أعلنت حكومة الجبل الاسود انها ستختار الانفصال عن الاتحاد اليوغوسلافي اذا تجاهل الصرب سعيها الى مزيد من الحكم الذاتي. وقال رئيس جمهورية الجبل الاسود ميلو جوكانوفيتش في تصريح الى محطة اذاعية مستقلة في بلغراد امس انه على رغم احتمالات الحرب الاهلية وكل الضغوط الاوروبية والغربية للبقاء في الاتحاد اليوغوسلافي فانه "مصرّ على خيار الانفصال اذا بقي الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش في السلطة". واوضح ان هدفه الاساسي يتركز على حماية مصلحة الجبل الاسود التي يعرقلها ميلوشيفيتش في مجالات "تأمين حدود مقبولة ومعقولة من الديموقراطية وتوفير التقدم الاقتصادي واقامة علاقات جيدة مع المجتمع الدولي واحترام قرارات المنظمات العالمية". وحمل جوكانوفيتش السلطة في بلغراد مسؤولية الاخطار المحدقة بمستقبل يوغوسلافيا كدولة تضم صربيا والجبل الاسود، واشار الى ان حكومته قدمت منذ ثلاثة اشهر اقتراحاً باعادة تنظيم العلاقات بين صربيا والجبل الاسود في اطار الاتحاد اليوغوسلافي لمنح بلاده مزيداً من الصلاحيات في ادارة امورها الداخلية وتوفير المساواة في الحقوق بين الجمهوريتين "من دون هيمنة التفوق السكاني الصربي". وذكّر بأن الاقتراح حذّر من ان تجاهل هذه المطالب سيقود الى خطوات نحو الانفصال "وللاسف لا يوجد حتى الآن اي جواب في شأن استعداد جدي من صربيا للموافقة على مطالب الجبل الاسود". وشدد على ان صربيا، اذا واصلت تجاهل حقوق الجبل الاسود او جاء ردها سلبياً، فلا مناص من المضي في خطنا الديموقراطي وسلوك السبيل الاستقلالي". واضاف رئيس الجبل الاسود انه ينبغي ان يكون واضحاً للمجتمع الدولي ان تحقيق الاستقرار في قلب منطقة البلقان "سيكون متعذراً بوجود الديكتاتورية ميليوشيفيتش فيه". وبرر المخاوف الاميركية والاوروبية من عودة ميلوشيفيتش الى شن حروب جديدة كتلك التي اشعلها في سلوفينيا وكرواتيا والبوسنة واخيراً كوسوفو "ولا يستبعد ان يكون الدور هذه المرة في الجبل الاسود". وكان جوكانوفيتش التقى وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الاسبوع الماضي ووعدته بتقديم مساعدات مقدارهاة 55 مليون دولار لدعم اقتصاد الجبل الاسود، لكنها اكدت ان الولاياتالمتحدة "تعتقد بأن على الجمهورية ان تبقى داخل اطار يوغوسلافيا. ومعلوم ان حكومة بلغراد فرضت حصاراً اقتصادياً شاملاً على الجبل الاسود رداً على قرار حكومته بتداول المارك الالماني كعملة محلية بسبب استمرار تدهور قيمة "الدينارا" اليوغوسلافية تجاه العملات الدولية. وأدت اجراءات بلغراد الى منع انتقال السلع، خصوصاً المواد الغذائية التي يعتمد الجبل الاسود في غالبيتها على صربيا.