س } اعترفت موسكو امس بسقوط طائرتين من طراز "سوخوي" في الشيشان. وذكر انهما اصيبتا بصواريخ "ستينغر"، فيما أكد رئيس الوزراء فلاديمير بوتين ان القوات الروسية تسيطر على ثلث الأراضي الشيشانية، لكنه نفى ان تكون تكبدت خسائر كبيرة. وتفاقمت مأساة اللاجئين الشيشانيين الذين زاد عددهم على 120 ألفاً. ذكرت قيادة سلاح الجو ان طائرة من طراز "سوخوي - 25" على متنها طياران فقدت يوم الاثنين، فيما انقطع الاتصال مع أخرى من طراز "سوخوي - 24" كانت على بعد 20 كيلومتراً من غروزني. واكدت ان طيار الأخيرة أجلي الى مناطق سيطرة القوات الروسية. واكد مصدر عسكري روسي ان الطائرتين اسقطتا بصواريخ "ستينغر" وان احد الطيارين قتل في الانفجار وعثر على اشلائه في منطقة اروروس مارتان. وأصدرت هيئة وزارة الأمن الروسية بياناً أكدت فيه ان القائد الميداني شامل باسايف كان حصل على أربعة صواريخ "ستينغر" من حركة "طالبان"، نقلت عبر الحدود الجنوبية لروسيا. وشددت الوزارة على ان باسايف طلب كميات كبيرة من هذه الصواريخ لقاء 80 ألف دولار لكل منها، الا ان "المفاوضات بين الجانبين لم تسفر عن نتيجة". واعترفت وكالة أنباء "ايتار تاس" الروسية الرسمية بأن القوات الروسية تواجه "مقاومة متزايدة" في المناطق الشمالية. ولكن وزير الدفاع الشيشاني محمد خابييف نفى ان تكون تشكيلات حكومية شيشانية شاركت في القتال، واكد ان متطوعين من المحاربين القدماء يتصدون للقوات الروسية. وأدى القصف المستمر الى تعطيل محطة ارغون دمي، المحطة الوحيدة لانتاج الكهرباء في الشيشان، لذا اصبحت الجمهورية تعتمد بالكامل على ما يصل اليها من روسيا التي هددت بقطع التيار عنها. وجرت امس معارك ضارية قرب بلدة تشيرفليونايا التي تعد موقعاً استراتيجياً مهماً وتبعد 30 كيلومتراً عن العاصمة. واعترف رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بأن القوات الروسية تكبدت خسائر، لكنه ذكر انها "أقل من التوقعات المتشائمة" واقتصرت على أربعة قتلى و22 جريحاً وهذه الأرقام تتناقض مع الانباء الواردة من غروزني والتي تؤكد سقوط عشرات القتلى من الجنود الروس. والتقى بوتين امس عدداً من كبار الساسة بينهم رؤساء الحكومات السابقة وقادة الكتل البرلمانية. واكد ان القوات الروسية سيطرت على ثلث الأراضي الشيشانية و30 بلدة وقرية وزاد ان الهدف النهائي هو "إبادة الارهابيين وقواعدهم" واستكمال "الحزام الأمني". وذكر ان "الجمهورية الشيشانية" كانت وستبقى جزءاً من روسيا. لكنه قال ان الحملة لا تستهدف اغراضاً سياسية مثل "الوضع القانوني" للجمهورية الشيشانية. ولكن المراقبين انتبهوا الى تأكيد رئيس الوزراء على ان موسكو ستعمل على انشاء هيئات للسلطة وتدفع رواتب للعاملين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها. واشار المحللون الى ان ذلك قد يكون جزءاً من مخطط انشاء "هياكل بديلة" عن حكومة غروزني. وفي الوقت نفسه، اكد الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف مجدداً رغبته في مقابلة الرئيس بوريس يلتسن. وذكر ان العمليات العسكرية ضد الجمهورية "لها صلة مباشرة بالصراع على السلطة في روسيا". واكد ان البليونير بوريس بيريزوفسكي "بذل جهوداً كبيرة وأموالاً طائلة" لهذا الغرض. الا ان الرئيس السابق سليم خان ياندربييف دعا الى "الردع لا التفاوض". وفي اشارة الى خلافه مع مسخادوف، اكد ان "الاجتياح وحدّ المتخاصمين". وسخر من محاولات اعتبار البرلمان الشيشاني المنتخب عام 1996 هيئة شرعية. وقال ان اعضاءه المقيمين في موسكو "يمكن ان ينصبوا أنفسهم ملوكاً على كوكب المريخ". وتفاقمت مأساة الشيشانيين الهاربين من جحيم القتال والذين بلغ عددهم 120 ألفاً بينهم 105 آلاف في جمهورية انغوشيتيا. العرب والاستغاثة وعلمت "الحياة" من ديبلوماسي عربي رفيع المستوى ان قيادة الجمهورية وجهت رسائل استغاثة الى دول عربية واسلامية طلبت فيها تقديم مساعدات عاجلة. وذكر الرئيس الانغوشي رسلان آوشيف امس ان اعداداً كبيرة من اللاجئين مضطرة الى المبيت في الشوارع ومحطات القطار والحافلات. وبسبب البرد، نقل 50 طفلاً الى المستشفيات المكتظة أصلاً بالمرضى. ومنع اوشيف بيع الكحول وفرض قيوداً على التحرك من العاشرة مساء حتى السادسة صباحاً. وطلب عربات قطار لإيواء اللاجئين. وتوقعت وزارة الداخلية الانغوشية تزايداً كبيراً في عدد النازحين مع تقدم القوات الفيديرالية نحو العمق الشيشاني.