باندا اندونيسيا - رويترز - حذر أحد أكثر السياسيين نفوذاً في اندونيسيا من أن بلاده ستتفتت اذا سمح لاقليم آتشي بالاستقلال. وقال امين رئيس لدى وصوله الى باندا عاصمة الاقليم ان الاستقلال سيؤدي الى تفتيت اندونيسيا "من دون شك". وتزايدت الضغوط في الاقليم الغني بالموارد الطبيعية للانفصال عن حكم جاكارتا التي ينحى عليها باللائمة في نهب الثروات وارهاب السكان خلال حملة قمع عسكري ضد الانفصاليين قتل خلالها الآلاف أو اختفوا. وقال رئيس ان الوقت ينفد بسرعة لحل هذا الأمر. وأضاف في وقت لاحق في المسجد الرئيسي في باندا خلال صلاة الجمعة انه لن يحاول ان يملي على سكان آتشي ما يتعين عليهم عمله لتحديد مستقبلهم. وتابع "أتمنى أن نحاول جميعاً ايجاد حل لهذا الأمر". وأعلن الجيش سحب 600 جندي من الاقليم أمس، تمشياً مع تعهد حكومي بسحب جميع الجنود من غير ابناء الاقليم في محاولة لنزع فتيل الأزمة. وتمثل مطالب اتشي المتزايدة بالاستقلال أول أزمة لحكومة الرئيس عبدالرحمن وحيد، وتجمع اكثر من نصف مليون شخص في باندا الاثنين مطالبين باجراء استفتاء على الاستقلال. وعرضت حكومة وحيد تقديم تنازلات في محاولة لتهدئة الأمور من خلال منح الاقليم حكماً ذاتياً خاصاً وقدراً أكبر من العائدات من ثروته الطبيعية الضخمة. وقال وحيد أيضاً انه يؤيد مبدأ الاستفتاء. ولكن القوات المسلحة الاندونيسية ومعظم اعضاء الحكومة ما زالوا يعارضون بشدة مثل هذه الخطوة ويقول محللون ان من غير المرجح ان يوافق وحيد على استفتاء اذا لم يشعر انه واثق من أنه سيسفر عن هزيمة الانفصاليين. من جهة أخرى اعلن مسؤولون اميركيون ان الرئيس بيل كلينتون سيجتمع مع وحيد الذي يزور واشنطن لاجراء فحوصات طبية. ووصف مسؤولون اميركيون الاجتماع بأنه لقاء للاطلاع وفرصة لتهنئة وحيد على انتخابه. وقال مسؤول اميركي طلب عدم نشر اسمه ان "اندونيسيا بلد مهم جداً نريد مساعدته على التحرك قدماً الى الأمام في ما يتعلق بالديموقراطية والاصلاحات الاقتصادية". ومن المقرر أيضاً ان تشارك مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية في الاجتماع. وعلقت الولاياتالمتحدة قبل شهرين العلاقات العسكرية مع جاكارتا وأوقفت بيعها أسلحة بسبب دعم القوات المسلحة أعمال العنف التي كانت تقوم بها الميليشيات المعارضة للاستقلال في اقليم تيمور الشرقية. وقال المسؤول "اعتقد ان الرئيس يتطلع الى تحسين العلاقات الآن بعدما شهدنا تحقيق تقدم في تيمور الشرقية".