بعض الكتاب والمعلقين السياسيين المدافعين عن "خيار" السلام و"فجله" اقاموا الدنيا ولم يجلسوها دفاعاً عن موريتانيا في اقامة علاقات ديبلوماسية كاملة مع اسرائيل، مشيرين الى ان الحديث عن التطبيع مع اسرائيل بلغة رافضة اصبح من مخلفات الماضي بعدما قرر الفلسطينيون الاعتراف بالدولة العبرية. نسي انصار السلام ان انتقاد الخطوة الموريتانية لم يكن هدفه التقليل من اهمية موريتانيا او التدخل في سياستها، او عرقلة السلام والتشبث بمخلفات الماضي وعصر اللاءات ورمي اسرائيل في البحر... وانما كان مجرد محاولة لوقف التهافت غير المطلوب على التطبيع من بعض الدول العربية في هذه المرحلة، خصوصاً الدول البعيدة سياسياً وجغرافياً عن فلسطينالمحتلة. الخطوة الموريتانية، وقبلها الخطوات العمانية والقطرية، فضلاً عن المصافحات التي اقدم عليها بعض قادة الدول العربية، يمكن ان يُنظر اليها على انها عمل ضد الشعب الفلسطيني. فالمفاوض الفلسطيني لن يكون بإمكانه بعد الآن ان "يلعب" بورقة التطبيع مع البلاد العربية التي لم يشملها مشروع السلام في شكل مباشر. أما تبرير الخطوة الموريتانية بأنها رد على التجاهل الذي تعانيه نواكشوط من العالم العربي وخطوة واقعية في سبيل دعم الاوضاع الاقتصادية المتردية في موريتانيا فهو عذر اقبح من فعل. ان التنازلات التي تقدمها السلطة الفلسطينية في مفاوضاتها مع العدو الإسرائيلي يجب ألا تُبحث بمعزل عن التنازلات المجانية التي يقدمها بعض الأنظمة العربية، وكان آخرها موقف نواكشوط العجيب.