توقعت وسائل اعلام بريطانية ان يرتفع عدد ضحايا الاصطدام بين قطارين غرب لندن الى 90 قتيلا، فيما استأنف عمال الانقاذ انتشال جثث ركاب حوصروا في عربة محترقة. وثار جدل حول اسباب الحادث تركز على تجاهل سائقي القطارات اشارات المرور على السكة الحديد، بشكل متزايد. واستأنفت فرق الانقاذ امس عمليات البحث عن ضحايا حادث اصطدام قطارين قرب محطة بادينغتون المركزية غرب العاصمة اول من أمس. وسادت مخاوف من أن يرتفع بشكل كبير عدد القتلى البالغ حتى مساء اول من امس، 26 شخصا، فيما كان عدد غير محدد من الجثث لا يزال محتجزا داخل إحدى العربات المحطمة التي اشتعلت فيها النيران. وقالت مصادر طبية أن حوالي 160 شخصا أصيبوا في الحادث الذي يعتبر الاسوأ منذ عشر سنوات وأن 14 من المصابين يصارعون الموت. ونشرت صحيفة "تايمز" أن حصيلة القتلى قد تصل إلى تسعين، مع توقع انتشال 60 جثة من العربة الاكثر تضررا . وكان تم تعليق عمليات البحث عن ضحايا بعد انتشال 26 جثة مساء اول من أمس، لاسباب تقنية وامنية . واوضح احد المسؤولين أن المرور عبر عربات القطار في الظلام، يشكل خطرا كبيرا على عمال الانقاذ. وكان الحادث وقع في ساعة الازدحام صباح اول من أمس، عندما اصطدم قطارا ركاب ببعضهما البعض وشبت فيهما النيران.ويشبه هذا الحادث إلى حد كبير، كارثة القطارات في منطقة ساوثهول اللندنية التي قتل فيها سبعة أشخاص على الخط نفسه في أيلول سبتمبر 1997. تجاهل الاشارات وتواصلت التحقيقات امس لمعرفة اسباب الحادث، فيما تكاثر الكلام عن تجاهل السائقين بشكل متكرر اشارات المرور الحمراء التي تدعوهم للتوقف. وافادت "تايمز" ان سائقين اعترفوا بتجاهل الاشارات مرات متكررة لانهم لا ينتبهون لها الا متأخرين او لا ينتبهون اطلاقا كون بعض الاشارات مغطاة اما بجذوع الاشجار او بالاوساخ، ما يدل على اهمال في الصيانة. وحملت مصادر النقابات مسؤولية الاهمال الى عملية الخصخصة في هذا القطاع والتي تولي اهمية للربحية على اجراءات السلامة. ونقلت عن شهود ان احد القطارين انحرف فجأة عن مساره وسلك الخط الذي كان القطار الثاني يسير عليه في الاتجاه المعاكس. وكان الحادث أثار لغطاً في اوساط السياسيين والرأي العام، كما اثار دعاوى الى ضرورة اجراء تغييرات جذرية في نظام السكك الحديد من اجل زيادة اجراءات الامان منعا لتكرار هذا الحادث. وامرت الحكومة باجراء تحقيق فوري في الحادث. وابدى نائب رئيس الوزراء قلقه بشان تزايد عدد القطارات التي تتجاهل اشارة المرور الحمراء، في اشارة الى تكهنات في وسائل الاعلام عن ان سبب الحادث ربما كان عدم التزام احد القطارين باشارات المرور.