أكد رئيس الحكومة الروسية استعداد موسكو للحل السياسي مع الشيشانيين و"لكن ليس مع الذين مثّلوا بجثث مواطنين روس"، وتعهد بزيادة المساعدات للنازحين، فيما اطبقت القوات الفيديرالية على معقلين مهمين للمقاتلين الشيشانيين، ودمرت عدداً من مراكزهم في غروزني. ولمح رئيس البرلمان الروسي إلى احتمال صدور عفو عن المقاتلين "غير الضالعين في أعمال الارهاب". وفي لفتة ترمز إلى الاعتدال، قال فلاديمير بوتين رئيس الحكومة في مكالمة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس السبت إن روسيا "مستعدة للحل السياسي لأزمة الشيشان، ولكن ليس مع أولئك الذين مثّلوا بجثث مواطنينا". وأضاف ان الحكومة تنظر إلى النازحين الشيشانيين كمواطنين، وترى من واجبها تقديم مزيد من المساعدة والدعم لهم. وتابع ان موسكو "منفتحة" على التعامل مع المجتمع الدولي حول الموضوع. وقالت مصادر ديبلوماسية روسية إن موسكو موافقة من حيث المبدأ على زيارة مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين سادغو اوغاتو إلى شمال القوقاز لمناقشة المساعدات الانسانية. وعلى الصعيد الميداني أكملت القوات الروسية عملية تمشيط ثاني مدينة شيشانية بعدما دخلتها الجمعة الماضي. وعلى صعيد آخر، اقتربت القوات الروسية من مدينة اوروس هارتان غرب غروزني، وتعتبر معقلاً مهماً للقادة الميدانيين "المتشددين"، كما حاصرت مدينة ارغون الواقعة على بعد 15 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة الشيشانية. وأفاد مراسلون شيشانيون من غروزني ان مباني عدة، منها مراكز للقيادات العسكرية، دمرت بالقصف الجوي والمدفعي الروسي. وصرح عمر خانبايف وزير الصحة الشيشاني ان حصيلة القصف خلال اليومين الماضيين تجاوزت 100 قتيل. من جهته، أعلن رئيس مجلس الدوما غينادي سيليزنيوف ان البرلمان قد يصدر عفواً يشمل المقاتلين الشيشانيين، خصوصاً المراهقين والأحداث منهم، الذين لم يشاركوا بأعمال القتل والارهاب، ولم يشاركوا في المواجهات مع القوات الروسية. وأيد رئيس البرلمان الروسي الاقتراح الذي تقدم به سياسيون روس لجعل مدينة كوديرميس عاصمة لجمهورية الشيشان، وطالب بنقل النازحين من الخيام التي لا تقي البرد إلى مساكن موقتة أخرى أفضل للاقامة وقت الشتاء.