ذكرت مصادر وزارة العدل الاميركية، امس، انه لن يتم ابعاد هاني الصايغ المشتبه بتورطه في حادث تفجير الخبر في المملكة العربية السعودية قبل بت طلب الاستئناف الذي قدمه محاموه، وردت طهران بعنف على اعلان وزارة الخارجية الأميركية ان الولاياتالمتحدة تحقق في "معلومات" عن احتمال ضلوع ايران في تفجير الخُبر، وكررت نفي أي علاقة لها بالحادث. وكان محامو الصايغ تقدموا في اليومين الماضيين بطلبين طارئين الى المحكمة لوقف قرار ترحيله الى المملكة العربية السعودية على اساس "عدم وجود ادلة اميركية تثبت تورطه ولضمان حسن معاملته". وقال علي عباس، الذي افاد انه ينطق باسم الصايغ وعائلته، في اتصال هاتفي مع "الحياة" ان احد المحامين وهو فرنسيس كارتر ابلغه "ان حظ المشتبه به في ان تكسر المحكمة قرار وزيرة العدل جانيت رينو بترحيله، ضعيف خصوصاً اذا لم يدل بمعلومات جديدة". يذكر ان الصايغ المحتجز حالياً في سجن فيديرالي في مدينة اتلانتا ولاية جورجيا كان تراجع عن صفقة عقدها مع وزارة العدل للكشف عما يعرف عن حادث التفجير. ولم يكن معروفاً امس ما اذا كانت المحكمة الفيديرالية المشكلة من ثلاثة قضاة ستتخذ سريعاً قرارها في استئناف الصايغ علماً بأنه رفض مجدداً طلب المحامين تقديم معلومات جديدة ونفى ان يكون متورطاً بالحادث. وقال عباس ان حجة المحامين بعدم توافر الأدلة لدى الادارة ضعيفة الى حد ما في هذه الحالة اذ ان وزارة العدل تستطيع بموجب قوانين مكافحة الارهاب الجديدة تقديم معلومات سرية الى محكمة الاستئناف من دون ان يتمكن المحامون من الاطلاع عليها او تحديها. ومعلوم ان وزارة العدل ذكرت لدى صدور قرار الابعاد انها لا تملك الأدلة الكافية لادانة الصايغ اذا طلبت محاكمته في الولاياتالمتحدة علماً بأن في استطاعة الوزارة ان تقدم ادلة سرية الى محكمة الاستئناف لطلب ترحيله. وكان الناطق باسم البيت الأبيض جو لوكهارت قال: "نؤيد قرار" الوزيرة رينو، وان التحقيقات في حادث تفجير الخبر مستمرة، وان وزارة العدل تعمل وتتشاور مع فريق الرئيس بيل كلنتون لشؤون الأمن القومي في القضية. ولاحظ لوكهارت ان الحكومة الاميركية اعطت الصايغ كل الفرص لتنفيذ الاتفاق الأول الذي عقده مع وزارة العدل وللتعاون مع التحقيق. وقال: "لقد خسر هذه الفرصة". من جهة اخرى اصدرت وزارة الخارجية تحذيراً الى المواطنين باعتماد الحرص في تنقلاتهم حول العالم تحسباً لامكان مواجهة اعمال ثأرية نتيجة إبعاد الصايغ. وكان الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي اكد امس ان بلاده "ليست لها اي علاقة بالحادث"، مشدداً على تمسك ايران بسياسة "ازالة التوتر وبناء الثقة مع دول المنطقة". واعتبر ان "طرح هذه المسائل القديمة والعارية عن الصحة يأتي لاشاعة الفرقة والإختلاف بين دول المنطقة"، داعياً الولاياتالمتحدة الى تجنب سياسة الترهيب والترغيب "إذا أرادت أن تحل مشاكلها مع ايران، لأن هذه السياسة لا يمكن أن تكلَّل بالنجاح". وكان وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي أكد أخيراً رفض بلاده طلب الرئيس بيل كلينتون في رسالته التي وجهها إلى الرئيس محمد خاتمي المساعدة في ملاحقة "متورطين بتفجير الخُبر"، وكرر أن لا علاقة لايران بالتفجير.وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن أكد مساء أول من أمس ان السلطات الأميركية تحقق في "معلومات عن تورط مواطنين سعوديين ومسؤولين في الحكومة الايرانية وآخرين" في حادث التفجير، وأضاف ان الادارة "لم تتوصل الى نتيجة نهائية حول ما اذا كانت الحكومة الايرانية قد أمرت بالهجوم". وقال روبن ان الولاياتالمتحدة سبق وبعثت برسائل الى الحكومة الايرانية خلال السنوات الماضية، وان معظم هذه الرسائل تركز على الارهاب "وقد نفت ايران اي تورط لها في حادث التفجير". وشدد على القول ان الادارة "ابلغت طهران بوضوح انه من غير الممكن رفع العقوبات الاميركية وتحسين العلاقات من دون تعاون ايران في مكافحة الارهاب"، وان "التعاون في هذا التحقيق سيشكل خطوة اولى مهمة وذات مغزى في هذا الاتجاه".