينحازون إلى "حماس" بعد فشلهم بدور الوسيط. وكان الاسبوع الماضي شهد تصعيداً للازمة عندما اعتقلت الاجهزة الامنية عضو المكتب السياسي في "حماس" عزت الرشق الذي كانت صدرت بحقه مذكرة جلب واعتقلت بعدها مرافقين له. وتتفاوت تقديرات تصعيد الازمة حسب مصادر سياسية بين استمرار المحاكمة وصدور احكام قاسية وبين الابعاد من عمان فيما سيكون "الاخوان" في قلب الازمة إذ تعتبر "حماس" امتداداً عضوياً لهم. لكن المسؤولين الحكوميين، ومن بينهم رئيس الوزراء، يصرّون على فصل التحالف التقليدي مع "الاخوان" الذي امتد لأكثر من خمسة عقود، عن الازمة مع "حماس" التي مضى عليها شهران ونصف الشهر. إلى ذلك ، قالت والدة عضو المكتب السياسي ل "حماس" عزت الرشق انها تمكنت بعد محاولات كثيرة من زيارة ابنها الموقوف في سجن الجويدة "هي ووالده وحدهما". واوضحت في اتصال مع "الحياة" ان ابنها موقوف في زنزانة انفرادية و بدت عليه آثار تعذيب شديد. فيما منعت هيئة الدفاع من مقابلته. لكن المصادر الرسمية تنفي تعرض أي معتقل للتعذيب. وتؤكد "المعاملة الانسانية اللائقة لجميع السجناء".